
حاوره/ عبدالله بجاش –
الصراعات السياسية أضعفت دور الجالية وأنشأت كيانات صغيرة تعيق خدماتها
> أكد الأخ محمد صالح الشيبة نائب رئيس الجالية اليمنية في ليفربول المسئول الثقافي والإعلامي للمجلس الأعلى للجاليات اليمنية حول العالم أن الجالية اليمنية الأم في ليفربول تتجه نحو التشرذم لإنشاء جمعيات خيرية بطريقة عشوائية مما أدى إلى إحباط وإعاقة كل نشاطها وخدماتها للمغتربين مشيرا في حوار مع (الثورة ) أن الجالية لم يعد لديها أي جديد تعدمه سواء بعض المهام الخدماتية كمثل تجديد الجوازات والترجمة وتنظيم الاحتفالات في المناسبات الوطنية فقط .. داعيا المغتربين إلى التعاون في إنجاح مهام المجلس الأعلى للجاليات اليمنية حول العالم ليتمكن من ترتيب أوضاعه لبداية مرحلة جديدة في تحقيق معالجة مجمل قضايا المغتربين وحماية حقوقهم السياسية والاقتصادية لتمكن من الإسهام في بناء اليمن الجديد..إلى التفاصيل :
> ليفربول من المدن البريطانية المعاصرة لقدوم اليمنيين .. كيف تقيم أوضاع الجالية اليمنية وما الجديد لديها ¿
- قبل الخوض في الإجابة وباعتبار هذا أول حوار مع صحيفة (الثورة ) وهي فرصه بعد السماح أن أهني شعبنا اليمني العظيم بالذكرى الثانية لثورته الشبابية السلمية وأترحم على الشهداء الأبرار وأسأل المولى عز وجل أن يتغمد أرواحهم في جنة الفردوس .. كما أشكر فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية على شجاعته وحكمته في إدارة الأزمة وتجنيب الوطن من فوهات الأسلحة والتي كانت ستقلب اليمن رأسا على عقب متمنيا لكل مساعيه الرامية في اصلاح بين من خلال إدارة الحوار الوطني والذي يمثل فرصة كبير للتصالح والتسامح لمعالجة جميع القضايا الوطنية من الجذور للخروج برؤى توافقية تؤدي إلى بداية جديدة لبناء الوطن الواحد الحديث في مختلف المجالات لنظل كما عهدنا العالم من تاريخنا وحضارتنا وحاصرنا ومستقبلنا أننا بالفعل أصحاب حكمه.
تشرذم جالية ليفربول
> أما بالنسبة للإجابة على السؤال أقول وبكل أسف وبكل ألم وبكل صراحة لا جديد يذكر لدى الجالية اليمنية في ليفربول والسبب الرئيسي في ذلك الصراعات الموجودة بين المغتربين منها الحزبية والمناطقية التي داهمتنا بصورة غربية من كل حدب وصوب بصوره لم نعتادها مما جعل الجالية الأم والتي يعول عليها المغتربون كمظلة لأبناء الجالية أصبحت تتشرذم إلى عدة منظمات .. لأن القانون البريطاني والمعروف للجميع يختلف عن القوانين الأخرى فأي جمعية أو منظمة تريد أن يكون لها كيان تتقد بعدد أعضائها وتسجل ضمن الجمعيات الخيرية وهناك منظمة خيرية تترأس هذه الجمعيات وهي مخوله بمنح الاعتراف وفي نفس الوقت تمنح رقم خيري ومن خلال الاعتراف والرقم الخيري يحصلون على دعم من منظمات خيرية في مجال الشباب والمرأة والشيخوخة لتقديم خدمات معينة وبعض المنظمات تكونت على هذا الأساس بدون انتخابات ديمقراطية من جميع أبناء الجالية اليمنية أما جمعية الجالية اليمنية الأم نعتمد على الانتخابات من الجمعية العمومية وكما هو حاصل للهيئة الإدارية الحالية المنتخبة رسميا في ليفربول لكن ما يحدث اليوم فقد اختلط الحابل بالنابل وأصبحت الانتخابات تعتمد على الحزبية والمناطقية وهذا ما يؤسف عليه لأنه ملف مثقل بالمقززات والخوض فيه بحاجة لوقت طويل لتوضيح أكثر.
إعاقة الأنشطة
> هل هذه هي الأسباب التي أعاقت عمل ونشاط الجالية ¿
- نعم وألف نعم .. وأيضا أوجدت حساسيات وأوجدت جمعيات وربما كل مجموعة أسست لها جمعية وبدأ الكل يعمل بمجموعته مثلا الحزب الاشتراكي أوجد له أشخاص منتميين إليه وأوجد له مدرسه خاصة لتعليم أبناء منتسبيه فقط كذلك الإصلاح فتحوا لهم مدارس خاصة لأبنائهم فقط وهذا شيء مؤسف أدى إلى إهمال الجالية الأم والمشكلة أن السفارة وللأسف الشديد لم تقم بدور إيجابي تجاه هذا التشرذم بل على العكس أوجدت لها بعض الأشخاص في أوساط الجالية لعرقلة عمل الهيئة الإدارية للجالية .. وكما يعرف الجميع أن القنصليات في السفارات أوجدوا ضعفاء نفوس لكي يتواصلوا معاهم مباشرة وهذه ظاهرة مريضة يعاني منها جميع المغتربين في مختلف دول العالم وقنصليتنا الحقيقة تعمل على مبدأ (فرق تسد) واستغلت بعض الأشخاص للأعمال التي تخدم مصالحها فقط أما الناس المخلصين والذين لهم أدوار وطنية في لم شمل اليمنيين تحت مضلة الجالية لخدمتهم وحل مشاكلهم ينظر إليهم بنضرة تعسفية وهذه حقيقة وليس مبالغة
بعض المهام
> إذا ماذا تبقى للجالية من مهام أو نشاط في ظل هذا التدهور والتشرذم ¿
- بصراحة لم يعد لدينا سواء بعض المهام على سبيل المثال مهمة تجديد الجوازات ومساعدة البعض الذين يردون ترجمه في الجهات الرسمية في السلطة المحلية في ليفربول وأيضا تنظيم الاحتفالات الوطنية أما تعليم أبناء الجالية الأم ورعايتهم تكاد تكون غائبة من نشاط الجالية .. كانت الجالية تحصل على دعم من وزارة المغتربين أربعة ألف دولار في السنة وهذا المبلغ لو تقيمه لا يغطي فواتير الخدمات لمقر الجالية مع أنه وبحمد الله ملك خاص بالجالية تم شراؤه من تبرعات المغتربين ووزارة المغتربين ساعدت الجالية بالقسط الأخير في عهد الوزير عبده قباطي رعاه الله عندما علم بأن الجالية تكاد تغرق من الديون وتفهم الوضع بعد أخذ ورد وتواصل تعاون مع الجالية وأرسل القسط الأخير للبنك في ليفر بول .
الكتب المدرسية
> طيب والكتب المدرسية التي تصلكم من الوزارة كيف يتم التعامل معها في ظل وجود عدة مدارس ¿
- بالنسبة للكتب المدرسية أذكر أنها وصلتنا دفعة واحدة قبل عشر سنوات لأن الوزارة كانت ترسل الكتب إلى السفارة وتقوم بتوزيعها وإذا لم تتابع السفارة لم تحصل على شيء .. لكن الحمد لله بجهودنا الشخصية استطعنا افتتاح مدرسة ومع الأسف دخلنا في مشاكل مع أحد الأحزاب الدينية المعروفة على الساحتين الوطنية وليفربول وكنا نبلغ السفارة بكل ما يحدث من مشاكل أول بأول والسفارة لم تحرك ساكنا وطبعا هذا كان قبل عشر سنوات .
اليمنيون البحارة
> ليفربول من المدن البريطانية التي وطأت أقدام اليمنيين فيها في الأربعينيات أو الخمسينيات كيف تقرأ هذا ¿
- اليمنيون البحارة الأوائل هم الذين كانوا يأتون إلى ليفربول بحكم أنها مدينه ساحلية .. أما بالنسبة للمدن الصناعية هي برمنجهام وشيفليد وهاتين المدينتين مشهورتين بالصناعات الثقيلة .. وعندما هاجر آبائنا في الخمسينات إلى بريطانيا اشتغلوا في المصانع الثقيلة ومن ثم تحولوا إلى مدينة ليفربول وكان المجال الوحيد أمامهم هو النشاط التجاري وحاليا 90٪ من المغتربين اليمنيين في ليفربول يزاولون النشاط التجاري وطبعا الجالية تأسست في الستينيات من ثم تحولت إلى اتحاد عام للمغتربين أبان فترة ابراهيم الحمدي رحمة الله تغشاه .
مستقبل الجالية
> كيف تتوقع مستقبل الجالية في ظل هذا الصراع والتشرذم¿
- مستقبل الجالية يعتمد على وزارة المغتربين .. خصوصا والوزارة تخطوا الآن خطوات صحيحة لأني عايشت العديد من الوزراء الذين تحملوا مسئولية هذه الوزارة .. لكني أقول وهذا ليس مجاملة وجدت الأخ الوزير القهالي بحكم أنه عاش مغتربا يشعر بأوجاع وهموم ومشاكل المغتربين لهذا ناضل من أجل إخراج المجلس الأعلى للجاليات .. ولي الفخر أني حضرت اللقاء التشاوري والذي شارك فيه كل الخيرين من أبناء هذا الوطن الكبير والعزيز على قلوبنا وقد خرج اللقاء بتأسيس المجلس الأعلى للجاليات حول العالم وتم انتخاب الهيئة الإدارية للمجلس .. والآن قرر المغترب أن يكون له كيان واحد وهو المجلس والذي سيخطط ويضع اللوائح المنظمة لحاضر ومستقبل المغتربين وسوف نعمل بكل جد ونساهم بقدر ما نستطيع لكي ينجح هذا الكيان الاغترابي وهو مشروع ضخم بحجم ثقل المغتربين كرافدين للعملة الصعبة الداعمة للاقتصاد الوطني لأننا وجدنا الوزير القهالي متفهم جدا لهذا المشروع وترك لنا أن نعالج مشاكلنا بأنفسنا عبر هذا المجلس الحديدي والذي نعتز به لكوادره المؤهلة في أدار المجلس.
ثلاث رسائل
> في الأخير هل تود إيصال رسالة ما إلى جهة ما ¿
- الحقيقة لدي رسائل عدة ولكن لضيق المساحة سأختار منها ثلاث وهي :
الأولى : أناشد فيها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية أن يهتم بإخوانه المغتربين ويمنحهم الدور الذي يستحقونه كأنهم الرافد الأساسي للاقتصاد الوطني وهذا ليس منا وإنما للتذكير فقط خاصة وأن المغتربين لديهم الكوادر والخبرة من خلال حياتهم في أوساط المجتمعات المتحضرة والتي وصلت إلى العلالي بديمقراطيتها واقتصاديتها من هذا المنطلق لا شك أن مساهمة المغتربين في الحوار سوف يسهمون بوطنية في رسم مستقبل اليمن الجديد.
الثانية: أدعو أخواني المغتربين في جميع أنحاء العالم أن يستغلوا هذه الفرصة في تأسيس كيان يمني عظيم واحد يستظل تحت سقفه كل المغتربين اليمنيين البالغ عددهم حوالي ستة ملايين مغترب في العالم .. وفرصة أيضا لمن يمثلهم ويحمي حقوقهم حاليا وفي المستقبل لأبنائهم وهذه الفرصة لم يحصلوا عليها من أي سابق .. فدعمنا للمجلس سوف يحقق لنا الكثير سياسيا وثقافيا واجتماعيا.
الثالثة : أرسل فيها عبارات الشكر والعرفان لمعالي الوزير مجاهد القهالي على اهتمامه ورعايته ومنح المجلس الأعلى للجاليات مقر في وزارة المغتربين ليتمكن أعضاء المجلس من ترتيب أوضاعهم لأعداد النظام الأساسي واللوائح الداخلية للمجلس ليباشر مهامه .. وكذلك الشكر موصول للأخ عبدالقادر عائض على دوره الإنساني المستمر في التعاون مع جميع المغتربين دون استثناء أو تميز بين مغترب وآخر والكل أمامه سواسية في حل قضاياهم.