الأتراك والفرصة الأخيرة !!
أربع جرائم إرهابية هزت الضمير العالمي ابتداء بتحويل سينا الى أشلا متناثرة بعد التفجير الإرهابي للطائرة المدنية الروسية التي راح ضحيته 124 شخصا مروراً بتمادي وحوش ” داعش ” وتحويل العاصمة الفرنسية ” باريس” إلى بركة من الدماء وحمم الأجسام المتناثرة وإغراق البلد الآمن في الظلام والشعب الفرنسي الناعم في الرعب في جريمة بشعة أدت إلى مقتل 130 واصابة أكثر من 350 شخصا في قمة البراءة والوداعة، وغامر المجرمون في استهداف مخيم برج البراجنة في بيروت موقعين العشرات بين شهيد وجريح .
وما أن سارعت فرنسا إلى دق ناقوس الخطر والثأر لأبنائها الأبرياء من تنظيم داعش الإرهابي ومموليه وكشف داعميه، حتى سارعت أنظمة بعض دول الخليج والأتراك وأمريكا وبريطانيا الى ذرف دموع التماسيح، وإرسال برقيات المواساة وعرض بعض الخدمات وفي طليعتها النظامين ” السعودي والقطري ” الأكثر خطراً في عالم التفريخ والتفخيخ وثالثهما الخليفة “اردوغان”، ولذر الرماد وجهت قنوات فضائية مشهود لها بالتحريض والتسويق للفكر الإرهابي الضال والجهاد الزائف المشوه للقران الكريم والسنة النبوية المطهرة التي جعلت من الإنسان خليفة في الأرض وحاملا لمشاعل النور والتعايش والسلام باعتباره أفضل واسمى وأجمل واذكى مخلوقات الله عز وجل، إلا أن حكاماً بعينهم حولوا هذا الكائن اللطيف الى وحش لضرب الامن والاستقرار وتدمير الكون من أجل البقاء في كراسي السلطة.. فصارت تقتل هنا وتمشي في جنازة ذلك القتيل وتبطش هناك وتذرف دموع التماسيح.
ورغم ذلك التوحش والإرهاب لم يكتف السفاحون بالدماء والدمار، بل واصلوا جبروتهم وطغيانهم الى اسقاط المقاتلة الروسية س24 في مدينة اللاذقية السورية في قرصنة نادرة ومقامرة خاسرة ، لاسيما بعد قتل أحد طياريها بوحشية من قبل بعض ارهابيي التركمان المدعومين من النظام التركي ” الحاضنة “الأكثر دموية وتدريباً وتسليحاً وتطبيباً وحماية والممولة بمليارات السعودية وقطر لوحوش الإرهاب الدولي الأكثر تشويها للإسلام الحنيف .
وأياً كانت الأسباب والمسببات فأن المقامرة والمخاطرة في إسقاط المقاتلة الروسية هو قمة الإرهاب طالما كانت في “اللاذقية”، وحتى لو اخترقت المجال الجوي التركي كان الأحرى بالقيادة التركية تفويت الفرصة على الروس وامتصاص الاثارة والجرجرة والتحرك سياسيا ودبلوماسيا في المحافل الدولية بعقلانية للنيل من روسيا، وكم من المقاتلات الأمريكية والإسرائيلية وغيرها اخترقت المجال الجوي لمصر وسوريا وليبيا وإيران، أما اليمن فحدث ولا حرج، غير أن القيادة التركية أثبتت تورطها وانها مسعر حرب ومجرد مقذوف في يد واشنطن والناتو وذراع لبعض دول الخليج الضليعة في الإرهاب الدولي لتمثل حالة من الحماقة والسقوط وتهديد السلم والأمن الدوليين للخطر .
ورغم المغامرة الكارثية لتركيا، إلا أن اللعب بالنار خطر قد يشعل المنطقة كما رواه الخليفة اردوغان ووافقه جمهور علماء السياسة !! إن نار روسيا قد تمتد ألسنتها وتلتهم ما بناه الشعب التركي وقادته في سنوات وجيزة من قاعدة اقتصادية عملاقة جعلتها في المرتبة الاقتصادية السابعة عشرة من بين اقتصاديات العالم، كما أن نار المقاطعة السياسية والدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية، وربما تسعى لدعم حزب العمال الكردستاني وغيرها من التنظيمات المناوئة لتركيا مما قد يلحق مزيداً من الدمار والفوضى والخسائر الفادحة والمعانة للشعب التركي المسالم، وعندها ستقول واشنطن والناتو والسعودية وقطر والتنظيمات الإرهابية المستقطبة لها كما قال إبليس.. أني بري !!
فهل يسارع حكام تركيا وصفوتها إلى وخز الضمير ومراجعة أخطائها وتفكيك طلاسم التنظيمات الإرهابية الداعمة لها وتبني الخطاب العقلاني والمتزن وتقديم الاعتذار لروسيا لتفويت الفرصة والثأر حفاظاً على الشعب التركي ونهضته وتجنيب المنطقة الدمار، ما لم فمن طلب الجن ركضوه.