من أي الأبواب سننجو بالوطن ..¿!
عبدالخالق النقيب

مقال
ما الذي يفترض أن نفكر به إزاء انتهاك فادح للسيادة وقدرة شريرة استطاعت الوصول بكل جرأة استفزازية إلى العرضي معقل هيئة الأركان ووزارة الدفاع يوم أسود لم يكن ينتقصنا ولوحة مخضبة بالدماء ووطن تتكرر فيه مشاهد التأبين والتشييع ويبقى الأمل باقيا للصمود والتحدي في طريق الانتصار لشموخ وعزة وطن يأبى الانكسار .
أحداث دراماتيكية متسارعة تنتهي عروضها الدنيئة بأشباح تعبث بالوطن وتدنس طهره بمجون ثم تقرير سطحي لمهمة التكهنات والتخمينات تعبث بمزاجنا العام ولا ندري حقا من أي الأبواب سننجوا ببلد منهك يوشك على انهيار محتمل .
عاش العرضي وعشنا معه ساعات مروعة طالت وطال انتظارنا معها فيما الساسة متفرغون يتنقلون بين الفضائيات يتفنون في صياغة التهم وكيلها والتباري بها على نحو مخز استعرض سمج وسقوط سياسي كمؤشر إضافي لمستوى انهيار المسؤولية الوطنية الأخلاقية تجاه وطن لم يبق له غير ضمير وطني حي يشتعل بالغيرة عليه ليستنجد به في عتمة المتاهات والتحالفات السياسية الوضيعة وهي تستبيح ما حولها ولا تبالي بما قد يطال النخبة داخل الجيش أو يتهدد الحياة برمتها.
الحديث عن عمق الفاجعة والصدمة الغائرة في قلوب اليمنيين والتباكي على الإخفاقات المتتالية وما نمر به من أيام كثيرة التداخل والتشابك أظنه مضيعة للوقت باعتبار أن الإرادة في استنهاض الضمائر التي تنبض باسم اليمن بات هو الأمر الذي لابد منه الرئيس هادي يقف أمام خيار تاريخي جاد يفترض أن يكون الآن عاكفا على صياغة قراراته بطريقة تتفادى الانهيار التام الشعب يعول على الرئيس هادي بيده إنقاذ ما تبقى وليس ثمة خيار آخر بإمكانه إيقاف الخوف المتزايد على بلد ينزف بالجراح ثمنا لقصور أشخاص أخفقوا في مسؤولياتهم يجب أن ندرك والساسة من قبلنا أننا نقترب من هاوية السقوط في عنف عام واختلال مطلق يتجول في البلاد وتستحيل السيطرة عليه.
لدينا ساسة غير قادرين على التمييز بينما هو سياسي وما هو وطني وكيف أنهم يرتكبون حماقات لا تغتفر ويصعب على الناس احتمالها . وعلينا أن نفكر في كل شيء له صلة بمصير الوطن علنا نكتشف إجابة لسؤال محير جامد ومخيف أيضا (من أي الأبواب سننجوا بالبلد..¿!) لننجوا جميعا .