رمضان فرصة للتخلص من نوازع الأنانية والصراعات المذهبية
لقاء / أمين العبيدي

أتى رمضان ويرحل ..نستقبله بالفرح ونودعه بالأمل في قدوم مبارك جديد.. وفي كل مرة يترك هذا الشهر الفضيل في نفوسنا الكثير من النفحات والمعاني الإنسانية والتجارب الفريدة.. اليوم نستعرض مع الإعلامي المعروف توفيق القدمي شيئا من ذكرياته وانطباعاته الرمضانية كما يلي:-
* ماذا يعني لك شهر رمضان ¿
– رمضان هو شهر الرحمة والخير والمودة والتقرب إلى الله عزوجل وهو خير الشهور وأكثرها بركة على الناس جميعا ويكفيه من بين الشهور أنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس ورحمة.
* ما أبرز ذكرياتك في رمضان ¿
– كثيرة هي المحطات والذكريات التي تختزلها الذاكرة لعل أجملها مع أصدقاء وأخوة وزملاءعمل في بعض المحافظات مثل: الحديدة وتعز وحجة وصعدة والبيضاء ومأرب حين كنت اعمل في مؤسسة النقل البري فقد كانت فرصة لأن نعيش الأجواء الرمضانية بمختلف تفاصيلها وفق طبيعة وعادات تلكم المحافظات.
ولن أنسى أيضا تلك الأيام الرمضانية الصنعانية التي كنا نخرج فيها عصرا إلى قرية القابل وادي ظهر أو إلى الروضة أو حدة للتنزه وقضاء سويعات في أجواء نقية نعود بعدها وقد اشترينا من الفواكه الطازجة أطيبها حيث كانت تلك المناطق غنية وزاخرة بأنواع الفواكه والخضروات حين كانت عيون المياه تتدفق والخضرة تنتشر محافظة على جمال الطبيعة وبساطتها قبل أن تشوهها أكوام الاسمنت والبنيان المسلح.
* كيف كنتم في السابق تستعدون لرمضان¿ وكيف كنتم تودعونه¿
– استقبال رمضان في كل زمان ومكان هو نفسه يستقبله الناس بالسعادة والفرح والاستبشار على أمل أن يكون الفرصة الأعظم والأهم للتقرب إلى الله عز وجل وكسب رضاه وعفوه ومغفرته.
فرمضان هو المحطة السنوية التي يسعى كل مؤمن للتزود من خيراتها رغبة وأملا في الوصول للهدف وهو العتق من النار.
وتماما كما يحدث الفرح والاستبشار حين نستقبل شيئا عزيزا غاليا فان الوداع لذلك العزيز يكون مؤلما موجعا فبعد اطمئنان القلب وسكون النفس قبسا من روحانية شهر العبادة تبدأ أحاسيس الألم والحزن والأسى حين يغادرنا.
وبالأخص حين يشعر الإنسان أنه لم يستغل هذه المناسبة كما يجب عملا وتقربا وإخلاصا للواحد الأحد.
* ما هي الأشياء التي كنتم تعيشونها في شهر رمضان واندثرت من حياة الناس وتحبون أن تعود¿
– أجمل الأشياء التي أرى أنها اندثرت هي أحاسيس الناس وتراحمهم وحبهم لبعضهم البعض كنا نحب الآخرين لأنهم معنا لأننا نصلي معا نتحدث معا نتعاون معا نفرح معا نحزن معا نحلم ونتطلع معا بعيدا عن أنانية وحساسية وتعقيدات الصراعات المذهبية والطائفية والحزبية.
كانت أحوال الناس أفضل من اليوم كان الفقراء أقل لم نكن نلحظ تواجد المتسولين لندرتهم.
كانت قناعات الناس إجمالا بما فيهم الباعة من التجار أفضل بكثير.
ربما لأن الكل كان يطمح في أن يزرع الابتسامة في وجوه الآخرين أن يخفف همومهم أن يسعدهم أما اليوم فقد صار الوضع مختلفا ومخيفا أناس يعيشون ويموتون تخمة وغنى وهناك آخرون يموتون جوعا وأرصفة تئن من زحمة الجياع والمحتاجين وأحياء تتضوع وجعا لآلام أسر فقيرة عفيفة جائعة. لم يعد لرمضان رونقه وبهاؤه.
* كلمة أخيرة تودون توجيهها بمناسبة شهر رمضان الكريم¿
– أقول للشباب أنتم أمل الوطن أنتم من تتحملون مسؤولية البناء في المستقبل القريب فاجعلوا من رمضان مناسبة للعبادة والعمل اجعلوا العمل أساس العبادة الوطن بحاجة لإخلاص أبنائه وجهدهم وعرقهم.
ازرعوا المحبة والود. تجنبوا الصراعات المقيتة سواء الحزبية أو المذهبية.
اجعلوا اليمن حزبكم الأكبر والإسلام بسماحته وبساطته ووسطيته دينكم الأغلى . حاولوا أن تعيشوا أحرارا مستقلين لأن التبعية لأي حزب أو تنظيم تقتضي بالضرورة التزام ما يريده الحزب لاما تقتنعون به أنتم.
أشيعوا ثقافة التسامح والحب والإخاء ليزدهر مستقبلكم ووطنكم فالكراهية والبغضاء لا تورث غير الأحزان والعداوات والخراب والموت. وإسلامنا دين بناء وعمل وتعاون وإخاء فجسدوا الدين سلوكا وانضباطا لا تزمتا أو تقليدا أو اتباعا لأحد. الوطن لن ينهض إلا بتضحياتكم وصبركم واجتهادكم فلا تبخلوا وامنحوه حبكم يمنحكم خيراته ودفئه.