أدباء ومبدعون: النقد ضرورة في تجويد الأعمال الإبداعية وتطويرها
استطلاع/ خليل المعلمي
يبدي العديد من الأدباء والمبدعين حاجتهم للنقد لمختلف أعمالهم الإبداعية لما لذلك من أهمية في تجويد أعمالهم وتطويرها والاستفادة من ذلك في جديدهم الإبداعي ويدينون للكثير من النقاد الذين يقومون بنشر الدراسات النقدية في مختلف وسائل الإعلام المختلفة الأمر الذي يخلق نوعا من إثراء المشهد الثقافي وتمتين العلاقة بين المبدع والمتلقي من خلال الاستطلاع التالي نتعرف إلى أي مدى يستفيد هؤلاء المبدعون من النقد..
النقد ضرورة لتجويد الأعمال
بداية يرى الكاتب عبدالرحمن مراد أن الدراسات النقدية ذات الرؤية والمنهجية هي ضرورة في تجويد أي عمل فني أو فكري أو أدبي وغيابها يعني انتشار غير الجيد على حساب الجيد والأعمال الإبداعية بحاجة ماسة إلى القراءات والدراسات النقدية من أجل تجويد الأعمال وأن وجود حركة نقدية ناشطة في أي مشهد دليل حيويته وجودة ما ينتج وغيابها يعني الخمول وعدم التفاعل والتأثير.
ويعتقد مراد أن حاجة المبدع للدراسات النقدية ضرورية من أجل تجويد وتحسين ما ينتجه حتى يتمكن من تجاوز العثرات الفنية وتلك العثرات ظاهرة بوضوح في سماء المشهد الثقافي اليمني نظرا لغياب الحركة النقدية النشطة وعزوف العقل الأكاديمي عن مواكبة التدفق الطاغي للمنتج الإبداعي كما أن وجود الدراسات النقدية يعمل على تمتين علاقة الثقة بين المبدع والمتلقي واتمنى أن نتجاوز الذاتية والمجاملات والشللية والتفاعل مع المشهد الثقافي بقدر كاف من الموضوعية حتى نتمكن من الوصول إلى الآخر.
خط متواز
أما الشاعر عبدالحكيم المعلمي فيقول: يجب أن يسير النقد في خط متواز مع الحالة الشعرية إلا أن النقد في اليمن يقتصر على الشللية والحزبية ويفتقر إلى الأسلوبية والمنهجية العلمية إلا فيما ندر كما أنه لا توجد صحف تهتم بتقديم المنجز النقدي ليساير المنجز الأدبي الثري والمتنوع تنوع هذه البلاد الطيبة.
ويضيف: أدين بالاستفادة النقدية للأخ الدكتور قايد غيلان الذي كان له دور كبير في تهذيب محاولاتي الشعرية وكان لذائقته العالية وحسه النقدي دور كبير في توجيهي الوجهة الصحيحة كذلك كنت أتتبع الدراسات النقدية التي كانت تنشر في صحيفة الثقافية والتي كانت تفرد صفحة كاملة كدراسات نقدية أكاديمية لما كان ينشر من قصائد في هذه الصحيفة والتي كانت تشكل زادا ثقافيا وأدبيا ونقديا للقارئ والمثقف والتي اختفت فيما بعد وبشكل مفاجئ وأدين كذلك للتقنية الحديثة التي سهلت طرق التواصل مع الجميع وجعلتنا نحتك بالعديد من الشعراء والأدباء في قنوات التواصل الاجتماعي والتي كان لها مردود طيب وايجابي على تجاربنا الشعرية.
الموجه الأساسي
أما القاصة سلمى الخيواني فتؤكد بأن النقد قد أحدث تطورا كبيرا ومفصليا في تجربتها السردية وتقول: من خلال التوقف عند أهم الملاحظات والقراءات التي تعرضت لها كتاباتي في مجموعتي القصصية الأولى في 2010 إلى مجموعتي القصصية الثانية في 2014م كان النقد هو الموجه الأساسي لاجتراح أساليب والتنوع في تجربتي السردية وقد توأمت قرءاتي النقدية واستفدت منها كثيرا في أعمالي القصصية ولهذا فإن العمل الإبداعي الغائب عن النقد هو عمل مبتور يفتقر للحياة وإعادة التشكيل.
تواكب النقد مع كل جديد وحداثي
أما الفنان التشكيلي زياد العنسي فيقول: هناك غياب كلي للنقد بالنسبة للفن التشكيلي في اليمن ولكن ومن خلال تجربتي الشخصية أعتبر النقد شيئا هاما جدا بالنسبة لأي نتاج فني أو إبداعي أو أدبي ومن المفترض أن يكون النقد مواكبا لكل جديد وحداثي ومعاصر بمعنى أن هنالك تقنيات وأفكار وابتكارات جديدة ومستحدثة حتى الناقد يجب أن يكون بالمستوى المطلوب ومواكب لكل ما هو جديد ومعاصر لذلك يعتبر النقد شيئا ضروريا للمبدع لكي يتطور ويتقدم ويتميز نتاجه الإبداعي.
ويضيف: أنا ومن خلال تجاربي واطلاعي على الكثير من الكتب التشكيلية وتجارب كبار الفنانين العرب وحتى الأجانب وكذلك من خلال مشاركتي في ورش العمل والمعارض الخارجية وتبادل الخبرات استفدت كثيرا وازددت كفاءة وخبرة كما يجب أن يكون النقد مصاحبا للنتاج الفني والأدبي مالم وبلا شك سيصبح ذلك النتاج اعتباطيا وناقصا مهما يكن لذلك من الضروري وجود نقاد فنيين وأدبيين لكي يسلك المبدع الطريق المختصر والصحيح مع الحفاظ على خصوصيته وهويته وأحاسيسه وأفكاره الخاصة.