من فصاحة الإمام علي وأشعاره
في “العقد الفريد” ذكر ابن عبدربه الأندلسي أن أبا بكر وعليَّاً وعمر كانوا شعراء, وعلي أشعرهم, وهو قول يوضحه ما عرف عن علي بن أبي طالب من لغة لها خصائصها المتميزة وفصاحة وقدرة على الإبانة والإحكام, وقدرة طاغية في الألفاظ والأساليب, والواضح فيما نسب للإمام علي – كرَّم الله وجهه – من شعر قصير, أنه ليست له قصائد, فلم يكن طيلة حياته في خلو بال الشعراء الذين ينطلق لهيبهم وراء الصنعة واصطياد المعاني, واختيار القوافي, كما يقول شارح ديوانه وجامع أشعاره, عبدالعزيز سيد الأصل,وإنما كان الإمام علي – كرَّم الله وجهه – أحد العاملين المثقفين لفنون الحياة.
كان يصوغ الشعر كبقية الكلمات التي يصوغها مرتجلة سديدة حاسمة تصيب الهدف.
لأمير المؤمنين – كرَّم الله وجهه – أشعار نسبت إليه وهي كذلك, يرددها الناس دون أن يهتموا بقائلها :
كن ابن من شئت واكتسب أدبا
يغنيك محموده عن النسبِ
إن الفتى من قال ها أنذا
ليس الفتى من يقول كان أبي
أيضاً من الشعر المنسوب للإمام علي – كرَّم الله وجهه – قوله :
وذو سفه يواجهني بجهل
فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة .. وأزيد حلما
كعود زاده الإحراق طيبا
ومن بلاغة الإمام قوله ما قل ودل :
احذروا صولة الكريم
إذا جاع .. واللئيم إذا شبع
لا غنى كالعقل, ولا
فتر كالجهل, ولا ميراث كالأدب, ولا ضمير كالمشاررة.
الصبر صبران, صبر على ما تكره, وصبر عمّا تحب.