أين نحن الآن وأين أنتö ياسوزان ¿!

عبدالرحمن طاهر

 - استوطنت الطبيبة الإنجليزية سوزان قريتنا حيفان م تعز خلال سبعينيات القرن الماضي واستقرت تمارس التطبيب والتوليد في مركز صحي متواضع ثم انتقلت إلى مشفى حيفان الريفي بعد تأسيسه مطلع السبعينيات ..
* انسجمت ح
عبدالرحمن طاهر –
استوطنت الطبيبة الإنجليزية سوزان قريتنا حيفان م تعز خلال سبعينيات القرن الماضي واستقرت تمارس التطبيب والتوليد في مركز صحي متواضع ثم انتقلت إلى مشفى حيفان الريفي بعد تأسيسه مطلع السبعينيات ..
* انسجمت حياة هذه الطبيبة الإنسانة مع سكان القرية ونسائها لدرجة الاندماج وبقيت سوزان بهيئتها الأوروبية المعتادة بملبسها المحتشم (بنطلون وشعر مرسل) لسنوات طوالأحبها الأهالي لسلوكها النبيل وأخلاقها الرفيعة وخدماتها الانسانية الجليلة.
* حملت سوزان عدة الشغل في يدها باستمرار حيث كانت جاهزة ومتأهبة في حالة طوارئ للقيام بواجبها الإنساني ليلا ونهارا في إسعاف مريض معسر أو توليد امرأة متعسرة الولادةوسهلت على الكثيرات معاناة المخاض.
* جابت سوزان القرى النائية ومشت على الطرقات الوعرةوصعدت الجبال وهبطت الأودية للقيام بواجبها الإنساني مرددة على المارة بلهجتها الأوروبية المحببة: ( السلاااااام أليكم).
* أنقذت الطبيبة الانجليزية سوزان حياة نساء كثيرات في قرى الأغابرة والأعروق ورأى عدد غير قليل من أبناء الريف النور على يديها المباركتين…
تساءلت أليوم أين الطبيبة سوزان¿
قال لي العزيز أمين ابن الشيخ علي عبدالحق محمد عبد الله رحمه الله (إنها عادت إلى بلدها لندن من سنوات لكنها ماتزال تتواصل هاتفيا للسؤال عن حيفان وأهله وتبكي إذا ما علمت بموت أحدهم) …
*سلوك إنساني ملائكي نبيل يرتقي بقيم الإنسان إلى مصاف التكريم الذي خصه الله بني آدم فقط بقوله : (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ..) صدق الله العظيم.
هوامش :
للبعثات الطبية الغربية إلى الشرق العربي تاريخ طويل وعلاقات موثقة سادتها قيم التعاون والتسامح والعيش المشترك وهذه قيم متجذرة في سلوك المؤمنين وهي مستمدة من الدين الحنيف دين إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد (صلى الله عليه وسلم) آخر الأنبياء.
المفارقة العجيبة أن تتراجع هذه علاقات التسامح الإنسانية وفهم الآخر في عصر التطور التقني والتكنولوجيا الذي نعيشه اليوم وازدهر في عصور العزلة والتخلف.
*هل تتذكرون أيضا كم كان ميدان التحرير يعج بالسواح حتى نهاية الثمانينيات¿ كما من المؤكد أن هناك حالات ونماذج أخرى كثيرة مثل نموذج سوزان ولاشك أيضا أن قيم التسامح والتعاون والعيش المشترك مع الآخر وصل إلى أبعد من ذلك إلى التزاوج.. بالتسامح والفهم المشترك أقاموا وعاشوا وسط مجتمعات الشرق العربي بسلام ومحبة وأمن فما الذي حدث¿!فأين نحن الآن¿! وأين أنتö ياسوزان…¿!

قد يعجبك ايضا