حوار الخيار الوحيد
خالد الصعفاني
خالد الصعفاني –
إنجاحه يعني أن يتفق الفرقاء السياسيون على كلمة سواء تنتصر لليمن الواحد .. وهذا لن يحدث إلا باستشعار يمين الحوار وأمانة التمثيل وتمثل مسئولية أن الرأي في الحوار ليس إلا تعبيرا عن صادق ما يهم المواطن وما يصب في بناء الوطن الجديد .. يعني المسألة أهم من “الدحس” وعمل “الإرباك” أو خلط الأوراق أو حتى الضرب من تحت أو فوق الحزام لمجرد رغبة قميئة في تصفية حساب ما أو تحقيق مكسب سياسي معين ..
.. يبقى الحوار مهما جدا في الحياة لكنه لكي يكون مثمرا ومجديا يجب أن يكون من نوع الحوار الجامع لآداب الحوار وصدق الحوار وإيجابية الحوار بين المتحاورين أنفسهم , وفقط بهذا تنجح هذه الخطوة التي ينظر لها اليمنيون جميعا بأمل وتقدير كبيرين ..
.. وبمتابعة كلمات المؤتمرين تقفز الملاحظة الكبيرة بخصوص انه لا خلاف في الظاهر وأن الكل يجامل الكل ويتذاكى على الكل لكن الحقيقة تبقى خامدة تحت رماد الفكرة القائلة بأن المتحاورين بحاجة ليكونوا أكثر عقلانية ومنطقية ومباشرة حتى لا تتحول الأشهر الستة إلى أضعاف مضاعفة , أو فشل حوار لا سمح الله ..
.. فخامة الرئيس عبده ربه أصاب كبد الجدية وهو يعلن بصراحة في جلسة الافتتاح أن الباب مفتوح لمن لا يعجبه إجماع اليمنيين على الحوار .. وكأني به يعزل هذا العازف الوحيد أو ذاك من سيمفونية اليمن الواحد ويعتبره شد عن قاعدة اليمنيين وطريق اليمن .. وهي لحظة مصارحة مهمة حتى لا يظن ” عمرو أو زيد ” أنه لولاه ما بدت على اليمن شمس الصباح ولا عرفنا الطريق لليالي الملاح …
.. وهنا تحضرني إشارة أحد الكتاب إلى مسألة أن تمثيل المرأة بعدد 160 محاورة يساوي نسبة الـ30% المخصصة للمرأة لكن خروج أكثر من امرأة واحدة من بيت واحد وفقا له يطرح العديد من الأسئلة بخصوص قبول هذا أو تمريره .. وفي المقابل تحضرني عبارة لمحاضر قالها لقناة اليمن مضمونها أننا لا نريد حوارا الوضع فيه محدد مسبقا لحزب البخور وآخر لحزب “الفساء” , واعتقد أن في كلامه دلالة مهمة على أهمية أن تكون الأطراف المتحاورة في نفس المستوى من الفرصة والتعبير أما نقاط الخلاف فستكون طبعا مرتبطة بحجم التمثيل ومساحة الحضور وهو أمر آخر ..
.. مع الحوار الوطني نحن في فرصة تاريخية لرسم اليمن الجديد الذي تغنى به اللاحق والسابق , الثائر ومن ثاروا عليه , وليس صحيحا أنها الفرصة الأخيرة كما يطرح البعض لأنه لا بديل عن الحوار ولا خيار عقلاني إلا الحوار ولهذا نريده حوارا إيجابيا ومثمرا وبالطريقة التي تفضي إلى رسم معالم اليمن الجديد وليس رسم خارطة جديدة لليمن كما يرغب أهل المشاريع الصغيرة ..
أخيرا :
يمن ما بعد الحوار سيكون كبيرا بحجم طموحات أبناء الشعب كافة ولن تستأثر مجموعة بمقدرات الأمة وقرار تجزيء الوطن أو هضم جانب من أبنائه .. هكذا نأمل وهكذا تبدو لعامة الشعب صورة اليمن الواحد بعد مؤتمر الحوار الوطني الذي بدأ قبل أيام وسيستمر لأشهر ستة يمكننا بعدها قراءة ما كان في عقول وقلوب المتحاورين من أجل اليمن .. اللهم اجعله حوارا وطنيا لا بيزنطيا , وقد أهله إلى ما فيه خير البلد في حوار الخيار الواحد ..