عواصم/وكالات
إن تركيا بإقدامها على ارتكاب حماقة إسقاط الطائرة الروسية سوخوي 24 قدمت خدمة ثمينة لسوريا – دون أن تدري- في الوقت الذي تخوض فيه موسكو مواجهة مفتوحة مع أنقرة الداعمة لتنظيم داعش الإرهابي والذي يعبث في سوريا قتلاً وتدميراً.. حيث يقول الباحثان هنري باركي ووليام بومرانز من مركز “وودرو ويلسون أنترناشونال سنتر” في مقال نشراه على موقع شبكة “سي إن إن” الأمريكية: “الرابح الوحيد من التطورات الأخيرة هو الأسد”. ويضيفان إن “أحد أعدائه الرئيسيين هو الآن على خلاف شديد مع حليفه الرئيس بوتين”.
ويرى مدير الأبحاث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية كريم بيطار أن التصعيد الروسي التركي “يرتدي أهمية كبرى، لأنه، حتى الآن، وعلى الرغم من التباين حول سوريا، بقيت العلاقات الروسية التركية ودية، والتبادل الاقتصادي والسياحي متينًا”. ويقول: إن “التشنج الروسي من شأنه أن يسمح لبشار الأسد بأن يعتمد على دعم أكبر من بوتين”، مشيرًا إلى أن “أردوغان صاحب المزاج المتقلب يجد نفسه ينجرّ مرة جديدة إلى أخطاء وسياسات تأتي بنتائج عكسية”.
ويتابع إن “بوتين وأردوغان لديهما العديد من القواسم المشتركة: التسلط، القومية، التشكيك والحساسية المفرطة، والتصرفات الاستعراضية”، مشيرًا إلى أن بوتين “يسيطر بشكل أفضل على أعصابه، بينما يتصرف إردوغان طبقًا لانفعالاته”.
وتأتي هذه الأزمة بعد خارطة طريق تم التوصل إليها للخروج من الأزمة السورية قبل أسابيع في فيينا خلال لقاء دولي جمع عشرين دولة ومنظمة، بينها روسيا وتركيا.
وترى الباحثة موريال أسيبرغ من معهد الشؤون الدولية في برلين أن “روسيا ستستغل الحادث للمضي في تنفيذ مصالحها في سوريا بتصميم أكبر”، مضيفة إن تقديم “مساعدة عسكرية أكبر للنظام قد يدفع الأسد إلى التغاضي عن خوض محادثات جدية مع المعارضة، وفي الوقت عينه، سيصبّ أكثر في مصلحة روسيا”.
وفي الإطار نفسه، تحدث وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للمرة الأولى عن إمكانية مشاركة قوات النظام السوري في مكافحة تنظيم داعش. إلا أنه أوضح أن ذلك يجب أن يتم “في إطار الانتقال السياسي” في سوريا.
فيما يقول سياسي سوري قريب من السلطات مازحًا “يجب أن يرسل الرئيس بشار الأسد برقية شكر إلى الرئيس رجب طيب أردوغان، لأن موقف موسكو تطور لمصلحة سوريا”.
ويضيف: “قبل ذلك، كان الأسد و(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين متفقين على أن مكافحة الإرهاب تأتي قبل الحل السياسي.
وكانت موسكو قد ردت بحدة على إسقاط طائرتها بنيران تركية، ومقتل أحد طياريها برصاص مقاتلي المعارضة، أثناء هبوطه بمظلة. وقال الرئيس الروسي إنها”طعنة في الظهر”، بينما اتهم رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف تركيا بـ”حماية” عناصر تنظيم داعش.
وطلبت موسكو الخميس الماضي من رعاياها الموجودين في تركيا العودة إلى روسيا، متحدثة عن مخاطر حصول أعمال إرهابية، ما يعني احتمالًا بحرمان تركيا من ثلاثة ملايين سائح روسي يزورونها سنويًا.
Next Post
قد يعجبك ايضا