أربعة مواقف مشرفة في التاريخ..¿
لاشك أن الإنسان العربي عامة واليمني خاصة قد فهم السلطة والمواطنة والحريات والقوانين والمسؤولية لكن للأسف الشديد أن كل هذه الأمور وغيرها لم تطبق على أرض الواقع ولمجرد إلقاء نظرة تاريخية لثلاثة أو أربعة مواقف يستطيع هذا الإنسان أن يعرف الحقيقة وهناك الخليفة (عمر) كان أول من استدعى ابن الأكرمين من مصر (عمرو بن العاص) لأن ابنه ضرب ابن مواطن مصري وكان عمر يريد أن يقول لكل مسؤول في كل عصر من العصور لست إلا واحدا من الناس لا أكثر وإن كنت أثقل عبئا ولعل كلمة عمر للطفل المصري أول تعريف للمواطن بحقوقه لأنه أعطاه عصا وعرض عليه ابن عمرو وقال للطفل اضرب بن الأكرمين بكل هذه السخرية على دعوة العظمة علم عمر كيفية المسؤولية وكيفية المواطنة الحقة.. وهنا موقف ابن مسعود فقد كان يرفض تحويلات عثمان صائحا بأعلى صوته ليست هذه أموال عثمان ليعطيها أقاربه وإنما هي أموال الله للأمة وأنا أمين هذه الأمة والسؤال هو: هل كان موقف ابن مسعود آنيا¿ لا ولكنه دائم المعاصرة إلى الوقت الحاضر لأن الشعوب جميعها تطالب الأمين لصرف ثرواتها على مصالحها لأن ابن مسعود أعطى للناس درسا حضاريا يعلم المسؤول فيه أمانة مسؤوليته ثم ننتقل إلى موقف آخر هو موقف الصحابي أبا ذر فقد انطلق في نضاله من آية تحريم كنز الذهب والفضة ومن هذا المنطلق ناضل أبو ذر مع عثمان ومعاوية وتحمل مرارة النفس وموقف أبو ذر الغفاري كان في وجه كل الاستغلاليين وحماة استغلالهم من خليفة المدينة إلى ملك الشام.. ثم نرى موقفا آخر هو موقف علي ابن أبي طالب الذي منع أخاه عقيلا عن قبض درهمين من أموال الشعب رغم أن تحت يده ثروة العراق جميعها وعندما غضب عقيل لجأ إلى معاوية وكان علي يقول هذا أخ غير مأ سوف عليه لأنه أراد ما لا يستحق فهذا الموقف يعتبر ألمع المواقف الوطنية في كل عصر لأنه تجاوز الذاتية والعائلية إلى الجماهير قبل عصر الجماهير ومن أجل هذه المواقف المشرفة ضحى آلاف الشرفاء من أجل الشعب وكانت شعلة كربلاء مجتمع الأقباس التي أججها ابن الخطاب وأبو ذر وابن أبي طالب وابن مسعود ولذلك فقد امتد التطور النضالي مختلف الأشكال إلى عصرنا الثوري فهل يوجد حكم عربي اليوم ليجسد هذه المبادئ ويعمل بها ليكون الحكم العربي الإسلامي القدوة للعالم كله¿¿
شعر:
وطني لئن ساموك أعدائي مع الأيام خسفا
وتنمرت كل الوجوه وتاجرت ظلما.. وعسفا
وأراد من باع التراب بأمسه يغريك عطفا
لن يفلحوا وطني وإن جعلوك للأجيال زلفى
وطني تعلم شعبنا أن الجهاد هو السبيل
بالعلم والإيمان يبني الصرح آساد تصول
سنحطم الطغيان رغم القيد في الأيدي يطول
لنعيد للأطفال حبا.. أجدبت منه العقول.