نيلسون مانديلا (ماديبا) شخصية خلدها التاريخ الحلقة الثانية

د/علي عبدالقوي الغفاري

 - وكما سبقت الإشارة في الحلقة الأولى وتقديرا ووفاء من هذا الشعب لقائده وإيمانا من زعماء وقادة العالم لما قدم الأسطورة ولنضاله السلمي والديمقراطي ورفضه للعنف قدم
وكما سبقت الإشارة في الحلقة الأولى وتقديرا ووفاء من هذا الشعب لقائده وإيمانا من زعماء وقادة العالم لما قدم الأسطورة ولنضاله السلمي والديمقراطي ورفضه للعنف قدم بعض الزعماء محاضرات سنوية عنه في أعياد ميلاده في المؤسسة التي أنشأها. وفي يوم السبت الثاني عشر من يوليو 2008 قدمت السيدة جونسون سرلييف رئيسة جمهورية ليبيريا – وهي أول امرأة أفريقية تتسلم قيادة وطن في قارة أفريقيا – محاضرتها في حضرة (ماديبا) نيلسون مانديلا في مدينة سويتو التي ترعرع فيها. وحظيت المحاضرة السنوية السادسة لرئيسة ليبيريا بحضور كبار المسئولين في الدولة ونخبة من السفراء والمهتمين علما أن المحاضرة الأولى كانت للرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون عام 2003م وإضافة إلى المحاضرات والندوات والفعاليات العديدة فإن جنوب أفريقيا شهدت سواء عام 2008م أو الأعوام السابقة واللاحقة احتفالات ومهرجانات في كل شارع وميدان بذكرى ميلاده السنوي تقديرا منها لمحررها وزعيمها التاريخي الذي قدم سنوات شبابه وحياته من أجل حرية الإنسان الأفريقي وفي عصر ذلك اليوم دعيت مع نخبة من السفراء وكبار مسؤولي الدولة والحكومة إلى مدينة سويتو للمشاركة في الاحتفال بعيد ميلاده التسعين ولم نكن نتوقع تشريف نيلسون مانديلا المحاضرة المقررة وقبل انطلاقتها بدقائق فوجئنا بالسيد مقدم البرنامج يطلب من الجميع التزام الصمت وإقفال الجوالات وعدم التصوير إيذانا بدخول الأسطورة.
فوقف الجميع مبهورين وسعيدين في آن واحد لرؤيتهم مانديلا وجها لوجه بالنسبة لي حلم تحقق لقد اكتفيت بمشاهدته وتحيته عن قرب وخاصة وهو يلقي كلمته القصيرة المعبرة عن سعادته للحضور كما سعدت أن التقيت بالمناسبة بعد المحاضرة بطليقته المناضلة ويني مانديلا وهذه الاحتفالات كانت قد بدأت في بريطانيا في يونيو 2007م بحضور ومشاركة نجوم وفناني العالم والتي تمت في حديقة هايد بارك وما كان يمكن أن تعقد وتنظم هذه الاحتفالات من فراغ لولا تقدير الجميع للنضال والأسلوب الرصين والحكمة والإنجاز الكبير الذي حققه هذا الرجل الذي يعد من أبرز المناضلين والمقاومين لسياسة الفصل العنصري في العالم لذلك جاءت تلك الاحتفالات والمهرجانات التي عبرت وتعبر عن الوفاء والشكر لهذا العملاق الذي لم يتخذ العنف في حياته وسيلة ولم يكن الإرهاب غايته بل كان النضال السلمي والديمقراطي والمصالحة الوطنية في مقدمة أهدافه حتى فاز شعب جنوب أفريقيا بالحرية والعدالة والمواطنة المتساوية التي كانت حلمه سواء عندما كان خلف القضبان في جزيرة روبن أيلاند أو أثناء المفاوضات التي قادها مع نظام الفصل العنصري السابق بعد خروجه من السجن وكانت العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية غايته وتلك كانت الوسيلة الوحيدة التي أدت إلى تحرير شعب بأكمله من خلال الأهداف التي رسمها والقريبة من أهداف الثورة الفرنسية المتمثلة في الحرية والعدالة والديمقراطية وهو ما تحقق لهذا الشعب بفضل صموده وديدنه نضاله وعناده القوي ورفضه الشديد لإطلاق سراحه من السجن دون نيل هذا الشعب حريته واستقلاله فكان له ما أراد عندما أطلق سراحه في الثاني من فبراير عام 1990م ليواصل كفاحه ونضاله السلمي مع القيادة السابقة بالحوار الديمقراطي والبناء إلى أن تمكن من القضاء على نظام الفصل العنصري الذي كان قائما على التمييز بين الأبيض والأسود وحكم الأقلية البيضاء لشعب أغلبيته من أبناء الشعب الأصليين.
على امتداد 27 عاما ظل نيلسون مانديلا يحمل في سجنه رقم 46664 ليصبح مانديلا وبعد أربع سنوات من خروجه من السجن في العاشر من مايو 1994م أول زعيم أسود يحكم جنوب أفريقيا بعد ثلاثة قرون من حكم الأقلية البيضاء ويحقق لمن ناضل من أجلهم ووصل إلى قمة السلطة بدعمهم المواطنة المتساوية بكافة صورها وأشكالها.
وكما احتفلت جنوب أفريقيا بيوم عيد ميلاده التسعين يوم 18 يوليو 2008م فقد واصلت احتفالاتها سنويا بما في ذلك هذا العام 2013م احتفلت بعيد ميلاده الخامس والتسعين غير أنه لم يعد يدرك ذلك بعد إدخاله المستشفى الذي رقد بداخله في سبتمبر الماضي ومن خارجه ظل محبوه من أبناء بلده الذين توافدوا وتجمعوا أمام النصب التذكاري الذي أقيم على جدار المستشفى ووضعوا عليه الزهور والصور والأعلام والبالونات كما قاموا بأداء طقوسهم وصلاتهم ودعائهم بأن يبارك الله (ماديبا) وأن تكون نهايته هادئة وكما تابع الجميع فإن حالة مانديلا الذي نقل إلى المستشفى في الثامن من شهر يونيو الماضي كانت متدهورة حيث تم نقله من منزله في جوهانسبرج بصورة سريعة وطارئة إلى مستشفى مديكل كلينك هارت في بريتوريا وذلك جراء تجدد إصابته ب

قد يعجبك ايضا