> ذباب والوازعية جهنم مستعرة في وجه الغزاة
تقرير/ جمال الظاهري
بعد الانتكاسات التي منيت بها القوات الغازية في أكثر من جبهة وبعد محاولاتها في مارب على مدى أربعة أشهر تقريباً انتقلت إلى مدينة تعز لعل وعسى أن تحقق أي تقدم ولو بسيط يؤهلها للرهان عليه في أي تسوية قادمة, فشلت ايضاً هناك وتعرت كل أطروحاتها وما ادعته عن حرصها وسعيها لخدمة الصالح اليمني.
هاهي ومع ازدياد الضغوط الدولية وانكشاف وجهها القبيح أكثر عبر ما ترتكبه من جرائم وحشية في حق أبناء اليمن, اليوم تطلب من عملائها في الداخل ومرتزقتها ومن يتواطأ معها تطلب منهم أو بالمعنى الأصح تأمرهم بتوسيع الجبهة في تعز لتشمل معظم مديريات المحافظة في محاولة يائسة للتملص من الاستحقاقات السياسيىة القادمة.
تحركات محلية مدعومة بعناصر المرتزقة والخونة ظهرت مؤخراً .. تحشيد مقاتلين في الوازعية وعبر وجاهات وموالين للرياض بصدد إشعال الأوضاع وخلق صراع بين أبناء المنطقة وأفراد الجيش المتواجدين هناك. ترافق ذلك مع تفجير جبهة المخا – ذباب على الساحل الغربي لليمن تحت غطاء جوي وبحري تتعرض له المنطقة وغارات جوية عنيفة ومكثفة بدأت نهار الخميس 23 يوليو 2015. لكنها فشلت حتى الآن في تحقيق أهدافها على الأرض وتكبدت خسائر فادحة في الأرواح والمعدات وخصوصاً خلال الأسبوعيين الماضيين بفعل الضربات الموجعة التي تلقاها الغزاة ومرتزقتهم في جبهتي ذباب والوازعية على أيدي أبطال القوات المسلحة واللجان الشعبية الذين أفقدوا العدوان ومرتزقتهم صوابهم.
وعلى هذا الوقع تعيش تعز ومديريات الساحل منذ 11 يوماً، مواجهات شديدة على أكثر من جبهة في محيط المدينة وعدد من المديريات الرابطة بين تعز ومحافظة لحج, مصدر عسكري أكد أن الجيش واللجان الشعبية يسجلون يوميا تقدما على أكثر من محور منها مفرق يفرس في المسراخ.. التي شهدت نهاية مخزية لقوات المرتزقة رغم الغطاء الجوي المكثف لطائرات تحالف العدوان.
منطقة كرش التي شهدت تنفيذ انسحاب تكتيكي لقوات الجيش هي الأخرى سجلت فيها نفس النتائج ولكن بكلفة أكبر تحملها المعتدون.. حيث كان الانسحاب عبارة عن كمين محكم نفذه الجيش واللجان الشعبية قبل أيام ومن ثم عودتهم لتشهد المنطقة معركة شرسة نفذها أبطال الجيش واللجان أودت بحياة 8 من أفراد المرتزقة, ومن نتائج هذه المعركة إعلان القوات الإماراتية انسحابها وعدم مشاركتها في أي زحوفات تقوم بها الأطراف الأخرى لقوى العدوان.
مصادر عديدة وعقب الانسحاب الإماراتي كانت ذكرت أن اتهامات بالخيانة وجهها الناجون من القوة الإماراتية إلى عناصر الإخوان المسلمين (الإصلاح) اتهموهم فيها بالخيانة وقتل أفراد القوات الإماراتية من الخلف أثناء حالة الارتباك التي عاشوها نتيجة الهجوم المباغت والشرس الذي نفذه الجيش واللجان الشعبية واستعادوا من خلاله عددا من المواقع الاستراتيجية والتباب في منطقة كرش.
وفي مديرية ذباب باءت كل محاولات الزحوفات العسكرية التي نفذها خليط من القوات الغازية مسنودة بغطاء جوي كثيف من قبل طيران التحالف ومجاميع من المرتزقة الأجانب وعناصر من التنظيمات الإرهابية ومجاميع من لجان الفار هادي, ومن الحراك الجنوبي, حاولت التقدم باتجاه معسكر العمري قادمة من المثلث تصدى لها أفراد الجيش والمرابطون من اللجان الشعبية وكبدوها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد كان أفدحها أمس الأول بحصيلة أسفرت عن مصرع أكثر من 150 من الغزاة والمرتزقة وعشرات الآليات العسكرية, وكذلك الحال في مديرية الوازعية التي جعلت الغزاة ومرتزقتهم يفرون بعد الضربات الموجعة تاركين وراءهم العشرات من الجثث.
وفرت قوات الغزو ومرتزقته من أمام أبطال الجيش واللجان الشعبية تاركة وراءها ثلاث مدرعات, وأربعة أطقم عسكرية مدمرة, فيما لاذت البقية بالفرار, مصطحبة معها أكثر من عشرين قتيلا من المرتزقة والعشرات من المصابين وسط حالة من الهرج والمرج والاتهامات المتبادلة بالخيانة والجبن بين فصائل هذه القوات المستجلبة من عدد من بلدان إفريقيا وكولومبيا وغيرها, إضافة إلى عناصر إخوانية تم جلبها من سوريا والعراق عبر رحلات مكوكية تنفذها طائرات سعودية وتركية وإماراتية بين تركيا وعدن.
وتفيد الأنباء الواردة من الجبهات ومن مصادر مطلعة في مناطق التحشيد والاستعداد بأن القوات التابعة لهادي والحراك الجنوبي عللت بأن سبب هزائمها وانكسارات زحوفها يرجع إلى أن أبناء تعز غير مرحبين بها وأن الكثير منهم يساند ويقف في صف قوات الجيش واللجان الشعبية.
في نفس السياق وعقب كل هزيمة كما عودتنا طائرات العدوان تنفذ غارات مكثفة على العديد من المناطق والقرى والوديان التابعة لمحافظة تعز المتاخمة لمحافظة لحج .. حيث قامت هذه الطائرات وبصورة هستيرية بتنفيذ ست غارات استهدفت جنوب جبل حوزان شمال معسكر العمري, كما شن طيران العدوان السعودي الأمريكي سلسلة غارات على الخط الساحلي في مديرية ذباب ومنطقة الجديد.
كما شهدت منطقة الدحي لأول مرة مواجهات بصورة متقطعة بالتزامن مع تحليق كثيف ومتواصل لمقاتلات العدوان.
وأوضحت المصادر، أن نجل قائد جبهة الضباب فؤاد الشدادي – أمجد – لقي مصرعه في المواجهات التي حدثت في التبة السوداء بالضباب, منطقة حنة التابعة للوازعية شهدت مواجهات عنيفة مساء الثلاثاء 24 نوفمبر، بين قوات الجيش واللجان الشعبية، مع المسلحين الموالين لهادي والسعودية المسنودين بالمرتزقة العرب والأجانب.
ومن جانب آخر كانت الأنباء قد تحدثت عن تمكن أبطال الجبهة الوطنية المشكلة من أبناء تعز والجيش واللجان الشعبية من تنفيذ كمين محكم للمرتزقة في قرية أنبيان أعلى جبل المسراخ موقعين فيهم ثلاث إصابات فيما فر بقية المرتزقة.
إلى ذلك استهدفت قوات الجيش واللجان الشعبية تجمعات للمرتزقة في تبة الشماسي وتبة الوكيل وسط المدينة سقط على إثره عدد من القتلى والجرحى في صفوف العملاء.
من هذه الوقائع تظهر الصورة أكثر وضوحاً .. فحرب تحالف العدوان على اليمن تتعرى أكثر, فمن مارب وما حصل للقوات الإماراتية هناك وما تلاه من انحسار لدور هذه القوات في عدن وما تعرضت له من قبل الميليشيات التكفيرية التابعة لحزب الإصلاح والمدعومة ضمناً من قبل النظام السعودي إلى ما تكبدته من خسائر في المعارك الأخيرة التي أعلن التحالف عنها تحت مسمى تحرير تعز من جماعة الحوثي وقوات صالح حسب ما يردده ساستهم وإعلامهم, يتضح لنا أن القوم ليسوا على كلمة سواء وأن عدوانهم على اليمن يحمل مشاريع خاصة لكل طرف.. (تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى).
ويظهر أيضا أن هناك صراعا خفيا بين القوى المشاركة في العدوان على اليمن, فالإمارات لها أهدافها الخاصة ومثلها السعودية ويأتي تنظيم الإخوان في اليمن في هذا السياق, الإمارات في سياساتها تعتبر تنظيم الإخوان شرا وبلاء وتعمل على تحجيمه في أكثر من بلد, فيما الإخوان يعتبرون الإمارات أحد أهدافهم ويجب إزاحتها من المشهد في المناطق التي لا تخضع لسيطرة الجيش اليمني واللجان الشعبية.
بالنسبة للسعودية وفي الحالة اليمنية وبعد أن أيقنت أن القرار اليمني قد خرج من تحت عباءتها ووصايتها تسعى لدك كل مقومات الحياة والاستقرار في اليمن كي يبقى عاجزاً وبعيداً عن لعب أي دور في مستقبل المنطقة أقله لعدة عقود, لذا فإن الصراعات الجانبية ليست ذات أهمية لديها في الوقت الراهن وتستغل ذلك أيضا لاستمرار عدوانها على اليمن ولتحجيم الطموح الإماراتي في لعب أي دور مستقبلي في ما يخص اليمن والجزيرة العربية.
من الدفاع الى الهجوم
تغير المشهد في الأيام الأخيرة بصورة كبيرة فمن كان يدافع بالأمس ها هو اليوم صاحب المبادرة في الهجوم على أكثر من جبهة .. حلفاء العدوان يتصارعون على المغانم في الوقت الذي تشهد فيه الجبهة المناهضة للعدوان المزيد من التنسيق والتلاحم.
الأعمال العسكرية لمن كان بالأمس يصنف بالطرف الأضعف تتطور وإحكام السيطرة على الأرض يتسع, فيما حلف العدوان يتداعى والاتهامات بالتخوين لبعضهم البعض تزداد.. المجتمع الدولي الذي كان يغض الطرف عن جرائم العدوان ومرتزقته وعملائه من الجماعات التكفيرية بدأ يعيد قراءة المشهد من جديد.
وما إغراق البارجة الخامسة في البحر الأحمر إلا دليل عملي على تنامي وارتقاء العمليات العسكرية لقوات الجيش واللجان الشعبية, أما الطيران وما يقوم به من قصف وما يحدثه من جرائم في حق المدنيين فقد ارتد عليهم بالخسارة, وصارت رهبة طائراتهم خارج حسابات أفراد وقادة الجيش واللجان الشعبية بعد أن تكيفوا على التعامل مع غاراته بحرفية عالية.
الحرب النفسية
انتصار سياسة النفس الاستراتيجي الطويل الذي اتبعه المدافعون عن الوطن أفقدت العدو القدرة على التأثر والإدارة للحرب النفسية, فيما تعززت الثقة والإيمان بالنصر لدى الرافضين والمقاومين للعدوان.
آخر الأنباء الواردة وهذا التقرير ماثل للطبع تفيد بأن جبهات العدوان تشهد انهيارات كبيرة في صفوف المرتزقة من حزب الإصلاح, وأن الجيش واللجان الشعبية يتقدمون ويسيطرون على معسكر المرتزقة في نجد قسيم وموقع الكسارة, وأنهم حققوا إصابة مباشرة في مخازن السلاح التابعة للمرتزقة خلف موقع الكسارة وأن النيران تشتعل فيه.