وضع المنطقة من وجهة نظر ‘لاعب شطرنج’ ..
ملك المداني
حسناً :
منطقتنا ستكون الرقعة. .
نحن سنكون في النصف الأبيض. .
خصمنا سيكون في النصف الآخر. .
ولنرى الوضع لنرى كيف موقفنا ، ماهي أحجارنا ، وكيف هو ترتيبها :
أحجارنا :
سوريا ‘قلعة الميسرة’ محاصرة من كافة الاتجاهات تقريبا وضعها سيئ. .
العراق ‘قلعة الميمنة’ محاصرة أيضا وليست أفضل حالا من سوريا. .
لبنان ‘خيل الميسرة’ حجرنا الوحيد الذي يحمي ظهر سوريا محاط ببيادق العدو أيضا من شتى الاتجاهات. .
فلسطين ‘خيل الميمنة’ قضى عليه ضابط العدو الذي توغل في عمق صفوفنا منذ برهة واستقر مكانه ‘إسرائيل’. .
مصر ‘ضابط المربع الأبيض’ دكت دفاعاته وعطلت وظيفته وحوصر بجانب قلاعنا على يد نفس ضابط العدو الذي أخرج فلسطين من الرقعة. .
الجزائر ‘ضابط المربع الأسود’ في أقصى الرقعة لافائدة منه في ظل غياب بقية الأحجار. .
أما وزيرنا فهو ‘فاسد’ وملكنا داشر وبقية بيادقنا فقد قضي عليها باستثناء واحد ‘سنعود له’ لاحقا” ..
– أحجارهم:
إسرائيل ‘ذكرنا ماهيته سابقا’ يحمي ظهره الوزير وبقية البيادق. .
أمريكا ‘الوزير’ أقوى أحجار العدو يمشي في كل الاتجاهات ويعود ليستقر في مكانه البعيد يده طويلة وله موطئ قدم في كل بقعة من بقاع الأرض .
السعودية ‘قلعة الميمنة’ التي اقتحمت صفوفنا وزرعت أساساتها في عمقنا الاستراتيجي لتؤمن مسارات تحرك الضابط ‘إسرائيل’ وتفشل كل محاولات إقصائه. .
تركيا ‘قلعة الميسرة’ قابعة في مكانها تصد كل خطر قد نشكله على نصفهم الآخر في الرقعة ..
أما بقية دول الخليج والممالك وداعش والقاعدة وما سواهم فهم مجرد بيادق لا قيمة لها ولكنها اقتحمت عمقنا أيضا لشدة بلاهة خصومهم ‘نحن’ .
حسناً من النظرة الأولى وللوهلة الأولى سندرك مدى غباء وحماقة اللاعب السابق الذي ترك مكانه منذ عقود طويلة وانسحب من هكذا لعبة بعد أن بعثر أحجارنا ، وفي نفس الوقت سندرك صعوبة مهمة اللاعب الذي قرر أن يملأ الفراغ الذي خلفه الغبي الأحمق ويحقق النصر وليس في جعبته إلا قلاع محاصرة وضباط مقيدين وخيل منهكة وبيدق واحد فقط، وفي مقابله لاعب غشاش منافق ماكر مازالت كل أحجاره سليمة وقوية بل لم يضطر أن يحرك ضباطه وخيوله من أماكنهم لدك دفاعاتنا .
ربما تكون فرص انتصار لاعب النصف الابيض في الانتصار معدومة ولا استبعد أن تكون مهمته مستحيلة بعد أن عرفنا ما تبقى من أحجاره وماهو وضعها ..
ولكن لنراقب ماحدث :
حوصرت القلاع، قيودوا الضباط، انهكت الخيل بعد كل هذه اللعبة الطويلة والمرهقة التي استمرت لعقود ، قرر لاعب النصف الآخر أن يقضي على ‘قلعة الميمنة’ لامتلاكها أسلحة دمار شامل (( ما دخل هكذا أسلحة في لعبة شطرنج )) ؟
لا أدري ولكن هكذا كانت حجته فدفع بوزيره الذي قصف ودمر القلعة واجتاحها ولكنه فشل في إقصائها وزرع جذوره مكانها فانسحب بعد أن تركها ‘أطلال قلعة’. .
حسنا بعد فشله الذريع في محاولته الأولى قرر أن يدمر قلعتنا الأخرى ولكن دون أن يتحرك من مكانه ، أرسل لها كل بيادقه وأوكل مهمة التمويل لقلعة الميمنة ‘السعودية’ ومهمة الدعم اللوجستي للقلعة الأخرى ‘تركيا’ أما مهمة الغطاء الجوي فقد أوكلها لحجره المفضل ‘إسرائيل’ ولكن سوريا صمدت ، بعد أن تحرك ‘الخيل’ لمساندتها وصدوا هجومه بأعجوبة ..
فشلت أحجاره ، قتلت بيادقه ولكنها استمرت بالتدفق من أين وقد قتلوا وأقصوا خارجأ ؟ لا أدري ولكنني أدري أنه غشاش وماكر. .
في خضم كل هذا الصراع والاستماتة للبقاء في لعبة البقاء ، لم يحرك ضابطنا القريب ساكنا أما ضابطنا البعيد فقد اكتفى بالشجب والتنديد. .
كنا متوجسين وقلقين وخائفين، بالمقابل كانوا منتشين وفرحين ومغمورين ، انشغلوا بقلاعنا وأمنوا ضباطنا ونسوا ونسينا ‘البيدق الوحيد’ المتبقي لدينا ، في ظل كل هذه الضوضاء والضجيج كان يتحرك كان يتقدم في غفلة عن الجميع.
اكتسح واقتحم وطهر وتقدم حتى وصل إلى آخر رقعة الشطرنج فخرج من رماد الحرب “وزيرا” من قوانين الشطرنج إذا وصل البيدق إلى آخر الرقعة فإنه يعود وزيراً أو أي حجر يريده أن يكون صاحبه..
هذا البيدق الذي لم يكن يحسب له حساب عاد وزيرا كما كان ‘أجداده’ عاد ليكون من أقوى أحجار اللعبة وفي نفس الوقت كانت ‘قلعة العدو’ السعودية في مرمى نيرانه وعلى مسار تحركة بل كانت ملتصقة به عندها تحولت كل الأنظار إليه وجمعت كل البيادق والقلاع والخيول شتاتها وقرروا أن يقضوا عليه. .
حجر كهذا في مكان كهذا سيغير مسار اللعبة بل سيقلب الطاولة برقعتها بأحجارها على رأس الخصم ، بل إنه قد أعادهم ليلعبوا ‘الباصرة’ على طاولة مجلس الأمن التي كانوا قد اعتزلوها بعد أن اعتقدوا أنهم قد أصبحوا كبارا على لعبة الحظ واحترفوا الشطرنج. .
ظهور كهذا في وقت كهذا لحجر كهذا لم نجد له اسم دولة ‘يليق به’ سوى اليمن ..
أصل السابقين وفصل اللاحقين شلال الكرامة المتدفق وسيل العروبة الجارف ، اليمن مولد العزة ومصنع الرجال ستكون الحجر الأقوى في الشطرنج والورقة الرابحة في الباصرة ورصاصة الموت في الروليت ..
لا يمكن إلا أن ننتصر “الهزيمة ليست خياراً” إما أن ننتصر أو ننتصر، هكذا تاريخنا وهكذا سيكون قدرنا والآتي سيثبت لكم معنى كلامي ..