شعــــر

محمد المساح


 - 
* .. "لا تنخدع يا صاحبي فالشيء شيء لا أقل.. وليس أكثر.. فهو لا تجدي الإضافة فيه والحذف.. فأعمد إلى ما شئت من شيء كما هو.. لا تغرك بدعة التعريف.. وال

* .. “لا تنخدع يا صاحبي فالشيء شيء لا أقل.. وليس أكثر.. فهو لا تجدي الإضافة فيه والحذف.. فأعمد إلى ما شئت من شيء كما هو.. لا تغرك بدعة التعريف.. والتصنيف..
إن الشيء: لا عدل ولا صيف هو – إن أردت الصدق – ميزان.. إذ أثقلت كفته بشيء ما يميل وأنت إن أفرغت ما فيها يخف.. ويستطف..
الشيء – إن أنصفته – سيف.. فإذا ضربت به لتجرح مهجة العدم المخيم فوقنا.. وتشج جبهته.. وإلا فهو حر مستقر في الوجود هنا وأنت به – على أعتابه ضيف.
فلتحترس يا صاحبي.. لا شأن للأشياء بالأسماء بالمعنى الدخيل على هويتها.. وباللفظ الذي نحن اخترعناه.
فالشيء يخفي سره عنا.. ويحجب عن شعاع العقل معناه.
وهو الذي – في البدء – ألف بين ضدين: الحقيقة والخيال.. وراح يرصد ما يصير ونحن في زمنين مختلفين مثلهما نواصل رحلة العمر القصير.. ولا نعي حتى تفاجئنا نهايتها فمن زمن أضاع وجودنا عبثا.. إلى زمن أضعناه.
فإذا تحايلنا فأبدلنا بعصر ثقافة الأشياء.. عصر ثقافة الأسماء.. سوف يظل طيف الشيء: يرقص حولنا فالشيء يخدعنا ونحن نظن أنا قد خدعناه!
إذ أنه يبدو لنا – في الجهر – ممتثلا مطيعا.. بينما في السر: يصحبنا إلى حقل الوجود.. لنبذر الأيام والأعوام فيه.. وهو مختبئ بمنجله ليحصدنا ويحصد ما زرعناه!

هامش:
* من قصيدة طويلة للشاعر/ حسن طلب.

قد يعجبك ايضا