80% من العطور الموجودة في اليمن مغشوشة


تشهد سوق العطورات هذه الأيام إقبالا◌ٍ ملحوظا من قبل المستهلكين لاقتناء احتياجاتهم من العطورات تزامنا مع قدوم عيد الفطر المبارك.
في حين أكد تجار العطورات أن نسبة العطورات المقلدة في السوق اليمنية تصل إلى 80%¡ مشيرين إلى أنه يصعب على المستهلك كشف العطور المقلدة¡ وطالبوا في الوقت نفسه بضرورة تفعيل دور الرقابة لكشف التجاوزات الموجودة في سوق العطور خاصة هذه الأيام .
وأوضح مدير مبيعات في أحد مراكز بيع العطور أن الكثير من مصنعي العطورات المقلدة يعتمدون على تقليد الماركات والمسميات وتغيير مواد العطور الأساسية وهو ما يصعب كشفه من قبل المستهلك العادي.
وأضاف: إن طرق كشف العطورات المقلدة منها أن لون عبوتها يكون فاتحا◌ٍ¡ فيما يكون لون الماركة الملصقة على العبوة فاتحا أيضا¡ وتكون رائحته قوية لحظة رشه فقط وتتلاشى بعد ذلك¡ حيث تكون نسبة المذيب أكبر وتستمر رائحته لعدة دقائق¡ هناك بعض أنواع العطور المقلدة تسبب الحساسية في جلد الإنسان نتيجة التركيبات السيئة.
أما بالنسبة للعطورات الأصلية فيكون لون العبوة غامقا◌ٍ¡ وعند رش العطر تكون رائحته قوية¡ بحيث تستمر الرائحة لفترات طويلة¡ عقب 24 ساعة تبقى آثار الرائحة موجودة في الملابس.
وطالب وزارة الصناعة والتجارة وهيئة المواصفات بالتدخل لكشف ماركات العطور المقلدة¡ داعيا حماية المستهلك إلى التدخل للكشف عن العطورات المقلدة من ناحية التركيبات الأساسية.
استغلال
من جهة أخرى¡ ذكر أحد بائعي عطورات مقلدة (فضل عدم ذكر اسمه) أن الموزعين للعطور المقلدة يستغلون الوضع الحالي للتسوق مع قرب حلول كل مناسبة وخصوصا◌ٍ الأعياد لطرح عينات من العطور المقلدة بأسعار زهيدة لا تتناسب مع شهرة الماركات العالمية خاصة في ظل إقبال المستهلكين على شراء العطورات.
انعدام الثقة
ويضيف إن انتشار العطور المقلدة والمغشوشة في كل مكان أدى إلى انعدام الثقة لدى المستهلك بأن العطور الأصيلة قد باتت عملة نادرة والبحث عنها أشبه بالبحث عن إبرة¡ مؤكدا◌ٍ أن السوق المحلية تستقبل على مدار الساعة كميات كبيرة من العطور المقلدة والمغشوشة التي يتم ترويجها وتسويقها علنا◌ٍ في المجمعات والمحلات التجارية وعلى الأرصفة أحيانا تحت مظلة من الحرية.
من جانبه¡ أشار محمد سند (أحد المتسوقين) إلى أن العطور المقلدة تملأ السوق طولا وعرضا وهي منتشرة في كل مكان من السوق كانتشار النار¡ مشيرا إلى أن العطور الأصلية لم تعد موجودة في السوق إلا في محلات تعد على أصابع اليد الواحدة.
وأوضح سند أنه يحرص على الذهاب إلى محلات العطورات المعروفة لشراء مقتنياته¡ وأن تكون عطوراته مميزة ومناسبة لعمره وذوقه¡ وأضاف : إن العطورات النسائية تعد الأكثر مبيعا هي لماركات مشهورة محدودة .
ازدهار
وفي جولة لـ الثورة في أحد الأسواق الشعبية في وسط العاصمة صنعاء لاحظت ازدهار تجارة العطور المغشوشة¡ ولاحظت أن أشهر الماركات العالمية التي تباع في المجمعات الكبرى بآلاف الريالات تعرض في هذا السوق بأزهد الأثمان ولا يتجاوز سعرها 700 ريال وقس على ذلك!
ويقول محمد الدبعي: «إن هذا النوع من المحلات التجارية يوفر خدمة الحصول على عطور وأدوات زينة لأصحاب الدخل المحدود الذين لا تمكنهم دخولهم المحدودة من شراء الماركات العالمية الشهيرة والغالية الثمن¡ وهم في نفس الوقت بحاجة إلى التطيب¡ وهو ما يجعلهم يقبلون على هذه الأسواق المتخصصة في بيع العطور الرخيصة وأدوات الزينة»¡ ويواصل الجناحي الدبعي قائلا: «مع العلم أن الدراسات والأبحاث تتحدث عن أضرار لهذا النوع من العطور فإن الناس لا يهتمون بذلك طالما ظلت هذه الماركات المقلدة تحقق لهم رغبتهم في الحصول على الرائحة الطيبة بأقل الأثمان.
أما سعيد سالم فيقول: إن هذا النوع من العطور منتشر نتيجة الغش التجاري¡ ولكن الترخيص له لا يعني أنه لا يتسبب في أضرار كبيرة¡ ولذلك فإنه يوفر للناس بديلا للماركات الغالية التي لا يستطيع الكثيرون شراءها خاصة مع انخفاض سعرالدولار وارتفاع اليورو¡ وهو ما جعل الأسعار ترتفع بشكل زاد من مستوى الإقبال على العطور الرخيصة وأدوات الزينة المقلدة»¡ ويؤكد المرزوقي أن هذا النوع من التجارة سيظل موجودا طالما ظل الغلاء هو السمة الغالبة في اليمن.

قد يعجبك ايضا