نحو يمن جديد

حسين محمد ناصر


 - 
* دشن فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي قبل أيام احتفالات أعياد الثورة اليمنية المباركة (سبتمبر/أكتوبر/نوفمبر) بخطاب سياسي اعتيادي شرح فيه أهمية المناسبات الثلاثمع

* دشن فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي قبل أيام احتفالات أعياد الثورة اليمنية المباركة (سبتمبر/أكتوبر/نوفمبر) بخطاب سياسي اعتيادي شرح فيه أهمية المناسبات الثلاثمع الدعوة إلى التراص والتلاحم لحماية الوطن من أية محاولات تستهدف أمنه واستقراره.
* والحقيقة أنه منذ سنوات عدة وخاصة ما بعد فبراير 2011م برزت في هذا السياق أسئلة عدة مشروعة لا يهم أحد أنها تثير غضب البعض من القابضين على زمام السلطة والدولة وبالذات أولئك الذين أكتسبوا كثيرا من ثروات الوطن والشعب ورأوا في ثورة سبتمبر 62م مجرد لافتة وشعار تم احتواؤه بممارسات اقطاعية/استغلالية/ عسكر قبلية كرست في ظل تغيب كبير وواسع لجماهير الشعب العريضة صاحبة المصلحة الحقيقية المفترضة في الثورة!!
* مع صمت مخز ومتواطئ وانتهازي لكثير من الأحزاب السياسية اليمنية ومفارقة عملية لأهدافها وبرامجها التي نشأت متمسكة بها وعلى وجه الخصوص الأحزاب ذات الميول والاتجاهات الليبرالية واليسارية.
* كانت تلك التساؤلات تدور حول ماذا حققت الثورة من أهداف وماذا تحقق على الواقع من مكتسبات وطنية يتشدق بها الإعلام كثيرا ولا يرى لها أحد شيئا على الأرض !!
* وهل انتهت العلاقات الإقطاعية/ العشائرية/ وتحرر الناس من ربق نير الفقر والجهل والمرض¿! وهل انتهت عناوين الاستبداد والتمييز وسجون النافذين المشايخ وكبار العسكر¿!
* هل تزايدت أعداد المستشفيات في كل مدن وقرى البلاد وأضحى شعار مجانية العلاج والتعليم منجزا عظيما يترسخ كل يوم في الوطن¿! وماذا عن الوظيفة وجيوش العاطلين التي تتزايد يوما بعد يوم¿! هل انتهت ظاهرة بل مشكلة الثأر في المجتمع¿! هل يسود النظام والقانون في الوطن¿! هل تطور وعي وثقافة الناس.. أم لا تزال الأمية تسحق بجبروتها ملايين الشعب الكادح في الأرياف¿!
* هل عم الأمن والاستقرار ونعم الشعب بمناخ العدل والمساواة¿! هل أصبح لدينا جيش قوي لا يتقهقر من أول طلقة خارجة عن القانون حسب المصطلح المتداول والمشاع¿!
* هل تحرر النفط وثروات الشعب من الاستغلال والاحتكار¿! هل تقلص عدد ذوي النفوذ الباسط على مفاصل الوطن والشعب والاقتصاد أم زاد عددهم وزادت معاناة الفقراء أصحاب الحق وأضيفت إلى أعداد المحرومين والمسحوقين من أبناء الشعب الكثير من الأعداد التي لا تحصل على لقمة عيش يومها إلا بشق الأنفس ومعاناة¿!
* كثير من الأسئلة التي برزت مؤخرا على استحياء في ظل خطاب يكرس للسطحية أكثر من العمق والنفاق أكثر من الصدق والمكاشفة الحقيقية وطرح القضايا للناس دونما تزييف ومبالغة ودون خوف من حاكم يريد مغالطة شعبه أو شيخ متنفذ يحرص على الحفاظ على تروثته المسروقة من مال الشعب أو عسكرتاريا مزجت بين واجبها والتجارة فأضحت تشكل مركزا قوى في البلاد تخشى أجهزة الدولة الاقتراب منه.
إن احتفال الشعب هذا العام بهذه المناسبة تتميز عن غيرها من الاحتفالات السابقة أنها أتت في ظل ظرف وواقع جديدين: غابت فيهما رموز عانى الوطن من نفوذها كثيرا وأضحت الفرصة متاحة بشكل كبير جدا لأن تنسف فيه كل العلاقات التقليدية القديمة التي كانت تشكل سدا بين الوطن وانطلاقته نحو التقدم والتحرر والعدل والمساواة والعمل على بناء وتأسيس وطن جديد متحرر من كافة الظواهر المرضية البالية ورموز الفساد والظلم والاستغلال.
وطن يطبق فيه النظام على الرئيس والسيد والشيخ قبل تطبيقه على المواطن المسكين الفقير الذي لا سند له ولا داعم سياسي واجتماعي ويقف فيه جميع هؤلاء سواسية أمام القضاء لا يتميز أحد منهم أمامه إلا بقوة الحق لا بحق القوة.
لقد آن الأوان اليوم لإعادة وجه الثورة اليمنية إلى ألقه وإلى مساره الحقيقي: بعد فترة انحراف طويلة وسنوات استيلاء عليه مليئة بمعاناة وتضحيات الشعب وانكساراته وأزماته ولن يصدق أحد بعد اليوم خطابات المناسبات المليئة بالعبارات الفضفاضية الإنشائية المزورة للواقع والمتغنية بأمجاد وانتصارات وهمية لا يجد المواطن لها أثرا في معيشته ولا واقعه المشحون بالألم والإحباط.
ونتمنى على كتاب تلك الخطابات الخروج من أبراجهم العاجية والخروج عدة أمتار إلى عتبات بيوتهم المكيفة الفارهة إلى الشمس حيث يعيش المواطن اليمني الحقيقي مكابدا يومه وغيره ونهاره وليله ليحصل على وجبة من فتات الطعام يسكت بها صراخ أطفاله الجوعى بعد أن يئس من الحصول على علاج أولي لتسكين آلام امراضهم كما عجز عن توفير أبسط المستلزمات المدرسية لهم وهي معاناة نشك كثيرا أن من يكتب تلك الخطابات يعرفها أو عانة منها ليوم

قد يعجبك ايضا