((اعقل المجانين))..
عبدالرحمن بجاش
فقط فتحت عيني فجرا لترد عبارة صديقي الكاتب الموهوب أحمد عثمان التي لمحتها ليلا في الفيسبوك إلى خاطري ( اليمنيين أفضل المجانين), لتزداد قناعتي إلى حد اليقين أن اليمنيين (أعقل المجانين العرب) , يأتي هذا بعد الفعل المجنون المتمثل باغتيال الأمين العام المساعد للإصلاح بتعز الأستاذ صادق منصور رحمه الله, والعملية بقدر بشاعتها, إلا أنها في نفس الوقت ساذجة جدا, إذ أن هدفها مكشوف وهو محاولة جرجرة تعز إلى الفتنة, وهو ما لن يكون, فاليمنيون حين اغتيل عبدالكريم جدبان لم يقتتلوا, وحين بكينا على أحمد شرف الدين لم ننجر إلى ما أرادوه وحين ينصم إلى القائمة شجاع آخر لن يتم لهم ما أرادوا ويريدون, اغتيل الدكتور المتوكل, فلم يجن اليمنيون, لأنهم أدركوا أن العقل هو المقصود, وعملوا بمنطق مجنون صنعاء أعقل المجانين, وحكايته أعيدها باختصار, فحين دعاه جيرانه إلى شرب (الخمر) ضحك قائلا: (انتو تشربوا تشتوا تطلعوا لا عندي , أنا لو ما أشرب أين عاد شاسير), وأردفها بالقول (حتى الجنان يشتي عقل), الآن اليمنيون يستحضرون حكمة مجنون حجة ذاك الذي كان صاحبي يمر عليه صباحا ويداه مرفوعتان إلى السماء يناجي رب السماوات والأرض (ييه ….عندك لي ربطة وخبزة, عندي لك روح, يا أديت حقي يا بزيت حقك), قال صاحبي: كنت أعود ورزقه أمامه , حتى أنني تمنيت أن أصير مجنونا بحكمته, هنا المعادلة تتوزع يمنيا بين حجه وصنعاء وتمتد إلى الجحملية والمدينة, وهي التي لم تتزعزع ولم تتغير قاعدتها , فاليمنيون لا يمكن أن ينجروا إلى المربع الطائفي أو المذهبي مهما بلغت بشاعة اغتيال العقل!!, وكما قال زميلي أحمد عثمان فالثقة أننا سننجو, والسبب عقل وحكمة المجانين !! , وانظر تصل الأمور إلى حافة الهاوية, فتهم بمد اليد إلى فراشك للهرب , فجأة تتراجع , لكن إلى نقطة الصفر وهذا الذي لا نريده, أن نتراجع عن الاقتتال أمر مطلوب , أن ننبذ الطائفية أمر مطلوب, أن ننكر معرفتنا أو علاقتنا بالمذهبية هو أمر حاصل , ولن ننجر إليها مهما استمرت الاعتداءات ومحاولة اغتيال عقولنا لكننا لا نريد أن نعود إلى الصفر بل إلى عقلنا وحكمتنا وهذا لا يسري على النخب هو مقتصر على بسطاء الناس المجموع الأكبر, وعلى تعز التي هي اليمن بين الجحملية والمدينة وما بينهما وقبلهما وبعدهما أن تظل كبيرة كما هي, فكما قلنا مرارا أن ثمة مدينة تحمل بلدا بحاله, وهذا هو قدرها وهو ليس خيارا أنانيا, فلسنا قصيري النظر إلا إذا قلنا أن تعز ليست يمنية, بينما هي قلب وعقل وعشق اليمن, وإذا أردتم فمنازل آل عشال لا تزال إلى اللحظة في تعز وآل حمد لا يزالون قريبين من بيت الوشلي, فهي الرابط بين شمالها وجنوبها, شرقها وغربها, ولن نورد المزيد من الأدلة, فضوء الشمس ليس بحاجة إلى شهادة من عاقل حارة على الضياء !! , أقولها بالفم المليان أن اليمنيين مهما بلغ بهم الألم , ومهما تعبوا, ومهما جاعوا, ومهما عبث بحياتهم, ومهما سرق يومهم, فلن ينجروا مع المنتقمين إلى مربعي الطائفية والمذهبية, ربما هم مناطقيون , فليكن ….لأن لا أحد سيتضرر إذا اقتصر التنابز بيننا على قول مثلا (( قدس )) أحسن من صنعاء , فماذا سيضر أصحاب صنعاء أن (( الكدرة )) أحسن من الفليحي !! , لن ينجروا لسبب واحد وحيد فعقل مجنون صنعاء يرجعهم إلى صوابهم , وحكمة مجنون حجه تجعل الوجيه تستحي من الوجيه.