أطباء بلا حدود: التمييز ضد مرضى الإيدز في اليمن تراجع بشكل ملموس


قالت المنظمة الطبية الإنسانية الدولية “أطباء بلا حدود” أن المجتمع اليمني لا يزال يمارس التمييز ضد الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز لكن هذه الوصمة تراجعت في المرافق الصحية .
واوضحت المنظمة في بلاغ صحفي تلقت ” الثورة ” نسخة منه أن الوصمة والتمييز قد تراجعا بشكل ملموس في بعض المرافق الصحية العامة بصنعاء المتمثلة في مستشفيات الجمهوري والسبعين والزبيري والزهراوي والعْلْفي حيث أقامت السلطات الصحية دورات تدريبية خلال السنة الماضية بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية.
الدكتور حميدان محمد حميدان رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في اليمن قال :إن النقص في المعرفة بشأن فيروس نقص المناعة البشرية والجوانب الثقافية المتعلقة به أدى إلى التمييز ضد مرضى الفيروس. كما أن المواضيع المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز ليست مدرجة بالكامل في مناهج الكليات الطبية في اليمن. لذا لا يملك معظم العاملين الطبيين المعرفة المناسبة عن الفيروس ويخافون التعامل مع المرضى المصابين بهº غير أننا نشهد تحسناٍ ملموساٍ وجبت الإشارة إليه”.
واضاف حميدان: ” لقد أظهرت السلطات الصحية اليمنية التزاماٍ متزايداٍ تجاه المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز. ويوفر النظام الصحي اليوم العلاج اللازم لفيروس نقص المناعة البشرية وإصابات العدوى الانتهازية إلى مئات المرضى في خمسة مواقع في اليمن.
وفي هذا الصدد تعمل منظمة أطباء بلا حدود مع البرنامج الوطني للإيدز على تحسين نوعية الرعاية الصحية المتوفرة.”
ارتفاع في عدد المرضى
كما سْجل ارتفاع في عدد المرضى المسجلين في عيادة العلاج المضاد للفيروسات الرجعية في المستشفى الجمهوري في صنعاء بالتعاون مع البرنامج الوطني للإيدز. فبلغ عدد الأشخاص المسجلين في برنامج العلاج المضاد للفيروسات الرجعية 164 مريضاٍ في النصف الأول من سنة 2014م فقط مقارنة مع 105 مرضى سجلوا في البرنامج خلال سنة 2010م. وتشير هذه الأرقام إلى ارتفاع معدل تغطية العلاج بنسبة 115 % خلال ثلاث سنوات. واستقبلت المستشفى في قسم الرقود أيضاٍ عدداٍ أكبر من المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز وصل في الأشهر التسعة الأولى من سنة 2014م إلى 25 مريضاٍ مقارنة مع 14 مريضاٍ سنة 2013م. كما ارتفع عدد العمليات والولادات لدى المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز سنة 2014م مقارنة بالسنوات السابقة.
حالة متعايشة
يقول ناصر عبدو وهو متزوج من امرأة مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية بعد أن رفضت عدة مستشفيات استقبالها عندما كانت في مرحلة المخاض سنة 2008م: “زرت مع زوجتي جميع المستشفيات العامة في صنعاء ومن ضمنها المستشفى الجمهوري. وعندما ذكرت إصابتها بفيروس نقص المناعة البشرية قاموا بإخراجنا من المستشفى فوراٍ. فتوجهنا إلى مستشفى خاص ولم نفصح عن إصابتها بالفيروس ووِلدت هناك بشكل طبيعي”.
لكن الوضع تغير سنة 2014م عندما حملت زوجة ناصر من جديد. وهو يقول: “تغير الوضع كثيراٍ هذا العام عندما خضعت زوجتي إلى عملية قيصرية في المستشفى الجمهوري. فلم تواجه أي تمييز عندما رافقتها إلى غرفة العمليات في المستشفى وأبلغت الطبيبة عن إصابتها بفيروس نقص المناعة البشرية. ووافقت الطبيبة على إجراء العملية لزوجتي لكنها طلبت تأمين بعض وسائل الاحتياط مثل القفازات والنظارات والملابس التي قامت منظمة أطباء بلا حدود بتوفيرها.”
خدمات صحية مجانية للمصابين
منح قانون صادر سنة 2009م خدمات صحية مجانية للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية ولحظ عقوبات جزائية على العاملين الصحيين الذين يمارسون التمييز ضد هؤلاء المرضى. ويقول حميدان: “يجب على الحكومة أن تحرص على الترويج لهذا القانون الذي يحمي المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز وتطبيقه على جميع المستويات في البلاد. بالإضافة إلى ذلك يجب على وزارة التربية إدراج المواضيع المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز بشكل أكبر في المناهج الدراسية الخاصة بكليات الطب في اليمن”.
حملات توعوية
وأوضحت المنظمة في بيانها انها تقوم بحملات توعية وتوفر التدريبات اللازمة للعاملين الطبيين في مستشفيات عدة في صنعاء وداخل المجموعات التي تعنى بالفيروس وفي الجمعيات الخاصة بمرضى فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز. مشيرة الى انه وعند بروز حالات تمييز ضد المرضى تتعاون هيئة الدفاع عن مرضى فيروس نقص المناعة البشرية المؤلفة من البرنامج الوطني للإيدز ومنظمات غير حكومية دولية ومحلية للتأكد من حصول المرضى على العلاج والرعاية اللازمة ومنع ممارسة التمييز ضدهم من قبل المجتمع.
وبحسب البيان فإن منظمة أطباء بلا حدود تعمل مع البرنامج الوطني للإيدز في اليمن منذ سنة 2013م للمساعدة على الحد من الوصمة والتمييز ضد المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية. ويوفر البرنامج الوطني للأيدز خدمات صحية في خمسة مواقع في المحافظات الخمس الرئيسية في البلاد حيث يحصل 1,000 مريض على العلاج ضد فيروس نقص المناعة البشرية وأكثر من 1,700 مريض على العلاجات المجانية ضد إصابات العدوى الانتهازية. وتخطط المنظمة لتوسيع تعاونها مع البرنامج الوطني للإيدز ليشمل مناطق جديدة في المستقبل.
*تم تغيير الاسم للحفاظ على خصوصية المريض

قد يعجبك ايضا