هل نتعلم من المنتخب اليمني¿

يكتبها/ علي بارجاء

 - صار المنتخب اليمني المشارك في دورة (خليجي 22) حديث الساعة ومحور التحليلات والتعليقات والأخبار الرياضية في الساحة الخليجية واليمنية.
صار المنتخب اليمني المشارك في دورة (خليجي 22) حديث الساعة ومحور التحليلات والتعليقات والأخبار الرياضية في الساحة الخليجية واليمنية.
لقد كسر الأداء الرياضي المهاري للمنتخب اليمني كل التوقعات متجاوزا حالات الإخفاق في البطولات السابقة. ما جعله يلفت أنظار الجميع ويحظى بإعجابهم ما يؤكد أن إعادة هيكلة الفريق من جديد وتحديثه بجيل من الشبيبة المتميزين بالاعتماد على ما يمتلكونه من قدرات رياضية لتكون معيارا للاختيار هو الذي أظهر المنتخب بهذا المستوى الرائع وهذا يدل على أن دورات الفشل والإخفاق السابق كان بسبب سوء الاختيار القائم على الوساطات والمحسوبيات التي ما دخلت في شيء إلا شانته وأفسدته.
خروج المنتخب من البطولة  بعد النجاح الذي حققه لا يعيبه مطلقا لأنه أعطانا مؤشرا إلى أنه بحاجة إلى أن تسخر له كل الإمكانيات التي تجعله يتجاوز كل المعوقات ليظهر بشكل أفضل في البطولات القادمة. ويكفينا ما قاله المحللون الرياضيون عن  مستواه  الذي فاجأهم بما لا يتوقعون. ومع ذلك لا يمكن مساواة ما يحظى به منتخبنا من اهتمام ورعاية وقياسها بما تحظى به منتخبات دول الخليج الأخرى الذي واجهها في هذه البطولة.
حضور الجماهير اليمنية الكثيف في مدرجات الإستاد الرياضي وتفاعلهم مع منتخب وطنهم كان له دلالات كبيرة على وطنيتهم العالية ولأن الجماهير تقف مع التغيير والتحديث الذي حدث في المنتخب فكانت مناصرتها له دافعا للمنتخب للظهور بهذا المستوى المتميز.
التغيير حتمية وكلما كان باختيار الأفضل ووفق آليات جديدة تقوم على الكفاءة فإن هذا التغيير سيحقق النجاح للمنتخب وللوطن.
لقد قدم لنا المنتخب درسا واقعيا في الوطنية الحقيقية التي استمات من أجلها اللاعب محمد بقشان وهو يدافع عن المرمى حتى كاد أن يقدم روحه وهو يصد كرة كانت يمكن أن تتسبب في خسارة فريقه فتقصيه عن البطولة في وقت مبكر.
فهل سيتعلم المسؤولون ممن يتولى أمر الوطن وشؤونه من المنتخب درسا في الوطنية الحقيقية وفي التضحية والفداء ليقودوا اليمن إلى الانتصار والانتقال إلى عهد جديد من الاستقرار والتقدم والرخاء¿
إن ما يحدث في اليمن من تغيير يعد فرصة سانحة لتجاوز كل إخفاقات الماضي وإحداث ثورة حقيقية على كل ما كان سببا في تخلفنا وبقائنا نراوح في أماكننا من غير أن نلمس أي تغيير يستحق الإشادة في حياتنا يمكننا من الافتخار والتباهي به أمام العالم.
الحكومة اليمنية الجديدة التي اعتمد في تشكيلها على الكفاءة والنزاهة تعد مؤشرا للرغبة الجادة في التغيير ولكن لا أحسب أن تغيير الوزراء سيكون كافيا لنجاح التغيير. إذا لم يحدث تغيير شامل في الوزارات نفسها وإعادة هيكلتها بما يضمن تجاوبها ومطاوعتها مع المرحلة الجديدة فليس الوزير سوى القائد للتحول والتغيير المنشود ولكن لا يمكن له أن يصل إلى الهدف ما لم يجد الطاقم الذي يماثله في فهمه لمعنى التغيير وأهدافه وأساليبه وطرق تحقيقه في الواقع.
إضاءة:
قال الشاعر العربي:
متى يبلغ البنيان يوما تمامه
إذا أنت تبنيه وغيرك يهدم.

قد يعجبك ايضا