ضرورة الشراكة المجتمعية مع الأجهزة الأمنية

فتحي الشرماني


 - 
حين ترفع قوى الإرهاب سقف إجرامها, وتبدو حريصة على عمليات القتل التي تسقط أكبر عدد من الضحايا, كما صنعت الأمس في مجمع وزارة الدفاع ومثله في شبوة وحضرموت وأبين,وكما

Fathi9595@gmail.com
حين ترفع قوى الإرهاب سقف إجرامها, وتبدو حريصة على عمليات القتل التي تسقط أكبر عدد من الضحايا, كما صنعت الأمس في مجمع وزارة الدفاع ومثله في شبوة وحضرموت وأبين,وكما تصنع اليوم بقتل 20 جنديا في هجوم على نقطة أمنية بحضرموت حين يحدث كل ذلك فإنه لاشك سلوك لقوى إرهابية يئست وفشلت عن تحقيق ما تريد, وهي الآن في قمة تأزمها النفسي, وتستنفر كل طاقاتها للرد على هذا الفشل, واستمرارها على هذه الحالة يعني أن يقظة الأجهزة الأمنية أمام فرصة سانحة لكسب المعركة في وقت قياسي, فأنا على تمام الثقة بأن الإرهاب لن يستمر على هذا النحو من الألغاز والإبهام ..وإذا حرصت الأجهزة الأمنية على مواصلة الكشف عن خيوط لعبة الإرهاب, والدقة في تحليل المعلومات, واستمرار التعقب فإن قوى الإرهاب ستجد نفسها في العراء.
أما منابع الإرهاب فلم تعد اليوم فكرية فحسب, وإنما هناك أيضا مشاريع عنف تريد نشر الفوضى وزعزعة الأمن وإرهاب الجنود ونقض عرى الوحدة الوطنية, وإيقاف معالجة أخطاء الماضي, وبالتالي فإن عملية تجفيف هذه المنابع مثلما أنها تتمثل في مواجهة التطرف والانحراف الفكري, فإنها لابد أن تكون أيضا بإنجاح العملية السياسية والإصرار على الوصول إلى مستقبل سياسي هادئ في ظل اصطفاف وطني نخبوي وشعبي.
فتحقيق هذا الهدف من شأنه أن يسهم في كسر شوكة الإرهاب وقواه الطامحة إلى إبقاء هذا الوطن في لجة العنف, ونحن نعرف أن الإرهاب هو في أحد وجوهه عداء للسياسة, وعداء للمجتمع المدني وللاستحقاقات الديمقراطية.
إنهم يستهدفون المؤسسة الأمنية والعسكرية ليقينهم بأنها مؤسسة كفؤة وقادرة على إفشال مخططاتهم على الرغم من كل ما فيها من اختلالات وجوانب قصور .. فهم يدركون أن مؤسسة على هذا النحو من الصلابة والتماسك هي العقبة الكؤود التي تقف دون تحقيق مؤامراتهم, ولذلك فهم اليوم يكثفون عمليات استهدافها لا لإنجاز شيء على الواقع, فهم يعرفون أن الطريق مغلقة أمامهم, ولكن لتفريغ غيظ قلوبهم, أي القتل لمجرد القتل, بنزعات همجية مغولية.
وللحقيقة فإن المؤسسة الأمنية والدفاعية تبذل جهدا جبارا لا يمكن الغض من شأنه, ودعونا نكن واقعيين, فهذه الاختراقات لا تعني أن جوانب القصور هي وحدها السببلأن مشاريع القتل بكثرة مفرطة, والمؤامرات لا تكف عن نسج خيوطها, في مقابل أن البنية التحتية لإنجاح العمل الأمني لا تزال متواضعة في بلد يعاني ما يعاني من غياب تطبيق القانون وتفشي الفساد,وثم جهود تبحث اليوم عن سبل الإنهاض والتطوير.
وتبقى الشراكة المجتمعية مع المؤسسة الأمنية في هذه الفترة العصيبة هي السبيل الوحيد لتحقيق النجاح الأمني .. فالحفاظ على الأمن مسؤولية المواطن مثلما هو مسؤولية رجال الأمن, وتنشيط الحس الأمني لدى المواطن كفيل بمحاصرة تحركات جماعات العنف والإرهاب .. وعلى وزارة الأوقاف وخطبائها وأجهزة الإعلام تقع مسؤولية توعية المواطن بأهمية دوره في إفشال المخططات التآمرية التي تستهدف أرواح اليمنيين عسكريين ومدنيين.

قد يعجبك ايضا