عيد الرجال
حسين العواضي
حسين العواضي –
* يوم خسروا الحرب العالمية .. لم يقعدوا على الأطلال ولم يدب اليأس والإحباط إلى نفوسهم قرروا أن ينهضوا من جديد ليصبحوا أعظم أمة تجيد الصناعات العملاقة المتقنة.
* الأمم التي لا تعتبر من كبواتها تستحق أن تختفي تحت التراب وعلى مداخل أشهر مصانع السيارات الألمانية الرائعة كبتوا عندما لن نجد من ينافسنا نافسنا أنفسنا.
* وعلى صرامتهم .. وجديتهم المطلقة في العلم والعمل .. لم ينس الألمان أن يرفهوا على أنفسهم .. فالشعوب التي لا تضحك .. ولا تتسلى شعوبا مقعدة محبطة لا تنتج غير النكت والإشاعات.
* الرجال الشجعان خصصوا يوما من كل عام يطلقون عليه – عيد الرجال – يخرج الألمان جماعات وزرافات من منازلهم صوب النوادي .. والمقاهي .. والحانات يحملون العصي .. ويهزون الأرض بأقدامهم المتوحشة.
* هذا يوم عصيان الزوجات .. والتمرد على سلطاتهن وأوامرهن المرهقة يوم الانعتاق .. والحرية ورفض الهيكلة والحوار.
* يجتمعون في المقاهي .. يتزاحمون على الأرصفة .. ليتباهوا بشجاعتهم .. يصرخون بأعلى أصواتهم .. يتبادلون القفشات والنكات .. والمقالب وأخبار البطولات الزائفة .. والانتصارات الخارقة التي حققوها بجدارة واستحقاق ضد نصفهم الآخر.
* وهات يا خرط .. وحشوش .. وأكثرهم زنطا أصحاب الشوارب الطويلة .. والعضلات البارزة وأصحاب القمصان التي تنظف في غسالة المنزل منذ شهور ويستمر الحشوش .. والغيبة .. والتشفي .. والوعيد منذ الصباح الباكر .. وحتى منتصف الليل.
* النساء والجسور تحتاج دائما إلى ترميم
– الشيطان أستاذ الرجل وتلميذ المرأة
– النساء والقطط كلهن سود في الظلام
– النساء كالحكام قلما يجدن أصدقاء مخلصين
– لا تكف المرأة عن الكلام إلا لتبكي
ـ المرأة الجميلة تحتاج إلى ثلاثة أزواج .. واحد ليدفع ديونها .. وواحد لتحبه .. وواحد ليضربها.
* لحظة! هذا ليس من عندي .. ولا أعترف به أنه شيء من – حشوش – الرجال الألمان في عيدهم المهيب الذي ينتهي ببزوغ فجر اليوم التالي حين يعود – الأشاوس – مهذبين طائعين متلصصين المحظوظ يدخل منزله من نافذة المطبخ .. والمتعوس ينام في حضيرة الدجاج.
* هذا عندهم في بلاد الألمان ما عندنا فإليكم سؤال المليون .. يون .. يون .. يون!!
* كيف تعرف أن هذا المسبع المربع الواقف أمامك رجل صنديد وشجاع له في الدار سلطة وكلمة لا يهاب الصوارم ولا وقع الصحون.
* بسيطة!! هناك أعراض .. وعلامات .. ودلائل ومؤشرات تساعدك في الفوز بالجائزة فتعالوا نتعرف على أشجع الرجال الصارمين المتحدين لوزارتي الداخلية والإدارة المحلية.
* كل رجل يتجاوز الإشارة الحمراء .. ويطنش رجل المرور ويهزأ به .. ولا يعيره شيء من التقدير والاحترام بالتأكيد رجل ضعيف خرج للتو من منزله بعد أن مسحت به زوجته بلاط الحمام.
* كل مدرس رياضيات أو كيمياء يقضي حصته في ضرب الطلاب وسبهم وتهديدهم رجل مغلوب على أمره واجباته المنزلية أن يحصر ديون البقالة ويخلط مساحيق الغسيل لزوجته المشغولة بالفيس بوك.
كل زعيم سياسي يستخف بالحوار الوطني.. ويشجع على التخريب والعنف.. ويمارس الكذب والتضليل بالتأكيد تحكمه امرأة جبارة كلما نجا من مصيبة دهفته إلى مصيبة أخرى.
* السائق الذي يفزع الأطفال بقيادته المتهورة وسرعته المفزعة.. ينبح ويصرخ على من يراجعه أؤ يترجاه.. رجل بطيء جدا في بيته مطيع خانع وكلمة – حاضر مرحبا هي أكثر كلمة يستخدمها طول النهار.
* وكل رجل أحمق يقف بسيارته منتصف الشارع ويترجل بطلا مزهوا ليشتري القات غير عابه بتوسلات الآخرين الذين يضربون الهون ويشعلون الغمازات عسى أن يفسح لهم الطريق رجل ينام عند أقدام زوجته لأنها لا تسمح له باستغلال النصف الفاضي من سرير النوم.
* الرجل الذي يعد نفسه ذكيا ويغش في بضاعته.. يزيف تواريخ السلع ذات الصلاحية المنتهية تغشه زوجته في أشياء أخرى.
* وما لا يحتاج إلى دليل أو برهان أن الرجل البغيض الذي يؤذي جيرانه في النهار تؤذيه زوجته آخر الليل.
* والقائمة تطول.. وذلك عيد الرجال الألمان أما عندنا فالبيوت أسرار.. والرجال أحرار وفي عرفنا أن عيد الرجال هو الرجل الساذج الغبي الذي لا يحترم غيره.. وبذلك يستحق أن يكون ضحية العيد!!
آخر السطور
للبرلماني الشاعر عيدروس النقيب :
لا نبعثر شيئا سوى الشوك
قد ملأ الشوك أقلامنا ودفاترنا
وغزا الحصرم المتكاثر
أبياتنا وقصائدنا
وغدا الليل أوفى الرفاق
وأزكى الصحاب