المديرية بحاجة ماسة لمشاريع تنموية وخدمية .. ومعالجة المشاريع المتضررة من الحروب..


المنطقة كثيرة الأوبئة والوحدات الصحية لا تفي باحتياجات المرضى

مشروع الكهرباء تضرر نتيجة أحداث الحرب وبحاجة إلى إعادة الجاهزية

تعرف مديرية الظاهر بمحافظة صعدة غالباٍ باسم “مديرية الملاحيظ” بفعل شهرة الملاحيظ كمدينة حدودية تتصل مباشرة مع الجانب الآخر وطغيان اسمها على اسم المديرية وتقع مديرية الظاهر في أقصى غرب المحافظة في مناطق السهوب التهامية وتطل عليها من الشرق المرتفعات الغربية للمحافظة والمتمثلة في الجبال الشاهقة لمديريتي ساقين وحيدان ومن الشمال تطل عليها جبال رازح وشداء وتتصل من الغرب مع مناطق الشريط الحدودي ونقاط التماس أما من الجنوب فتتصل مع مديريتي حرض وبكيل المير من محافظة حجة وتتشكل المديرية من عدد من العزل منها الملاحيظ والحصامة والظاهر والمنزالة وغافرة وهي سوق تجارية وكانت إحدى أهم المدن التجارية النشطة في الحدود الشمالية وتوازي حرض في الأهمية إلا أن الأحداث التي مرت بها خلال سنوات مضت قضى على أهميتها وشهرتها التجارية العريقة وتضاءلت حركتها إلى أدنى صورها وكونها عند مستوى سطح البحر وتتصل بسلسلة جبلية شاهقة من الشمال والشرق يوجد بها عدد من الأودية الذائعة الصيت كوادي خلب ووادي الجرف ووادي الحصامة ووادي المنزلة التي تنحدر إليها سيول الأمطار الهادرة خلال مواسم الأمطار لتحيلها إلى قطعة سندسية خضراء ويهب النسيم العليل على مناطقها.

ومع ذلك فإن مناخها الحار يجعلها مرتعاٍ للأمراض والأوبئة المختلفة ونظراٍ لفقدانها الأهمية والحركة التجارية النشطة خلال سنوات معدودة مضت فقدت الاهتمام بها وأضحت تعيش واقعاٍ خدمياٍ وتنموياٍ صعباٍ خلق معاناة لدى السكان وبصيص أمل في لفتة من الدولة لمعالجة أوضاع الخدمات وفي طليعتها خدمات المياه والكهرباء والصحة.
“صحيفة الثورة” زارت مديرية الظاهر واطلعت عن كثب على واقع المعاناة القائمة وقصور الخدمات وانتهزت الفرصة لتسليط الأضواء على واقعها من خلال لقائها بالأخ دايل حسين خلوفة مدير عام المديرية الذي تحدث بالقول:
مديرية الظاهر مديرية حدودية وكانت حتى وقت قريب مدينة تجارية حية وسوق تجارية كبيرة على الحدود لكن الأحداث التي مرت بها وبالذات الحرب السادسة 2009 – 2010م قضت على أنشطتها وأهميتها التجارية وأضعفت حضورها بين المدن التهامية الحدودية وأضحت ضمن المديريات المنسية التي تفتقر إلى الاهتمام والرعاية التنموية والخدمية من الحكومة كما أن هذه الأحداث قضت على كثير من مصادر الدخل للسكان من أبناء المديرية وبالتالي ضعف حجم اسهاماتهم وتعاونهم في معالجة كثير من الاشكالات الخدمية القائمة وتردت أوضاع كثيرة من الخدمات الضرورية عما كانت عليه سابقاٍ ناهيك عن أن اضرار الأحداث الماضية مازالت المديرية تعاني منها حتى اللحظة وهناك مشاريع قليلة معتمدة محلية ومركزية يجري تنفيذها لكن تنفيذها والإشراف عليها يتم بمعزل عن السلطة المحلية في المديرية نظراٍ لعدم وجود وحدة فنية للإشراف على المشاريع في المديرية والمديرية مازالت بحاجة إلى كثير من المشاريع الضرورية ومعالجة المشاريع المتضررة من أحداث الحرب ومع ذلك لا تجد لفتة كافية واهتماماٍ كافياٍ يكفل وضع حد لمعاناة السكان والدفع بالواقع التنموي والخدمي إلى واقع أفضل يلبي جزءاٍ من الاحتياجات والمتطلبات القائمة في هذا الجانب.
إشكالات الكهرباء والمياه
كما أن خدمات الكهرباء والمياه تمثل أهم وأبرز المعاناة للسكان في المديرية فبرغم وجود مشروع كهرباء مستقل للمديرية منذ أكثر من عشر سنوات يضم مولدات كهربائية ومبنى محطة وشبكة كهرباء وصلت إلى غالبية مناطق وعزل المديرية إلا أن هذا المشروع تضرر كثيراٍ خلال الأحداث في كل مكوناته والذي خلق معاناة للسكان بصورة واضحة كون المديرية من المديريات التهامية الحارة التي تمثل الكهرباء ركيزة ودعامة الخدمات المختلفة وبرغم مرور مدة سنوات على هذا الوضع إلا أنه لم تتم أي اصلاحات للأضرار في المشروع وهذا ما يدفعنا إلى مناشدة الأخ وزير الكهرباء والأخ رئيس الهيئة العامة للكهرباء الريفية بإعطاء المشروع لفتة كريمة وتشكيل لجنة للوقوف على احتياجات ومتطلبات المشروع وإرسال فريق فني لإصلاحه وإعادة الجاهزية الكاملة له أيضاٍ مشروع مياه مدينة الملاحيظ له قرابة عقدين من الزمن ولم يشهد أي تطور وتعزيز لمكوناته وتطويره حيث يعتمد على بئر ارتوازية واحدة لاتفيء بالاحتياج السكاني لمياه الشرب والاحتياج ماس جداٍ لتنفيذ بئراٍ وبئرين ارتوازية جديدة وتحسين خدمات المشروع وتحديثه بما يلبي توفير مياه الشرب النقية للسكان وتكاليف تحديث المشروع وتنفيذ الآبار الإضافية تكاليف متواضعة لكنها ستحقق مردودات وعوائد إيجابية كبيرة في توفير واحدة من ابرز الخدمات الضرورية التي تحتاجها المديرية.
* هناك أودية مشهورة كوادي خلب والحصامة وليه.. هل هناك مشاريع للاستفادة ¿!
– يوجد في مديرية الظاهر أودية هامة وتستوعب السيول القادمة من جبال رازح وخولان عامر خلال مواسم الأمطار وهذه نعمة من المولى سبحانه ويستفيد السكان منها طوال العام في الاستخدام غير الشرب وهي ثروة مائية مهدرة تماماٍ وكانت في سنوات مضت ثمة توجهات لإقامة بعض الحواجز المائية في المنطقة لكن لم يتم ذلك فوادي خلب النازل إلى الملاحيظ ووادي الحصامة النازل إلى الحصامة ووادي الجرف ووادي ليه النازل إلى المنزالة بحاجة ماسة للاستفادة منها في زراعة الأراضي المتروكة والمهملة وخلف فرص عمل وموارد دخل للسكان ومما لا شك فيه ان تنفيذ عدد من السدود والحواجز المائية في هذه الأودية سيكفل استصلاح أراضُ شاسعة لزراعة الحبوب والفواكه كغيرها من مناطق تهامة المجاورة والملفت للنظر أن هذه الأودية بدلاٍ من أن تتحول إلى منافع للناس تحولت إلى أعباء وهموم للناس خلال مواسم الأمطار وتؤدي إلى قطع حركة التنقل في خط صعدة – حرض المشروع الاستراتيجي الجبار الذي يصل صعدة بحرض نتاج تدفق السيول الضخمة والهادرة لساعات طويلة في وادي خلب ووادي المنزلة كون أعمال تنفيذ المشروع منذ سنوات طويلة ونناشد وزارة الأشغال العامة والطرق بالعمل على استكمال تنفيذ جري المنزالة والملاحيظ باعتبار بقاء هاتين المنطقتين بدون جسور يقلل من أهمية هذا الانجاز الضخم الذي يمتد أكثر من 204كم ابتداءٍ بصعدة ومروراٍ بيسنم وقطابر وجبال منبه ورازح الشماء وشداء والملاحيظ وصولاٍ إلى حرض ناهيك عن أن غياب الجسور هذه يعطل حركة التنقل لساعات كاملة أحياناٍ ويعيق المريض والمسافر وحركة البضائع في الخط.
مع العلم ان مديرية الظاهر استفادت كثيراٍ في مجال مشاريع الطرق نتيجة لموقعها على خطي “صعدة- حيدان- الملاحيظ” و ” صعدة- رازح- الملاحيظ- حرض” في ربط كثير من مناطقها وتحقيق عامل الاتصال مع المديريات المجاورة لمحافظتي صعدة وحجة باستثناء عزلة غافرة وهناك مشروع طريق معتمد منذ سنوات لربط حيدان- غافرة- الملاحيظ لكن تأخر تنفيذه حتى الآن.
* كيف تقيمون واقع الخدمات الصحية في المديرية¿!
– المديرية كثيرة الأوبئة والأمراض والوضع الصحي يحتاج إلى الدعم بالكوادر والعلاجات فهناك عدد من الوحدات الصحية لكن في غياب الكادر والأدوية وإجمالي الكادر الصحي في المديرية 15 شخصاٍ فقط وقد أدت الأحداث إلى تدمير وحدتي المنزالة والحصامة الصحيتين وتمت أعمال الترميم للوحدة الصحية في الحصامة لكنها ما زالت بدون كادر صحي أما الوحدة الصحية في المنزالة فما زالت متضررة حتى الآن وحقيقة نحن لا نراهن كثيراٍ على الخدمات الصحية في المديرية لأنها لا تقدم خدمات تذكر وهذا ما يدفع السكان لنقل المرضى وتلقي العلاج في مديرية حرض سواء في المستشفى العام أو المستشفيات الأهلية ووجود الطريق يخفف الأعباء في الانتقال إلى حرض لتلقي العلاج وإسعاف المرضى والواقع أن وجود الوحدات الصحية الصحيحة لا يفيء بأبسط الاحتياجات ومن المفترض أن تتبنى وزارة الصحة العامة والسكان تنفيذ مستشفى حكومي متكامل في الملاحيظ لتقديم الخدمات الطبية والصحية للقاطع الغربي من محافظة صعدة والذي يضم مديريات “رازح شداء الظاهر منبه حيدان ساقين غمر” باعتبار الملاحيظ ملتقى لهذه المديريات النائية والحدودية البعيدة بدلاٍ من استنزاف الإمكانيات والقدرات المتاحة في وحدات صحية ومراكز لا تحقق عائدات ملموسة في حياة المواطنين.

قد يعجبك ايضا