التغيير والشباب !!..
محمد يحيى شنيف
محمد يحيى شنيف –
ابرز المشكلات التي يواجهها حكام وأحزاب الوطن العربي هي تهميش وإقصاء الآخر..والتي ظهرت أثناء وبعد ما سمي بالربيع العربي بصورة فجة عما كان يمارس قبلها…حيث.أصبح تقاسم السلطة بدءا من أعلى الهرم المعكوس مرورا بالحكومة ومؤسساتها المدنية والأمنية والعسكرية كسمة سلبية أدت للمزيد من الفرقة والخصام وامتدت ظاهرة الفساد تلك من السلطة التنفيذية إلى السلطات القضائية والتشريعية والرقابية بالإضافة لما تعانيه من الفساد الإداري والمالي والثقافي والإعلامي والاجتماعي ..الخ.. لتتوارى أية كفاءات أو قدرات وخبرات ومؤهلات وتحل كبديل عن رجال الدولة قيادات الأحزاب الهزيلة وأقارب وأصدقاء من وجدوا أنفسهم على قمة السلطة ومعهم تم انتقاء خبراء الفيد والنهب ممن يمهدون الأرضية الأكثر فسادا للأعلى منهم.. وذلك للأسف الشديد تحت عناوين متعددة وجذابة تحاول التدثر باسم الثورة والتغيير وبناء الدولة الحديثة التي تناسب مفهومهم الانتهازي..مما أدى ذلك إلى انهيار البني التحتية للنظام المؤسسي وتدهور الجوانب ألسياسية والاقتصادية والقضائية والمجتمعية .. لتتزايد البطالة التي كانت احد أسباب انتفاضة الشباب في بلدان الربيع العربي وتنتشر الطائفية والمذهبية وتبرز الفتن وينقسم الشارع إلى أكثر من طرف .. والغلبة لمن لديه القوة والمال ليطوع الإعلام والثقافة الوطنية إلى تكريس مبادئ وقيم فاسدة ومعها تتكون الأحقاد والضغائن ..وتعم الفوضى والاختلافات والخلافات تصاحبها الحرابة وانعدام الأمن والاستقرار والانفلات المجتمعي من رأس الدولة إلى ذيلها والهرم يصبح في هذه الحالات الشاذة هرما مقلوبا .. رأسه يلامس الأرض وقاعدته تطاول السماء ..
إن ما حصل ويحصل من انحرافات في مسارات التغيير الشبابي أدى إلى ما هو حاصل في غالب البلدان العربية من حروب أهلية وتناحر وتدمير بين أبناء الوطن الواحد ..
.الشباب الذين قاموا بالثورة هم من تنبهوا قبل غيرهم من سلطة ومعارضة لهذه الحالات المزرية .. وخوفا من أي مستقبل مجهول خرج الشباب الثائر للشوارع مره أخرى كما حدث بمصر العربية وربما سيخرج في مرات عديدة قادمة في أقطار تعاني من نفس الممارسات الاقصائية والتدهور المؤسسي ..لأن الشباب أساس التغيير التواقين لربيع عربي مزدهر كانوا أول من تم اقصاؤهم وتهميشهم ووجدوا إن هناك من أحالوا طموحاتهم وأحلامهم إلى مجرد وهم .. لتصبح الأنظمة الجديدة في الغالب هي امتداد للأنظمة القديمة ولممارسات أكثر سوءا .. أخرجت الربيع من الفصول الأربعة !!
مع هذا لا يمكن أيضا القول انه لم يكن هناك قوى تغييرية ونزيهة من رجال دوله مورس عليهم الاضطهاد من أي نظام سابق ليصبحوا على هامش الحياة عبر تهميشهم الوظيفي .. ولكن لم يصل الحد للإقصاء وتصفية الحسابات بشكل علني وغير مبرر وصل حد الخلاص من حياتهم كما هو الحال القائم .. ولهذا سيظل الأمل معلقا بعاتق الشرفاء ممن يتولون مواقع هامه يجاهدون من خلالها للاتجاه نحو التغيير للأفضل وإشراك الشباب في تحمل المسئولية عبر تأهيلهم وإعادة تأهيل بعض رجال الدولة بما يتناسب والتطور الذي يشهده عصر المشاركة الوطنية وليس التقاسم على حساب تطور المجتمع ..ومن هؤلاء تستمد المجتمعات العربية الأمل في قيام النهضة المنشودة لبناء الدولة المدنية الحديثة القائمة على التنمية والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية والعيش بحرية وكرامة .. وأمن واستقرار بمسانده شعبية وإرداة جماهيرية..لا سيما في الواقع العربي المؤسف الذي تعيشه سوريا وتونس بعد تقسيم السودان وتدمير ليبيا وقبلها العراق ..
وبرؤية محايدة ربما مصر العربية استطاعت الخروج من مأزق التقسيم الصهيوني فإنني أرى بلادنا تحاول الخروج إلى آفاق أفضل إذا اجتمع حكماء يمن الإيمان والقوى السياسية والخيرين في المجتمع للوصول لاصطفاف وطني يقف ضد محاولات النيل من أمن ومعيشة المواطن .. والعمل على مساندة جهود الرئيس المنتخب توافقيا المناضل عبدربه منصور هادي الذي يعانى من قلق يومي لتفكيك عقد التركيبة الاجتماعية ومعالجة الاختلالات بعد أن تسلم السلطة بسلاسة تحسب لرفيق دربه الرئيس السابق الزعيم على عبدالله صالح بهدف انقاذ الوطن من كارثة محققة .. مع تجاوز الأخطار التي تغذيها الفتن ومن يعيشون على الأزمات وتنذر مجددا بكارثة من أسبابها – إضافة لأسباب طرحت – تراكمية الأخطاء وعدم تدارك الانهيارات الأمنية والاقتصادية .. والوقت لا يسمح بمزيد من الانتظار بقدر الحاجة لاستدعاء العقل والتعامل بحكمة وحنكة مسئوله تجمع ولا تفرق وصولا لرؤية جماعية ودون إقصاء أو تهميش تهدف للحفاظ على نظام جمهوري عادل ووحدة تؤكد الم