في أول العام الهجري
أحمد الأكوع
احتفل العالم الإسلامي يوم السبت من الأسبوع الماضي بأول العام الهجري وقد جعل الله الليل والنهار آيتين فمبصرة وممحوة لتعلموا عدد السنين والحساب ولنعلم أن الشهور تمر بعد الشهور وتمضي السنين خلف السنين ونحن في سبات غافلين عن الممات ونسيانه ضلال مبين ومهما عاش أبن آدم قالي الثمانين والسبعين وهبك بلغت المئين فما اقصرها من مدة وقبل لنوح عليه السلام وقد لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين كيف رأيت هذه الدنيا¿ فقال عليه السلام: كداخل من باب وخارج من آخر ومضى مثل الأولين في هذه الحياة ونحن في هذه الأيام على نهاية العام الهجري ودخول عام جديد والملائكة الكرام هم الكتاب والشهود على الأنام والحسنة بعشر أمثالها والسيئة واحدة فهنيئا لمن أحسن حياته وعمل عملا صالحا والويل كل الويل لمن أساء وارتكب الاجرام ولو اجتمع كل الناس على أن يردوا عليك نفسا مضى من حياتك ما استطاعوا ونتساءل عن العام الهجري الماضي كيف قضيناه وعلينا أن نتحدث عما سلف من العمر وكيف امضينا لنفتش كتاب أعمالنا وكيف طويناه وفيه نرى ما اسلفناه ونتذكر ما قدمناه فإن كان خيرا حمدنا الله وشكرناه وأن كان شرا تبنا إلى الله في عامنا الجديد وعملنا من الحسنات ما يرتاح له القلب والضمير قال الله تعالى: إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما وكم ولد في العام الماضي من عظيم وكم مات فيه من عظيم وكم ولي فيه وعزل من كريم وليتيم وكم غني فيه من فقير معدم وافتقر فيه من غني كبير وسقط من زعيم وكم عز ذليل وذل عزمن من عزيز وتقدم من زنيم وتأخر من قديم في الشرف وحوادث الزمن لا تحصى بحسبان وربك الرحمن كل يوم هو في شأن فعال لما يريد وهو الحكيم العليم.
شعر
جزء من قصيدة العزي مصوعي حول حجة
أحجة هذه أم خيال مجسم
رأيت بها ذات العماد تدور
فقال أجل هذي الذي قلت آنفا
ومن حولها للواردين قبور
فأي قبور قد رأيت وانما
مقال رواه مرجف موتور
ولم يكن فيها ما اشيع بأنها
ظلام كسجن الباستيل خطير
وما هي إلا ربوة فوق ربوة
تطل على ما تشتهي وتشير
مسورة بالشامخات من العدى
عنها يعود المكر وهو حسير