محطتان على الطريق
احمد عبدربه علوي
المحطة (1):
اليمن والخليج العربي
(موقع على مسافة واحدة)
ومن منطلق الروابط الجغرافية والتاريخية والجوار التي تربط اليمن بدول الخليج فإن الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ركز في كثير من المناسبات أن أمن الخليج يعتبر من أمن اليمن حيث يرتبط اليمن بحدود واسعة مع كل من السعودية وسلطنة عمان ناهيك عن العلاقات الاستراتيجية والأمنية والعسكرية التي تربط اليمن بدول الخليج فهناك الكثير من الاتفاقيات التي تربط اليمن بدول الخليج أمنيا وعسكريا وهناك الكثير من التعاون الأمني والعسكري مع دول الخليج والذي يحتم على الجمهورية اليمنية أن تستجيب لأي طلب خليجي سواء كان في المجال الأمني أو العسكري من خلال التعاون في مجال الخبرات العسكرية وغيرها من المجالات الأخرى.. وهذا نابع من الخبرة العسكرية اليمنية التي تتميز بالاحتراف والخبرة الكبيرة وغيرها.. ومن منطلق الروابط الاقتصادية فإن دول الخليج تعتبر ذات الرسم البياني العالي في استثمار الأموال الخليجية في اليمن في كثير من المجالات وهذا نابع من ثقة المستثمرين الخليجيين بالمناخ الاقتصادي اليمني وعوامل التسهيلات والموقع الهام الذي يتمتع به اليمن عن غيره من الدول الأخرى بالإضافة إلى عوامل الجذب التي تتمثل بحداثة القوانين المنظمة للاستثمار واللوائح النافذة والتعليمات التي تحث على إذلال كافة العقبات والصعاب التي تواجه المستثمرين عامة والمستثمرين من الخليج العربي خاصة.
إن اللحمة التي تربط اليمن بدول الخليج تكون أكثر قوة حينما ينضم اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي بشكل رسمي الأمر الذي سيزيد المنعة والقوة في كافة المجالات الاقتصادية التي تتمتع بها دول الخليج العربي وبلادنا (الجمهورية اليمنية) ناهيك عن استبقاء الأموال في سلة الدول وزيادة نسبة الاستثمار والتقليل من البطالة وزيادة رؤوس الأموال وزيادة حجم السياحة العربية وعدم هجرة رؤوس الأموال والأدمغة العربية إلى خارج تلك الدول الأمر الذي سيزيد ثقة العالم كله بحجم القدرات التي يتمتع بها المواطن العربي عن غيره في هذا العالم.
المحطة (2)
شمسنا الساطعة هي الحل:
البحث عن بدائل للطاقة يشغل بال كثير من الدول البعض يحلم بالطاقة النووية والبعض الآخر يرى الطاقة الشمسية الأمل في الاستغناء المحتمل للبترول والغاز والديزل.. دولة صناعية كبرى مثل ألمانيا تتابع تنفيذ خطتها لبناء أكبر محطة في العالم لإنتاج الطاقة الشمسية مع أن ألمانيا الصديقة الشمس فيها غير حارة كما هو حاصل عندنا في المحافظات الساحلية خاصة وبقية محافظات اليمن عامة ونحبذ لو اهتمت الجهات المختصة في بلادنا في مشاريع مشتركة بين الحكومة والقطاع الخاص في المجال الصناعي المتعلق بالطاقة الشمسية.
لا مقارنة بين بلادنا وألمانيا ولكن من الطبيعي أن تسعى دولة في حجم ألمانيا للبحث عن مصادر للطاقة بديلة عن البترول الذي يزداد غلوا وشحا مع العدد التنازلي لنفاده في العقود القادمة لكن من غير الطبيعي وإن استحق الإعجاب في الوقت نفسه أن تسعى إحدى إمارات دولة الإمارات العربية المتحدة رأس الخيمة إلى البحث عن الطاقة الشمسية رغم ثراء النفط الذي تنعم به دولة الإمارات ونظرا لقوة الشمس الحارة في المدن الساحلية صيفا في بلادنا من المستحسن البحث عن الطاقة الشمسية من خلال الدول المتقدمة في مجال الالكترونيات والتقنية الدقيقة في هذه الدول كدول سويسرا وألمانيا واليابان وغيرها تكون في البداية إجراء تجارب أثناء ما كنت في دولة الإمارات وزيارة إمارة رأس الخيمة الكثير من الإنتاج الحالي يتم فوق الخلاء أو على سطوح العمارات .. كما هو حاصل عندنا الكثير من هذه الالكترونيات فوق أسطح المنازل فإن الجديد وغير المسبوق هو أن إنتاجها في تلك الإمارة الخليجية مضمون من فوق جزر عائمة فوق سطح البحر كتجربة أولية كما أن إمارة رأس الخيمة كانت سباقة في التعاقد مع المركز السويسري لالكترونيات والتقنية الدقيقة لتمويل فكرته للتحقق من جدواها خصصت في حدود خمسة ملايين دولار لتنفيذ التجربة الأولى ببناء جزيرة اصطناعية في الإمارة مزودة بلوحات لتخزين الطاقة الشمسية.
لا شك أن هذا المشروع الحيوي يفتح الباب أمام تجديد مصادر الطاقة بكل اطمئنان وأمان حيث أن مثل هذا المشروع الحيوي الهام سيوفر الطاقة بدون تعب وجهد ولا انقطاعات للكهرباء وكم يحز في نفوسنا لو اهتمت حكومة بلادنا بتوفير مثل هذا المشروع مساهمة بين الدولة والاستثمار من قبل القطاع الخاص كأسهم حتى لا نظل تحت رحمة المشايخ وغيرهم من المخربين في الأماكن التي تتواجد فيها المحطة وأعمدة أسلاك الكهرباء وغيره خاصة وأن مثل هذا المشروع الاستثماري سيكون ناجحا بكل المقاييس كما نتمنى لو يتابع المختصو