ليس كل ما يلمع ذهبا….!!
عصام المطري
التنمية الشاملة المستدامة حاجة بشرية وضرورية اقتصادية ذلكم أن الإنسان البسيط العادي هو مجالها ووسيلتها وغايتها استنادا إلى أبرز تعريف وظيفي للتنمية نص على أن التنمية:- “تنمية الناس بالناس من أجل الناس” فاعتكاف الحكومات العربية والإسلامية بأجهزتها المختلفة على الانشغال بقضايا التنمية المستدامة هو أشبه ما يكون بصب الماء في دلو مخروم ذلك لأن حكوماتنا لا تتوافر لديها النوايا الحسنة والمصداقية تجاه التنمية لقاء الفساد المتفشي في جميع مفاصل الدولة في أغلب الأقطار العربية والإسلامية لتبقى قضية التنمية مجرد ظاهرة صوتية وتنظير ليس إلا.
فمعظم الأنصار والأوطان العربية والإسلامية لم تحقق أدنى تقدم تنموي في العديد من مجالات وميادين الحياة المتعددة والمتنوعة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأفقية والإعلامية إذ لم تحقق بعضها سوى تكبيل الأمة بالقروض والديون وفوائدها والتي ستظل تقضيها حتى مجيء الأجيال القادمة وسوف تتعثر تلك الأجيال جراء تلك الديون الباهظة فلكم هي كثيرة تلك المشاريع الوهمية ووضع حجر الأساس لها حيث ترصد لها ميزانية فخمة يتقاسم هبرها النافذون والقائمون على الأعمال لندلف إلى تقرير حقيقة دامغة مفادها أنه ليس كل ما يلمع ذهبا ذلك لأن حقيقة المشاريع التنموية عبارة عن وهم ومجرد ديكور فقط لطمأنة البلدان المانحة والمقرضة كصندوق النقد الدولي وهذا ما يضاعف آلام وحسرة الأمة.
وعن راهن الحال اليمني متفردا حدöث ولا حرج إذ ما نزال نراوح مكاننا طيلة الفترة الممتدة من اندلاع ثورة الشباب الشعبية السلمية في فبراير عام 2011م حتى الآن بفعل الانقسام الشديد في بنية المجتمع اليمني وجنوح بعض الأطراف السياسية إلى إذكاء روح الانقسام في اتجاه الثأر الشخصي والحزبي حيث توقفت عجلة التنمية واتسعت رقعة العمل المسلح كثورة مسلحة مضادة من طرف واحد إذ تمضي الحركة الحوثية – أو ما يطلق عليها بجماعات “أنصار الله” – إلى إسقاط المحافظات عسكريا محافظة تلو محافظة مقابل صمت مطبق من قبل قيادات الجيش اليمني الذي يمارس حق الفرجة هذا فضلا عن همود المؤسسات الرفعية في البلاد كالرئاسة ومجلس الوزراء ومجلسي النواب والشورى وكأن الأمر لا يعنيهم فنحن في حاجة ماسة إلى تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية وسرعة تشكيل حكومة الكفاءات والتوافق عليها ورفع يد الحوثي عن ما يسيطر عليه من محافظات برفع مسلحيه من العاصمة صنعاء وعمران وحجة وذمار وإب من أجل أن نشرع في تنفيذ ما تبقى من المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة صوب التسوية السياسية العادلة واستكمال المرحلة الانتقالية وتسليم السلطة لرئيس منتخب من الشعب في انتخابات حرة ونزيهة وتحقيق المصالحة الوطنية الواسعة بين بعض الأطراف السياسية المعنية بها.
وحتى يزدان وطننا اليمني الحبيب والغالي بالتنمية الشاملة المستدامة الحقيقية – لا الوهمية – يجب علينا مضاعفة الجهود لإيصال كافة المكونات السياسية والاجتماعية وكافة فئات الشعب اليمني العظيم إلى مربع التوافق ودائرة الوفاق وصولا إلى تطابق وجهات النظر من أجل إنقاذ هذا الوطن والعزوف عن مساحات الثأر الشخصي والحزبي والكف عن الترويج لثقافة الكراهية وثقافة العنف والتخريب والإرهاب وإحياء ثقافة العفو والتسامح وتقديم العديد من التنازلات لبعضنا البعض فجماعة ” أنصار الله” يجب عليها أن تقدم تنازلات من أجل أن تبحر سفينة البناء والإعمار والتنمية الشاملة المستدامة من أجل أن نتحرر من المناكفات والمكايدات ونلج إلى أحضان يمن مزدهر قادر على البذل والعطاء.. وإلى لقاء يتجدد.. والله المستعان على ما يصفون.