ن ……………..والقلم.. بن همام ¿¿

عبدالرحمن بجاش
الأزمات والكوارث والمعاناة والظروف الاستثنائية تظهر المعادن.. نفيسها, مذحلها, غثها, وسمينها, هناك رجال يظهرون في الأوقات الاستثنائية رجال حقيقيون, يظهرون بسلوكهم الصامت, الذي يسعى  من أجل مصلحة المجموع وينسى نفسه إلا بقدر ما يستحق كالآخرين, وهناك عادة نوعان من الرجال, النوع الأول يعرف وطنا, ويعرف الآخر غرفة نومه فقط!!, نوع يعمل آناء الليل وأطراف النهار وبصمت وبدون إدعاء من أجل الجموع, وآخر كل همه الحقائب الساكنة تحت السرير!!, منذ أن هيأت الظروف لانتهاك السيادة الوطنية, برز اسم هذا الرجل بن همام محافظ البنك المركزي, حيث كان السؤال الاستنكاري: كيف لم يهبط الريال في ظل الظروف الاستثنائية¿ تجد من يقول لك: السر: بن همام, أنا لا أعرف الرجل شخصيا, يكفيني أنني أعلم عمله, نشاطه, عزوفه عن التسلق, وسمعت أن الرجل في لحظة رفض أن يتولى رئاسة الوزراء, فقلت يومها: حياه الله, هذا النوع من الرجال من نريدهم – لا تنسوا بحاح -, خاصة في الظروف الاستثنائية, يعجبني الرجل الذي يعمل بدون حسابات ربح وخسارة شخصية, كذلك الذي يجتهد هنا فقط لإرضاء من هو أعلى منه, ليتسلق, وأعرف رجالا مروا قتلهم من أعلى منهم, فيكون المسؤول الفلاني ناجحا في عمله, يبدو أن الرجل الذي على رأس الدولة يغير منه, فيرفعه, فيضيع, من هؤلاء الرجال من يرفض, لأنه وجد نفسه ولا يسمح بأن يضيع, فيواصل النجاح, في الدول المتقدمة, يتقاتل السياسيون على صفحات الجرائد, وفي البرلمانات, وفي المظاهرات, تجد التكنوقراط  يعملون بهدوء, لا يعيرون تنافس السياسيين اهتماما, فكل لما خلق له!!, إلا نحن فشعارنا أننا (خلقنا لكل شيء)!!, فمن يصلح للبلدية يوافق أن يعين للصناعة وبعدها لا يمانع أن يكون طبيبا!! منطقه (كله صناعة وكله طب), بن همام أحد الرجال من صنف عبدالغني علي, وبن غانم, ورجال كبار في نظرتهم, وحسن حسبتهم, استطاع أن يحافظ على رواتبنا, ولذلك لا فضل لأي سياسي في الأمر, وحده الرجل من يفترض أن ترفع له القبعات أو المشاد احتراما, وطلب خاص لكل الصحف ألا تسلط الضوء عليه حتى لا يغير منه من يغير ويعملون على إبعاده, تلك هي الحكمة اليمانية, كان عبدالله عبدالولي ناشر من أفضل الجراحين, قتلوه بتعيينه وزير صحة, وعندما نجح عاقبوه باستبعاده, وتخيل أن يذهب الرجل ليكون رئيس مجلس إدارة بنك, صحيح هو نجح هناك, لكن أصابعه خلقت لتلمس ألم المريض!!, قال لي فيما بعد: احتراما للنفس فلن أعود إلى الجراحة لأن علي أن أقرأ عشر سنوات إذا فكرت بالعودة, انظروا لنوع الرجال الذين يحترمون أنفسهم, الآن هذا الرجل يحافظ على الحدود الدنيا من شروط أن يظل الموظف الغلبان واقفا على قدميه, واجبنا أن نوجه له التحية, وبالتوازي أن نطلب إليه ألا يوافق يوما أن يترك مكانه إلا إلى البيت, لا تسمح لأحد أن يغتالك بقرار.. نحن نوجه لك التحية باسم الجنود المتعبين, والعمال الذين ينزفون عرقا وراء الآلات, والموظفين الذين هم الفئة الوحيدة إلى جانب الفئتين السابقتين من يدفع الضرائب ويعاني, تحديدا التحية لك من عامل النظافة الذي يعمل بإخلاص.. شكرا لك يا سيدي.

قد يعجبك ايضا