رفقا بتهامة..
عبدالرحمن بجاش
وضعت الصورة أمامي , كانت لمجموعه من شباب تهامة.. إلى هنا والأمر غير العادي أن تراهم يحملون على اكتافهم السلاح , وأن يحمل التهامي السلاح فكأنما يطلب من البحر أن يستقيل , ومن النوارس أن تبحث لها عن بحور أخرى , وأن تعلن الأسماك, والمحار, واللآلئ, والأمواج وكل الشطآن مغادرتها لأماكنها, أن تهاجر إلى أقرب بلاد تعرف ماذا تعني الشطآن والبحار واللآلئ, والمحار¿! , التهامي كائن بحري خلقه الله بروح أفقيه, تراه الوحيد من يصل بنظره إلى نهايات المد, إلى بدايات الجزر , لا أستطيع أن أتخيل تهامة إلا مظلومة, والمظلوم شفاف , حساس , إنسان يدرك معنى الظلم والقهر , ولذلك لا يمكنه حمل السلاح إلا دفاعا عن وطن …., لذلك أقول لا تعلموا التهامي حمل السلاح, لسبب يهمكم أنتم أولا , فالسلاح يثير كل كوامن النفس المظلومة, وبعدها انظروا كم سيظل التهامي يصفöي التعب والقهر والكمد , وحقا ظل يؤخذ وهو يتفرج , لا يستطيع حتى أن يستنشق الهواء تعويضا عن الذي ((تكربن)) في صدره , يكفي تهامة ما حدث لها من تحريض للبحر على المغادرة, تحريض للموج أن يعصي الصخور , تحريض لطائر اللقلق أن يترك العيش في سماء البحر والذهاب إلى قسوة الصحراء , تهجر أماكنها !! , وهذا الفيلم الطويل الذي لا ((news )) , من قبله ولا بعده !! , فقط تسأل نفسك : ماذا بعد ¿ أين المسير وشاشة العرض لا تزال تعرض فيلمها الممل الطويل , الفيلم الذي لأول مرة لا حكاية له, ولا حبكة, ولا قصة, ولا سيناريو , ربما الإخراج هو من توفر لأطول الأفلام بعثا على الملل !!! , حتى المشاهدين بدأوا ينامون , وأصحاب الزعقة قرروا أن يهجروا الصالة المهترئة ويذهبوا إلى أقرب جولة يعرضون بضاعتهم , لكن الزبائن لا يزالون في صالة العرض أبيض وأسود, وأنا أخشى على الكراسي وكل القلافد ……., وأحب تهامة حتى نهاية المدى ……