الحج .. عبادة العمر
عبد الملك السلال
• نعيش هذه الأيام موسما إيمانيا جليلا يتضوع بالإيمان والمعنى بذلك موسم { اللقاء الأنور والمؤتمر الأكبر عن الحج الأكبر } وبخاصة أن فيه جلالا هو من صافي الإسلام , وجمالا هو خالص الهدى وإشراقا من صريح النور , وإحكاما من تأملها استشف بنور قلبه التوقير المعظم للعلي الأعلى سرا وجهرا , والتعظيم الموقر لشعائره الجليلة قلبا وقالبا.
والمتأمل لهذه الفريضة سيجد فيها من شائق الدروس ما تستقيم بöه نزعات النفوس.
ومعنى الحج هو تأدية فريضة مخصصة في زمان ومكان مخصصين, وقد ثبتت فريضته بالكتاب والسنة , وفي العمر مرة واحدة لمن استطاع إليه سبيلا ’ قال تعالى {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين}.
وقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم { من حج لله فلم يرفث “يجامع” ولم يفسق ” يعصي ” رجع كيوم ولدته أمه} أي بلا ذنب ولا غرو بعد ذلك فإن كل قادر على الحج يستجيب لنداء ربه وإلى ضيافة الرحمن الرحيم وإلى ساحة الرضوان والى البيت الأول الذي باركه الله وطهره وشرفه.
إن الخالق عز وجل ارتضى لعباده { أداء فريضة الحج} كعبادة للعمر وتمام لأمر الإسلام والدين وبالتالي ضرورة الاقتداء بالقدوة والتأسي بالأسوة الحسنة تحقيقا لقول الرسول { خذوا عني مناسككم }.
وهكذا فإن هدف هذا النهج القيم أن يبشر عند الإخلاص والإتقان بثمرة عملية التخلية أو التحلل من كل الرذائل كما يبشر أيضا بحصاد { عملية التحلي } بالفضائل والكمالات وأعمال البر.
أما ثمرة { عملية التخلية } وخيراتها فإن الله تعالى يقول { الحج أشهر معلومات ” شوال ذو القعدة ذو الحجة ” فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ” أي من أحرم بالحج أو العمرة فليتجنب الرفث , وهو الجماع ومادونه من قول الفحش ولا فسوق ” وهي المعاصي والتنابز بالألقاب والسباب ولا جدال في الحج ” أي لا مجادلة في وقت الحج ولا تنازع في مناسكه ولا مراء ولا مخاصمة أو إتيان القبح قولا وفعلا }.
وأما { حصاد عملية التحلية } فقد حثهم الله تعالى على فعل الجميل وأخبرهم انه عالم به وسيجزيهم عليه أوفر الجزاء يوم القيامة وهذا معنى قوله تعالى { وما تفعلوه من خير يعلمه الله} أما قوله { وتزودوا فإن خير الزاد التقوى } فقد أخرج البخاري عن ابن عباس أن الله لما أمرهم بالزاد للسفر في الدنيا أرشدهم إلى زاد الآخرة وهو استصحاب التقوى إليها.
وقولة تعالى { واتقونö يا أولى الألباب} أي اتقوا عقابي وعذابي لمن خالفني ولم يأتمر بأمري ياذوي العقول والأفهام.