لحظة يا زمن.. واقع.. أم صور
محمد المساح
تتابع الأحداث تماما كما تتابع عقارب الساعة دورانها في فلك الزمن.
خلال الصحو خلال النوم تنقلها لنا كاميرات التصوير إلى شاشة التلفاز.. ونحن بدورنا نقعي متابعين شريط الصور.. أحداث ومشاهد طازجة وبكل ما تحمله هذه الأحداث والمشاهد من مشاعر تثار لدى المشاهد مشاعر تتباين وتتنوع وتتعدد مآسي ومبكيات وبالطبع نتألم نبكي نصرخ نحتج لكن الأمور على مايبدو.. ونحن نتابع على الشاشات قد أخذت فينا مسارات غامضة ومبهمة تصل بنا إلى نوع من الاستسلام والرضوخ نصبح مجرد مشاهدين عاديين أوبالأحرى زبائن ثابتين لهذه الشاشات مجرد متفرجين على صور سينمائية.. فلا ندري بعدها.. هل حقيقة ما نراه أحداث واقعية حية¿ أم أننا نجد أنفسنا وقد تداخلت الحقائق مع التمثيل.. والمسلسلات والعاب الكارتون في موقف غريب.. حيث تلتبس الأمور علينا فلا ندري.. أيها الحقيقة وأيها الكذب¿ تكثر علامات الأسئلة والتعجب والأحداث واضحة تنقل خلالها وغيرها. القتل والتدمير وإذلال الإنسان وقهره.. كل تلك الأحداث والوقائع.. في تداخلها وتشابكها.. تنقلنا إلى عمق الكابوس فتختفي صور وتبرز أخرى وما يختفي يعود إلى البروز من جديد.. ويتساءل الإنسان.. أهو في عمق الكابوس حقيقة.. أم هو خارجه¿ أهي المشاعر المتقلبة.. والأحاسيس تنقلنا من درجة إلى درجة من الصراخ المكبوت .. إلى البكأ الداخلي إلى الترحم على النفس.. ماذا تكون المحصلة الأخيرة¿ تلك أمور لا يعرفها إلا الغيب متفرجين عاديين نتابع صور الحياة على الشاشات بكل مآسيها وفواجعها بكل فبركاتها لكنه الأمر الغريب..! أنحن في عمق المشهد أنحن على أرض الحقيقة والواقع¿ أم نحن في .. مسار الحزن.. وفي البعد هناك بعيدا عن الشاشة.. بشر يصارعون الموت ويدفعون الثمن! ويظل التساؤل رغم ذلك قائما أهو واقع.. أم صور¿.