اليمن والصين وطريق الحرير
حسن إحمد اللوزي

تنطلق اليوم في بكين عاصمة جمهورية الصين الشعبية أعمال المنتدى العربي الصيني في تجمع تريد القيادة الصينية المنفتحة على العالم أن تجعل منه كيانا حضاريا جديدا يستمد قوته من صلات الماضي العريق وطموحات وتطلعات الحاضر الواعد والسير قدما في بناء شراكة عربية صينية مثمرة ومتنامية في كافة المجالات الإنمائية والاستراتيجية وخاصة وأن تأريخ الصلات القديمة يحتضن المحفزات الإيجابية وقد ذكر بها نبينا الخاتم صلى الله علي وسلم (( أطلبوا العلم ولو في الصين )) ولكل ما يحمله هذا الأثر من دلالات عميقة تحرض على تحصيل العلم والمعرفة الحياتية وتجشم عناء السفر البعيد بكل ما يكتنفه من الصعوبات والأهوال يمكن تصور ما يعمل من أجله الإنسان وكل مجتمع ودولة في الحاضر والمستقبل!
إذن الصين تهتم بالأمة العربية وتناضل بجدية ومصداقية صينية معهودة ولم تتخلف عنها أبدا من أجل شراكة بناءة ومثمرة مع أمتنا ومع كل قطر عربي لأنها تدرك عميقا ما نتغافل نحن عنه أو ما نجهله وتحرص على العمل من أجل الوصول إلى النتائج الملموسة منه حيث تواصل العمل مع كل قطر عربي على حدة ومع المجموعة العربية كاملة كما بالنسبة للمنتدى العربي الصيني الذي سوف نخصص له يوميات أخرى لأن حديثنا اليوم عن العلاقات الثنائية وبلادنا وطريق الحريرالبحري بصورة خاصة
نعم فلقد أقيمت في الأسبوع المنصرم ندوة مهمة حول موضوع ((طريق الحرير واليمن )) أعد لها مركز الدراسات والبحوث اليمني و سفارة جمهورية الصين الشعبية شارك فيها عدد من الأساتذة الأجلاء الدكاترة والدارسين والمتخصصين في جانب من دراساتهم التأريخية وفي العلاقات اليمنية الصينية وقد استدعى مجرد العنوان العديد مما تختزنه الذاكرة اليمنية والصينية من الحقائق والأساطير بما فيها ( حزوية ) أو حكاية ( بنت صين الصين )وكل مايتصل بذلك من مقاييس الجمال والسحر والكفاح والتضحية والعدل والإنصاف فضلا عن التواصل الإنساني المبكر وسمو المشاعرالإنسانية التي كانت تحكم وجها من العلاقات التأريخية!
ولاشك وذلك ما أكدت عليه العديد من أوراق العمل من الدروس والحقائق التي كونت جانبا من فقرات التأريخ الحضاري والإنساني المشرق بالنسبة للبلدين الصديقين يوم كانا المركزين التأريخيين الرئيسيين والبارزين للحضارة الإنسانية دون مبالغةأقدمها في قلب القارة الآسيوية ( الصين ) حاضنة أقدم الحضارات وثانيهافي شبه الجزيرة العربية ( اليمن ) مهد العروبة وأصل أرومتها وقد تصدرت الندوة المذكورة بكلمتين مهمتين للأستاذ الجليل الدكتور عبد العزيز المقالح رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني وسعادة سفير. جمهورية الصين الشعبية. والرائع في الكلمتين أنهما أبرزتا الجوهر المشترك في العلاقات اليمنية الصينية ما ضيا وحاضرا واهم ما اتسمت به في التاريخ. وتميزت به في الحاضر من صور الخصوصية الانسانية والمبدئية الراقية والاحترام المتبادل وتركيزهما على الطموحات المرتبطة بتطويرها بما في ذلك الاستلهام لمؤشرات التأريخ المتصل بتجارة الحرير و الطريق البحري الطويل الذي كانت تسير عليه السفن الحاملة لتلكم التجارة الثمينة والعريقة مارة ومتوقفة في الموانئ اليمنية في البحرين العربي والأحمر وبخاصة ميناء عدن التأريخي العريق والذائع الصيت والثمار والآثار !!!
والقضية وليس الموضوع بحاجة اليوم لأكثر من ندوة وأعمق من رحلة استكشاف بفضل ما صار يتوفر اليوم من الوسائل والأدوات العلمية والتقنية والمعجزات الاتصالية وما صار يتوفر من المعلومات في أكثر من مكان في كافة البلدان التي كانت تمر بها وعبرها الطريق ولما صار أيضا يتوفر من الكتابات والدراسات
هذا ما شجع الكثير من المهتمين والمختصين في المجال الثقافي والفنون السينمائية والدرامية عموما شجعهم على التفكير في إنتاج أعمال سينمائية وحتى مسلسلات تأريخية مستوحاة منها ومرتبطة بالتأريخ الحضاري المشرق المتصل بها فضلا عن تناول قصص المغامرات التي كان يخوضها البحارة بل وما كانوا يواجهونه من مصاعب وتحديات والأهم في هذا الأمر استعراض وتقديم جوهر الحقائق التأريخية التي مر عليها الزمن التليد في الدول المعنية بهذه التجارة التي مازالت تشد إليها الاهتمامات والأنظار وتداعب الأذهان
ومن جملة العوامل التي دفعت بي للكتابة في هذه اليوميةأفكار بمشاريع مهمة لمسلسلات تأريخيةأبرزها رايات المجد من اليمن أو طريق المر واللبان وأفلام وثائقية واحد منها عن طريق الحرير البحري تقدم بهاإلى المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون للمساهمة في إنتاجها كمسلسل تلفزيوني وأفلام وثائقية الأستاذ الكاتب والفنان يوسف أبو ريشة من أعماله البارزة في المجال الدرامي: هارون الرشيد وتعود القدس وصقرقريش ومن الأفلام الوثائقية: البتراء والبحرين مركز التحديث. وقد حال شح الاعتمادات المالية ومحدودية الإمكانيات في حينه دون السير في الخطوات الت