هل نعاني ضعف الهوية الوطنية ¿!!
أحمد سعيد شماخ
الهوية الوطنية لأي مجتمع هي مشاعر وأحاسيس ايجابية فردية وجماعية واقعية أو مفترضة يحملها كل فرد تجاه وطنه الذي يعيش على أرضه ويتمتع بالانتماء إلى جنسيته والمواطنة الحقة هي التزام وواجبات واستعداد لبذل المال والنفس للذود عنه ’فالحرية هي الوطن الحقيقي والوطن أيضا ليس مجرد فضاء جغرافي فقط بل هو في الأساس حرية وحقوق ومن لاحق له لا هوية له … لذا فإن ضعف الهوية الوطنية المشتركة يأتي من فهم خاطئ للانتماءات الأخرى كالاعتقاد بمذاهب دينية أو طائفية أو عشائرية معينة والاعتزاز بها والتي يمكن ان تؤدي إلى الفرقة والانقسام بين أبناء الوطن والجسد الواحد خصوصا عندما يتحول ذلك الاختلاف إلى خلاف حاد وإلى اشتباكات دموية عنيفة أو إلى صراعات سياسية دموية ويكون المعيار هنا في تقسيم انفراد المجتمع على ما ولدوا عليه من جينات متوارثة وليس على أفكارهم وأعمالهم وهذا مخالف للشرائع السماوية كما أن ضعف الهوية الوطنية يمكن أن يكون بسبب ضعف النظام الدستوري والنظام الديمقراطي في الدولة نتيجة خلل في سير عملية العدالة الاجتماعية خصوصا عندما يشعر أو يحس المواطن أن الانتماء إلى الطائفة أو العشيرة أو المذهب أو الحزب هو أفضل من الانتماء إلى الوطن باعتبار أن هذه الاتجاهات هي التي تحقق له رغباته من مكاسب اجتماعية ومادية وسياسية ولتصحيح هذه الاختلالات وهذه القضايا وفقا لاعتقادي الشخصي خصوصا في حالة اليمن إن وجد ذلك فهي مسؤولية جماعية معني بها الحاكم والمحكوم على حد سواء بحيث تقوم على الآتي : –
1- البدء في إصلاح البنى الدستورية والسياسية حتى يجد المواطن حقه في الانتماء الوطني حتى يتجاوز ضعف الهوية الوطنية .
2- ينبغي أن تساهم وتشارك مؤسسات المجتمع المدني والحركات الفكرية في هذه الإصلاحات.
3- يجب أن يساهم علماء الدين في التعامل السليم مع الأحداث والتطورات الجارية من خلال طرح الفكر الديني الذي يجمع الناس لا الفكر الذي يفرقهم ويثير الفتنة فيما بينهم .
4- الأسرة هي الركن الأساسي في المجتمع قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن والولاء له وهذا ما نص عليه الدستور اليمني غير ان السؤال المرير الذي ينبغي ان يطرح هنا هل هو أن ما تقدمه الدولة للأسرة اليمنية اليوم يفي حقا بتنمية المواطنة الحقيقية لدى اليمنيين¿ .
5- ينبغي على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة المساهمة الحقيقية والسليمة في التعامل الجاد والمخلص مع قضايا المجتمع والأفراد بما يؤدي إلى بناء الهوية الوطنية المشتركة وتنمية الوازع الديني والاجتماعي غير المتطرف لدى عموم المواطنين والتمسك بشرف الوطن واستقلاله من أي تبعيات أخرى .
فهل آن الأوان في أن تقوم المؤسسات التربوية والتعليمية اليمنية بهذا الدور المناط بها في بناء الشخصية الوطنية وتعزيز القيمة الحقيقية للمواطنة الحقة لدى كل اليمنيين خصوصا في ظل ما يحدث ويجري اليوم على امتداد الساحة الوطنية من دعوات مختلفة وحروب طاحنة أكلت الأخضر واليابس لذا يجب أن تقوم كل المؤسسات التعليمية والإعلامية والأسرة وكل من موقعه بترسيخ القيم الوطنية والمبادئ السامية لدى عموم المواطنين اليمنيين من خلال تعليم وتدريب النشء على ممارستها عمليا في مختلف المؤسسات الوطنية والوسائل التربوية والتي ينبغي أن تقوم على معرفة كل القوانين والأنظمة والالتزام بها وحمايتها من العبث والتزوير ’ وهذا هو واجب وطني لأن القانون والنظام هو الذي يمثل إرادة الشعب ومصالحة بهدف الارتقاء بالوطن وتقدمه .