الوفاق الوطني.. تحديات وضرورات
عصام المطري
بولوج الوطن إلى أتون أزمة سياسية مدوية عصفت بكل شيء من حولنا يكون الوطن بذلك الولوج قد تخطى هامش الأمن والاستقرار ذلك الهامش الذي استكثرناه في المراحل السابقة وعزفت بعض المجاميع والقوى عن ممارسة الفعل السياسي في نطاقه وقادت البلد إلى أتون أزمة سياسية مدوية مفتعلة تحمل طابع الانقلاب العسكري والثورة المسلحة المضادة حيث قضت على ما تبقى من وفاق وتوافق ووئام بين شركاء العمل السياسي الذين يديرون البلاد في المرحلة الانتقالية فاليمن وقع فريسة الانقسام والانشطار السياسي عقب ثورة الشباب الشعبية السلمية التي نشدت الدولة المدنية الاتحادية الحديثة الديمقراطية والتي تم إجهاضها بالاتفاقات السياسية لتلقي بحملها المشوه على عتبة الصراعات السياسية المتولدة ليزداد تشوها.
ومع ذلك الإجهاض لحمل الثورة الشبابية الشعبية السلمية تخلقت في الوجود اليمني أزمات تلو أزمات دفعت بالوطن إلى مربع المواجهات المسلحة ليرفع الأخ السلاح في وجه أخيه ويحرص المسلم على قتل أخيه المسلم دون خوف من الله أو وازع من دين ليكثر الهرج والمرج والاحتراب لتقف تحديات كبيرة أمام الوفاق والتوافق الوطني منها على سبيل المثال لا الحصر تحدي التعصب السياسي والمذهبي والطائفي إذ وقف هذا التحدي أمام الوفاق والتوافق الوطني وأذكى روح الانقسام والانشطار إلى ذلك هنالك تحدي طغيان المصلحة والمنفعة الشخصية والحزبية والجهوية على المصلحة والمنفعة الوطنية العليا.
لقد أمسى في حكم المؤكد أن الوفاق والتوافق الوطني يواجه العديد من التحديات على مختلف المستويات وشتى الصعد إذ يجب علينا أن نرتقي بالوفاق الوطني ما يجعله يتجاوز كافة التحديات التي تتبلور وكأنها أنماط من العوائق والمعيقات اللاتي يحجين فعل الوفاق الوطني فمن خلال الوفاق والتوافق الوطني سنتمكن من مجابهة العديد من تحديات البناء والإعمار والتنمية الشاملة المستدامة في هذه المرحلة الحرجة الحساسة والدقيقة من حياة شعبنا اليمني العظيم الذي بات يئن تحت طائلة الفقر والعوز والضائقة المالية فثمة ضرورات للوفاق الوطني يمكن أن نوجزها بالآتي:
أولا: نجاح العمل الوطني المؤسسي في مختلف مستوياته يتطلب بالضرورة وفاقا وتوافقا وطنيا في هذه المرحلة الحرجة والحساسة من تاريخ أمتنا.
ثانيا: الوفاق الوطني ضرورة لتدشين السلم والشراكة الوطنية الحقيقية.
ثالثا: استكمال المرحلة الانتقالية وإجراء التسوية السياسية العادلة وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ضرورات يستدعين الوفاق والتوافق الوطني الشامل.
رابعا: بلورة مشروع الأمة في النهضة صوب بناء الدولة المدنية الحديثة الاتحادية الديمقراطية ضرورة من ضرورات الوفاق الوطني.
خامسا: إصلاح ذات البين وتمتين عرى الأخوة بين مكونات ومجاميع الشعب وصولا إلى تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة والواسعة تعد ضرورة من ضرورات الوفاق والتوافق الوطني.
سادسا: إشاعة أجواء ومناخات الديمقراطية من التعدد السياسي واحترام الرأي والرأي الآخر وكفالة حق التعبير السلمي يمثلن ضرورات من ضرورات الوفاق الوطني فمن خلال الوفاق الوطني سنعمل على تأكيدهن على أرض الواقع المعاش.
سابعا: تجسيد الحرية المنضبطة بالشريعة الإسلامية وتحقيق المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية لن يتأتى إلا من خلال الوفاق الوطني.
تلكم في اعتقادي أهم الضرورات لفعل الوفاق الوطني الشامل الذي يلبي كافة تلكم الضرورات على المحيط المحلي حيث يجب أن يدشن تضامنا حقيقيا بين مختلف المكونات والمجاميع السياسية والاجتماعية بغية تأكيد الوفاق الوطني في ساحة العمل الوطني ذلكم أنه إذا ما تم ذلك الأمر فإن الأمة اليمنية الواحدة سوف تتغلب على منغصاتها ومشكلاتها المتعددة كالانقسام والانشطار والتشظي السياسي والاجتماعي إذ يجب أن نؤمن بأننا في بلد واحد ونحن أمة واحدة يربطنا الإخاء الإيماني والإخاء الوطني فلنمض من الاصطفاف إلى التضامن وإلى لقاء يتجدد والله المستعان على ما يصفون.