المصالحة الوطنية محور الاستقرار والاصطفاف رافد هام لتجاوز التحديات



■ مراد : تطلعاتنا كبير بأن يغلب الساسة المصلحة الوطنية العليا على الذاتية أملا في الوصول إلى اليمن الجديد

■ سرور : نؤيد المبادرات الصادقة والداعمة لمسار استكمال التسوية السياسية

■ شفيقة مرشد : المصالحة والاصطفاف الوطني لن يتحققا إلا عندما يبدأ الجميع بتنفيذ مخرجات الحوار

■ المناخي : لا تنمية دون أمن واستقرار ولا استقرار دون اصطفاف ومصالحة وطنية صادقة

■ فيصل السلفي : على القوى السياسية والجماهيرية ومنظمات المجتمعي المدني الوقوف إلى جانب القيادة السياسية

تربويون وأعضاء في الحوار وطني وشباب ومثقفون وناشطون وغيرهم من شرائح المجتمع اليمني متمسكون بمبدأ الحوار كمسلكُ للنفاذ باليمن من مضيق السياسة ومنعطفات الصراع (السلطوي أو القبلي أو الجهوي أو غيره) إلى بر الأمان الأخضر بالتعايش مؤكدين في ذات الوقت أن لغة الخصام وخطاب القوة هي مجرد أدوات الحروب ومنظومة شيطانية لا ينتصر عليها الإنسان إلا حين يحكم عقله ويتمثل قيم التسامح والإخاء والقبول بالمختلف كانعكاس لتطلعاته وحرصه على أن يتقبل الآخر رؤاه الفكرية والعقدية السياسية.
في هذا الاستطلاع استلهم عدد من المهتمين من كافة شرائح المجتمع معاني الاصطفاف الوطني في هذه المرحلة من تاريخ اليمن العامر بالحكمة والإيمان والولاء الوطني لكنهم كرسوا ثقتهم بقدرة اليمن على الخروج من عنق الزجاجة, في الدعوة الصريحة لكل القوى السياسية إلى ضرورة الثبات على قيم التعايش من خلال اصطفاف وطني صادق يساند القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي, على تجاوز التحديات والعراقيل التي تكتنف طريق استكمال محطات التسوية السياسية.. إلى التفاصيل :

يرى المثقف والأديب عبدالرحمن مراد أن موضوع المصالحة الوطنية أصبح ضرورة مرحلية بعد أن عانى اليمن من ويلات الصراعات والثارات السياسية الكثير ووصل إلى حال الانهيار للدولة لما يتركه من أثر على البنى المختلفة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ولما يخلفه الصراع من إعاقة مزمنة في المسار النضالي لأي شعب ما يؤخر ويضيع فرص الوصول إلى الاستقرار وبالتالي التنمية.
وأشار مراد إلى أن الاستقرار الاجتماعي والسياسي يتطلب وضعاٍ نفسياٍ مستقراٍ عند مختلف الأطراف السياسية الفاعلة في البلد وهو ما سيعزز ويعمق ثقافة التعايش خارج حواجز الاختلاف.. لافتاٍ إلى أن ثقافة التسامح أصيلة في البْعúد الثقافي الإسلامي ولم يكن الاشتغال عليها في الفكر الإسلامي بالقدر الذي تستحقه ولعل في فتح مكة الإطار النظري لهذا الاتجاه الرفيع في البْعد الثقافي الإسلامي.
وقال المثقف عبدالرحمن مراد: وأظن أن اشتغالنا – كيمنيين بمختلف مشاربهم – على تجسيد ثقافة التعايش والتسامح في هذه المرحلة الصعب من مسار التاريخ اليمني المعاصر انتصار لتلك القيمة أولاٍ وتحقيق للمصلحة الوطنية التي نأمل أن تتجاوز الذاتية أملا في بناء اليمن الجديد ان أردنا يمنا جديدا طبعاٍ.
الاصطفاف الشعبي
الاصطفاف الشعبي والمصالحة الوطنية والعمل بنوايا وأياد صادقة هي العلاج الناجع لتجاوز محنة هذه الظروف السياسية والاقتصادية والمعيشية.. كما أنها الأدوات الأسرع ووقاية لما يشهده الواقع اليمني اليوم من تصعيد واحتدام جدلي لا يشكل معيقاٍ للتسوية السياسية فحسب بل يعد خطراٍ على مسار السلم الاجتماعي وارتباكاٍ سيؤخر تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل الكفيلة ببناء اليمن الجديد وسيضيع كل فرص وممكنات البناء والتنمية التي ستحد من تداعيات السياسة وصراعاتها على الاقتصاد الوطني.
هذا ما لفت إليه الخبير التنموي ومستشار الهيئة العامة للاستثمار عبدالله المناخي مؤكداٍ أن الاصطفاف الشعبي والمصالحة الوطنية وإشاعة قيم التماسك والانتماء الوطني وحدها من ستنقذ الوطن من مآلات الصراعات السلطوية والسياسية التي تشهدها البلاد.
وأضاف : ليس من الممكن أن تشهد اليمن تنمية واستثماراٍ وأماناٍ اجتماعياٍ دون استقرار سياسي وعزائم خيرة تفتح على الحياة اليمنية أبواب الأمل بالسلام.
وحول بداية الاصطفاف الشعبي الواسع الذي تشهده اليمن ويجب أن يستمر قال المناخي : لقد تفاجأ الكثير من المتابعين للشأن اليمني داخليا وخارجيا بلقاء الأطراف المختلفة على طريق المصالحة الوطنية كبداية محورية للتحول إلى اصطفاف وطني مساند للقيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس المشير عبدربه منصور هادي – رئيس الجمهورية الذي تجلت وطنيته الصادقة في إنهاء أي خلاف قد يساهم في زيادة الأمور تعقيداٍ لأن الخاسر الأول والأخير من أي خلاف هو اليمن واليمنيين وليس غيرهم.. وعندما كانت الأزمة في أوجها في العام 2011م فقد التقت نفس الأطراف المتصارعة حينها وبحضور سفراء الدول الأوروبية والخليجية وأميركا والأمم المتحدة في منزل هادي – حينها كان نائباٍ للرئيس- وتفاجأ الجميع بأن هذا الرجل توافقي ويحظى باحترام كافة الأطراف السياسية والشعبية وهو ما تؤكده اليوم جماهير هذا الاصطفاف الواسع سياسياٍ وجماهيرياٍ وشعبياٍ).
وقال أيضاٍ : مثلما تعتبر قضية المصالحة الوطنية الواسعة رقي سياسي يصدر من النخب المختلفة وبرعاية القيادة السياسية يعد الاصطفاف الوطني والشعبي الواسع اليوم تحولاٍ جديداٍ باتجاه مواجهة الأخطار المحدقة بالوطن وبمسار التسوية التي سيعود خير استكمالها على الشعب اليمني بأكمله فيما المصالحة ستحولنا من مرحلة تصيد الأخطاء والإقصاء والحسابات الضيقة إلى مرحلة التسامح والتسامي فوق الأخطاء والصغائر وهي القاعدة الأهم في تعزيز الاصطفاف الوطني والشراكة في البناء والتنمية وإصلاح الشأن اليمني.
ودعا عبدالله المناخي كافة القوى السياسية إلى النظر والتأمل بجدية مع قضية التصالح والكف عن التصعيد وتوتير الأمور واعتماد الحوار سبيلاٍ ومنهجاٍ في أي قضية خلافية تطرأ على الساحة السياسية وبمسئولية وطنية.. فالبناء والتنمية لن تتم بالحروب أو الصراع بل بالسلام والاحتكام للعقل والمنطق والتحلي بقيم التسامح.
دفعة قوية
في هذه الظروف العصيبة تتجلى الحاجة إلى ترتيب البيت اليمني بجهود ونوايا أبنائه المخلصين من أجل تجاوز التحديات والعقبات التي لا تزال تكتنف ما تبقى من محطات التسوية السياسية التي شارفت على المساحة الزمنية الأهم في مسارها منذ بداية تطبيق المبادرة الخليجية واستدارة عجلة العملية السياسية والانتقال السلمي للسلطة ألا وهي محطة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
هذا ما لفت إليه التربوي فيصل السلفي مؤكداٍ أن الاصطفاف الوطني يأتي في مرحلة ماسة وضرورية لإعادة لْحمة الدم اليمني وتوحيد الصفوف وتكاتف الجهود ونسيان خلافات الماضي والسير قدما نحو اليمن الجديد برؤى سياسية واضحة تتنافس في خدمة الشعب والوطن.
وقال أيضاٍ: أن هذه الظروف رغم صعوبتها إلا أن بهذا الاصطفاف فرصة سانحة للقيادة السياسية أن تتحرك بقوة في اتخاذ قرارات حاسمة في تصحيح المسار الإنمائي لليمن وتجفيف منابع الفساد.. والوقوف بحزم أمام كل التعنتات والاختلالات التي تضر بمصالح الشعب والوطن.
وأشار السلفي إلى أن الاصطفاف يعطي المرحلة دفعة قوية للسير قْدِمِا لاستكمال ما تبقى من مراحل التسوية السياسية وفي إطار الإسراع في استكمال بنود المبادرة الخليجية المزمنة دون عوائق وبما يضمن الحياة والعيش الكريم, كما أن هذا الاصطفاف فرصة سانحة لاستكمال مواد الدستور والاستفتاء عليه من قبل الشعب وتنفيذ مخرجات الحوار دون استثناء أو انتقاء … ليبقى الاصطفاف الوطني نقطة تحول آمن للبناء والتنمية والاستقرار..
شرط النجاح
من وجهة نظر مغايرة للمسار القيمي والمفاهيمي للاصطفاف الشعبي والمصالحة الوطنية كدعامتين رئيسيتين تقوم عليها أي عملية سياسية بعد أي خلاف أو صراع تشهده البلاد لكن الأهم هو توفر عوامل نجاح الاصطفاف الوطني والمصالحة الوطنية وإدراك أهمية من يسبق الآخر في مسارات الزمن الحساسة بالنسبة للعملية السياسية اليمنية.
في هذا السياق ومن واقع وثيقة مخرجات الحوار الوطني التي أكدت على طي صفحة الماضي وفتح صفحة بيضاء من التسامح والتعايش وفق رؤى -تستشرف المستقبل -متحررة في نفس الوقت من أغلال الماضي أن جدية النوايا في الوصول إلى حل المشكلة تبدأ من الاعتراف والإيمان بوجودها ثم الانطلاق وفق رؤى تشكل خارطة الحل والجبر لآثار المشكلة حينها تكون المصالحة قد بنيت على القاعدة الصحيحة محررة كل أطراف القوى السياسية من الإحساس بأي من أنواع الغِبـِن السياسي والاجتماعي والسلطوي وغيرها تجاه بعضها البعض بعد ذلك تتوفر الأرضية الصلبة لنجاح اصطفاف وطني واسع يقبل بالحلول على قاعدة العدالة الاجتماعية والسياسية.. وهو ما تجسد في مجريات الحوار الوطني الشامل وصولاٍ إلى الوفاق الوطني على المخرجات كخارطةُ حلولُ مْرúضيِة لكل الأطراف لكن ماذا بعد الخروج من الحوار بهذا الوفاق الواسع¿
إجابة على هذا السؤال تقول الناشطة السياسية والمدنية شفيقة مرشد أحمد عضو مؤتمر الحوار فريق الحكم الرشيد: خلال الحوار الوطني الشامل ومجرياته سارت العملية السياسية بدقة رغم كل الخلافات التي كان الحوار والنقاش والنقد وقبول كل بالآخر هي طوب البناء الصالح لإنجاز الوفاق الوطني على تلك المخرجات ولكن بعد انتهاء الحوار الوطني استجدت كثير من المعطيات والتحديات التي توقفت على إثرها العملية السياسية لفترة زمنية ليست بالقصيرة (تقريباٍ لأكثر من 8 أشهر) استغلتها القوى الرافضة للتغيير وهي أطراف عديدة للقيام بأفعال معرقلة للبدء في تنفيذ مقررات الحوار الوطني التي كان في مقدمتها المصالحة الوطنية الشاملة والعادلة الانتقالية الكفيلتين بطي صفحة الماضي تماماٍ لتشهد اليمن في الظروف بوادر طيبة على طريق المصالحة الوطنية وعلى طريق الاصطفاف الشعبي لكن الأهم هو ما سيترتب على ذلك من إيجابيات تخدم المسار السياسي واجتياز التحديات المزمنة أمام هذه التسوية.
وأكدت مرشد: أن شعارات المصالحة الوطنية والاصطفاف لن تتحقق بقرار إداري أنه سيتحقق فقط ببدء تنفيذ مخرجات الحوار التي توافقت عليها كل المكونات السياسية والمجتمعية والمشاركة الحقيقية لها في كل مفاصل صنع القرار وتحمل المسؤولية لا بد من وجود مؤسسات ضامنة لتنفيذ المخرجات بصورة فاعلة وحقيقية.
تطلعات اجتماعية
من أجل اليمن وأمنه ووحدته واستقراره تتطلع نخب المجتمع اليمني إلى أن تتعظ القوى السياسية اليمنية بما يجري في سوريا والعراق وليبيا من احتراب داخلي يحرق كل مقدرات تلك البلدان ويورث الثأر الاجتماعي والسياسي كألغام تهدد المستقبل.. وبالتالي تجد تفاعل الناس مع أي مبادرة للمصالحة والسلام والتعايش كما يتفاعلوا ما المبادرات والرؤى السليمة سواء الصادرة عن الأحزاب أو الجماعات أو المنظمات المدنية وكذلك – وهو الأهم – تفاعلهم الجماهيري الكبير مع كل ما تقدمه القيادة السياسية من قرارات ورؤى ومبادرات تحافظ على الجميع وتستهدف إخراج اليمن من دوامة الصراع ومنعطفات التعقيد.
الناشط الاجتماعي المثقف يحيى قاسم سرور يؤكد أن المجتمع دوماٍ يبارك ويتفاعل مع أي مبادرة تحمل قيم التعايش والتسامح والمصالحة مؤيداٍ ومباركاٍ الاصطفاف الوطني لكل ما من شأنه مصلحة اليمن العليا مشيداٍ بما قدمته الأحزاب من مبادرات باتجاه تعزيز المصالحة الوطنية والاصطفاف الوطني خصوصاٍ ما قدمه المؤتمر الشعبي العام.
وتمنى سرور على جميع الأطراف السياسية اليمني استشعار المسؤولية أمام الله والوطن فيذهب الجميع إلى ما يصلح الشأن ويؤلف بين القلوب لا إلى ما يثير النعرات والخصومة وعلى هذه الأحزاب ومنظمات العمل المدني والعمالي أن يردوا للشعب الجميل في الحفاظ على أمنه واستقراره ووحدته.

قد يعجبك ايضا