القراءة الواعية ..
عبدالرحمن بجاش
صباحا سمعت صوت مدهش يقرع بـ..(( البانة الصغيرة )) على دبة الغاز , قلنا جميعا في البيت : خير, هاهو الغاز قد حل في الربى , نزلت : – يا عم بجاش اليوم بـ 3000 ريال , علا… كنت فجرا قد كتبت في الفيسبوك تعليقا على موضوع الأمس (( ليش كل هذا التشاؤم يا عم )) , ضحكت ولم أعلق , الأمر لا يتعلق بالتفاؤل والتشاؤم , يعني أن نقرر أن نتفاءل ونقرر أن نتشاءم أو العكس , بمعنى أن الأمر لا يتعلق فقط بالرغبة الشخصية , أو ((لأجل يقولوا)) على طريقة صاحبي رضوان !! , فالتفاؤل لا بد له ما يبرره , والتشاؤم يبنى على قراءة دقيقة للواقع وللحظة الراهنة , فليسأل كل منا نفسه : هل أخضعت كل المؤشرات لقراءة اللحظة , أو أن الأمر يعتمد على نوع القات الذي يتحكم في كل القراءات خاصة أثناء أهازيع الليل الأخيرة , لا يملك من يكتب أن يخدع الناس بأن تفاءلوا , فيم كل مؤشرات الواقع بلحظته تقول غير ذلك , وعليه فالقراءة العميقة والعاقلة هي من ينبئك بالوضع الذي أنت عليه , الآن أنا وجاري ومن يلينا في كل الاتجاهات نشكو ارتفاع سعر دبة الغاز , فماذا علينا أن نكون , متفائلين أو متشائمين ¿¿ , وأضف إلى مشهد اللحظة , فبعد أن تركت مدهش و (( تكعفت )) 500 ريال زيادة , هب صاحب الكهرباء , لأفاجأ بـ (( 7000 )) ريال , على أي منكم أن يقول لي : ما الذي يفترض أن أكون عليه , وفي جولة الخمسين يتوزع البسطاء من بيده ملعقة الاسمنت , من بيده برش الرنج , من بيده أدوات عمله , كلهم من الصبح كما أخبرني أحدهم (( لم نشاهد سيارة واحدة من سيارات المقاولين )) , هؤلاء وكل من في الجولات الأخرى : من أين سيأكلون ويأكل أولادهم واذهب والى أمام البنك المركزي لتون ما يحدث !! , لم أبدأ تحريك إصبعي انقر الحروف موضوع اليوم حتى رن الجهاز باتصال من الأستاذ المساح قالها هكذا (( أبشرك…. قطعوا الراتب )) , كنت لتوي قد عدت من بيت الأستاذ عبدالودود سيف فقد عدته مرة أخرى للاطمئنان عليه , فالرجل طريح الفراش ولا أحد يسأل عنه , وقد زرناه قبل أيام, عبد الباري, وقادري وعبد العزيز الزارقه , بالأمس تنامى إلى سمعي نبأ اعتزال د. الارياني للسياسة , مر الأمر مرور الكرام للأسف الشديد لأن كل منا يسقط الأمر بوحي من رأيه الشخصي في الرجل , بينما لو كان لي ألف رأي معترض على الرجل , إلا انه أحد كبار هذا البلد وان يعتزل السياسة فمؤشر على ما يبعث , قولون لي !! , أنا لا أشيع التشاؤم , لكني كقلم أقرأ اللحظة وأعبر عن الناس , أخرج إلى الشارع وأعود به إلى عمودي , وماذا يمكن لي أن أقول حين اسمع الأحزاب تدعو الشباب للخروج , فأضع يدي على قلبي خوفا عليهم من بيعة أخرى كما حدث منذ العام 2011م , فلا يزال قلبي يوجعني على شباب الساحات ومسيرة الحياة , ويزيد من تعبي أن كلا يقرأ ما اكتب فيسقطه على القوة التي له موقف منها , وأنا واضح وضوح الشمس فأقول أن كلا المكونات السياسية بدون استثناء تتحمل المآل الذي وصلت إليه البلاد , وما لم تعمل على إيجاد لغة أجد تقبل بواسطتها بعضها , وتتخذ القرار الأسلم فسندخل في دوامة لن نخرج منها , أكرر أن على كل القوى أن تقرأ سريعا تفاصيل اللحظة وتترك جانبا ثاراتها وحساباتها الخاطئة التي تصفيها دائما في الأوقات الخاطئة , فاللحظة لا تحتمل , هل ترون فالأمر لا يتعلق فقط بتفاؤل أو بتشاؤم , اللحظة لحظة فيها الوطن يتدحرج وفي كل الاتجاهات , إلى أين ¿ هنا السؤال …………