زبيد بحاجة إلى دعم رسمي يسند جهود أبنائها ومثقفيها
حوار / خليل المعلمي

■ المؤسسات والمنتديات الثقافية بزبيد تتفاعل يوميا مع معطيات الإبداع
شغلت مدينة زبيد عاصمة لعدد من دويلات العصر الإسلامي تاريخيا واحتلت المرتبة الأولى في قائمة حواضر العالم الإسلامي حضاريا قصدها طلاب العلم مشارق الأرض ومغاربها للالتحاق بمدارسها والنهل من علمائها هي بلد المرتضى الزبيدي وإسماعيل المقري والفيروز أبادي وغيرهم المئات ممن أثروا الحياة العلمية والتنويرية بالكثير من المؤلفات التي انتشرت في أنحاء المعمورة اشتهرت بمدينة العلم والعلماء حتى أطلق عليها المثل “خذوا العلم ولو من جدران زبيد”.
وزبيد في وقتنا الحاضر بحاجة ماسة إلى استثناء في الدعم والرعاية والاهتمام فلا زالت تتصدر المشهد الثقافي في بلادنا بفعالياتها المتنوعة بجهود أبنائها الذين يولونها جل اهتمامهم فمن خلال الحوار التالي مع الأديب هشام عبدالله ورو أحد أبناء هذه المدينة ومدير المكتبة العامة فيها نستطلع وضع المشهد الثقافي والتنويري في المدينة وما تقدمه المؤسسات الثقافية فيها لأدباء ومثقفي المدينة بشكل خاص وللأديب اليمني بشكل عام.
ونتعرف أيضا عن طموحات أبناء هذه المدينة لإحياء مدارسها وجامعاتها القديمة التي ضاهت الكثير من المدارس العلمية في العصور السابقة فإلى التفاصيل:
• ما تقييمكم للمشهد الثقافي في مدينة زبيد¿
زبيد حاضرة اليمن الثقافية والعلمية وإحدى مدنها التي تتكأ عليها حضارة الأمة العربية والإسلامية ومازالت تؤدي دورها التنويري والمعرفي فالمشهد الثقافي في زبيد لا يعتمد على الدولة في تفعيله بل إن هناك شباب ومبدعين كثر يحاولون جاهدين أن تتصدر مدينة زبيد المشهد الثقافي في اليمن وأزعم أنهم نجحوا أيما نجاح .
دور المؤسسات الثقافية
• تزخر مدينة زبيد بالعديد من المؤسسات والمنتديات الثقافية ما الدور التي تقوم به هذه المؤسسات تجاه المثقف والفعل الثقافي¿
هناك عدد من المؤسسات والمنتديات الثقافية بزبيد تتفاعل يوميا مع معطيات الإبداع الشاب ولا يكاد يخلو يوم إلا وهناك لقاء ثقافي تتصدر هذه المؤسسات مكتبة زبيد العامة التي استطاعت أن تتجاوز المألوف لتغدوا مؤسسة ثقافية وطنية يضاهي نشاطها تجارب عدد من المؤسسات العربية وهناك منتديات ثقافية وفرع اتحاد الأدباء والأربطة العليمة بزبيد ولا زال المئات من أبناء دول شرق آسيا يفدون إلى زبيد لأخذ العلوم الشرعية واللغوية زبيد بحاجة إلى دعم رسمي يسند جهود أبنائها ومثقفيها لكن للأسف لا يوجد أدنى اهتمام حكومي بخصوصية هذه المدينة التي حملت على عاتقها راية العلم والحضارة على مر العصور.
• ما هي طموحات مثقفي مدينة زبيد في تحويل هذه المدينة من منارة للثقافة والتنوير كما كانت في السابق حاضرة من حواضر المدن الإسلامية¿
هناك عدد من الطموحات بل والاستحقاقات التي يجب أن تنالها زبيد فزبيد بحاجة إلى إعادة إحياء جامعة الأشاعر التي كانت تضاهي الأزهر والقيروان وعدد من مؤسسات العلم الشهيرة في التاريخ الإسلامي زبيد بحاجة إلى إعادة الاعتبار لما لقيته من صنوف الإهمال من قبل الحكومات المتعاقبة منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن الأربطة العلمية تشكو الإهمال جوامعها تئن وأجزم أن العالم اعترف بزبيد كحاضرة علمية لكن الحكومات اليمنية لم تعترف بها إلى الآن وأعتقد أن الصراع المذهبي الذي يتزعمه بعض المتنفذين في الحكم جعلهم يحاولون إقصاء دور زبيد العلمي والثقافي .
عوائق مادية
• هل يمكن أن تعطينا فكرة عن العوائق للحفاظ على خصوصية هذه المدينة العلمية وذات التاريخ العريق¿
أهم عائق بالطبيعي هو عائق مادي فالدولة لم تخصص لزبيد استثناء في موازناتها ولم تخضع أي استقطاع لها من صندوق التراث والتنمية الثقافية بل إن مخصصات مؤسساتها العلمية والثقافية متوقفة منذ أكثر من عام ونصف وهناك بعض المؤسسات كالأربطة العلمية وحلقات الجوامع لا يوجد لها أي اعتماد ناهيك أن هناك متنفذين سيطروا على أراضي الأوقاف بإيجارت بخسة جعلت من عائدات الأوقاف شحيحة جدا مما أدى إلى خفوت دور الجوامع والمدارس العلمية التي تزيد عن ثمانين مدرسة علمية مازالت موجودة إلى اليوم وبعضها أصبحت أطلالا تشهد على إجحاف المسؤولين الذين لا يعون إرث أمتهم وأعتقد أن مدينة كزبيد في دولة أخرى لكانت اليوم أفضل مما هي عليه .
مسؤولية أبناء المدينة
• هل من مشاريع ثقافية للحفاظ على مكانة مدينة زبيد وإثراء نشاطها الثقافي¿
بالنسبة لنا كشباب نتحمل مسؤولية تاريخية حاولنا أن نقدم الكثير عبر مكتبة زبيد العامة من مشاريع ثقافية أسهمت في إنعاش المشهد الثقافي بزبيد أهمها هو تنظيم معرض زبيد الدولي الأول للكتاب واعتبر تظاهرة ثقافية غير مسبوقة في تاريخ المدينة ناهيك أنه حقق نجاحا واستطاع المعرض أن ي