الحوار هو الحل
جميل علي محسن النويرة
جميل علي محسن النويرة –
تعود الى الساحة الوطنية والسياسية مسألة الحوار الوطني والتي تثير هذا الأيام لغطا كبيرا وتجاذبا إعلاميا غير مبرر ويعتبر الحوار الوطني مخرجا منطقيا وعقلانيا للأزمة المستفحلة في هذا البلد والتي كادت ان تودي بالوطن الى الهاوية ومسالك الخراب ويمكن أن نعتبر الحوار مخرجا مناسبا إذا كان تحت سقف الضروريات الوطنية لكي نخرج من عنق الزجاجة كما وصفها رئيس الجمهورية ولتجنيبه الهزات الارتدادية السلبية الناتجة عن المتغيرات الاقليمية والداخلية وبالتالي تمكين هذا الوطن من العبور الى ضفة الامان بأقل الخسائر الممكنة والمتوقعة وتحصيلة طبيعية للأزمات التي مر بها الوطن وتشابك الظروف الأمنية والسياسية والأمنية المعقدة ..
* وانطلاقا مما تقدم يصبح الحوار واجبا دينيا ووطنيا ينطلق من ثوابت أساسية يجمع حولها المتحاورون أهمها المصداقية والجدية وحب الوطن وترتكز على قاعدة الوحدة الوطنية والترفع فوق الصغائر والمصالح الآنية والضيقة .
* ولا بد ءن نضع نصب أعيننا أن قيام الدولة وبناء اليمن الجديد يتطلب تضافر جميع الجهود من أجل الجيل الواعد وأن نركز على مصلحة الوطن من دون انتقاء أو تمييز فلا انتصار لفريق دون آخر ولا أفضلية لحساب فريق على آخر …
* فالحوار هو المنهج الأقرب والطريقة الأمثل والسبيل العملي لتقريب وجهات النظر المتباعدة ولا بد من قواسم مشتركة بين جميع الأطراف ومبادئ عامة يسير عليها الجميع في أنحاء المعمورة ومنها أن للحوار أصولة وثقافته فلا يمكن أن تلغي الآخر ولا تستطيع أن تقيد الآخر ولا تفرض نتائج وشروطا مسبقة على الآخر وفي الحوار لا يمكن ان تبقى حيث أنت ومن حيث بدأت .
* نحن في هذا البلد مختلفون ولكن ليس على كل شي منقسمون إعلاميا وسياسيا ولكن بمجرد أن نبدأ يزول كل شيء …. إن الحوار العقلاني والبناء يعتمد على حب الآخر وعدم سوء الظن بالجميع وتقديم التنازلات وإزاحة العراقيل من جميع الاطراف لأنها فرصة تاريخية ولا تعوض في بناء اليمن الجديد ولا نريد ان يكون حوارا غوغائيا عقيما يجر البلد الى مزيد من الاحتقان والانقسام والتفتيت نريد حوار يقود الى بر الأمان والسلم الاجتماعي والدولة القوية القادرة والفاعلة .
* واعتقد أن تشكيل لجنة الحوار من قبل رئيس الجمهوريه يعتبر خطوة متقدمة وذلك في اختياره الموفق لأعضاء تلك اللجنة ولا يهم الشخصيات بقدر ما يهمنا ما ستسفر عنه النتائج والمهم في ذلك كله توفر النوايا الطيبة والحسنة …. حفظ الله وطننا من كل مكروه.