مخاطر تناول الأطعمة المنتهية الصلاحية
إعدادالدائرة الإعلامية بجمعية حماية المستهلك
إعداد/الدائرة الإعلامية بجمعية حماية المستهلك –
تعد سلامة الأغذية والأشربة أحد المتطلبات الأساسية لضمان صحة الإنسان. ومن أجل تأمين هذه السلامة تم ابتكار ما يعرف بفترة الصلاحية وهي المسافة الزمنية التي تفصل بين تاريخين تاريخ إنتاج أو الصنع أو التعبئة أو إعداد المادة الغذائية وتاريخ انتهاء صلاحيتها .. حيث يتم تدوين فترة الصلاحية على المنتج على شكل تواريخ هجرية أو ميلادية او كليهما معا وتختلف طول هذه الفترة بحسب طبيعة السلعة وتركيبها الكيماوي وخواصها الفيزيائية ومحتواها من الماء والحمل الميكروبي الموجود فيها ودرجة حساسيتها تجاه عوامل الفساد المختلفة وطبيعة العبوة التي توجد فيها وقدرة هذه الأخيرة على توفير الحماية الضرورية للمادة الموجودة في داخلها على مختلف المراحل المتعلقة بالنقل والتداول التخزين.
وفترة الصلاحية قد تكون أياما معدودة لبعض المنتجات (مثل الألبان وبعض مشتقاتها) وشهورا لأخرى (مثل العصائر والمشروبات) وسنوات لثالثة (مثل الأغذية المجففة والمعلبة والمجمدة) وهذه الفترة هي دليل تشريعي غذائي وفي الوقت نفسه دليل ارشادي للصانع والتاجر والمستهلك من أجل ضمان جودة الغذاء أو المنتج.
وكي تكون فترة الصلاحية دليلا أكيدا على جودة المنتج لا بد من تأمين الظروف المناسبة للتخزين والنقل والتوزيع بدءا بالصانع ومرورا بالتاجر والبائع وانتهاء بالمستهلك لأنه في حال عدم التقيد بهذه الظروف فإن فترة الصلاحية تصبح حبرا على ورق.
ولعل ظاهرة انتشار المواد الغذائية بمختلف اشكالها في الشوارع وعلى الأرصفة ووفي العربيات وتحت حرارة الشمس من الصباح الى المساء . والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: إذا كان القيظ اللاهب يذيب إسفلت الشوارع فماذا عن مدة صلاحية المادة الغذائية الموجودة داخل هذه العلبة¿ ان مدة الصلاحية هنا أصبحت غير ذات جدوى واصبح المنتج فاسدا وبالتالي يجب التخلص منه بأي وسيلة أما في حال استعماله فقد يسبب عواقب وخيمة قد تصل الى حد الموت.
ومن أكثر العواقب شيوعا نتيجة انتهاء مدة الصلاحية هو التسمم الغذائي الذي تظهر عوارضه وعلاماته في فترة زمنية قصيرة وتكون على هيئة غثيان وتقيؤ وإسهالات ومغص في البطن والحمى وفي بعض حالات التسمم قد يتأثر الجهاز العصبي فيحصل الشلل.
وعلى سيرة الصلاحية لا بد من الحديث عن المياه المعلبة في عبوات بلاستيكية فهي الأخرى تملك فترة صلاحية وبعد فتح علبة المياه فإن مدة صلاحيتها ليست طويلة وفقا للتاريخ المدموغ عليها كما يتصور البعض فهي يوم واحد في درجة الحرارة العادية وثلاثة أيام إذا وضعت في البراد لأن ترك العلبة لمدة أطول يجعلها فريسة سهلة للميكروبات الآتية من الفم أو من البيئة المحيطة خصوصا عندما يتم الشرب مباشرة من فوهة القنينة فهذا السلوك يعتبر وسيلة مجانية تسهل وصول البكتيريا الى مياه العبوة لتنشط فيها في الطول والعرض لذلك من الأفضل استخدام أكواب الماء للشرب. أيضا إن تعبئة العبوة بالماء واستعمالها مرات عدة من دون غسلها وتنظيفها يساهمان في تلوثها وفي نمو الميكروبات فيها.
وأشارت اختبارات أجريت على مياه معلبة تجاوزت فترة صلاحيتها انها تحتوي على ملوثات ليس مصدرها الماء بل العبوات البلاستيكية نفسها اذ كما هو معروف ان تلك العبوات تصنع من مادة البولي ايتيلين تيريفتالات المشتقة من البترول اضافة الى مواد أخرى تكسبها اللون والمرونة والمتانة والواضح انه كلما طال مكوث المياه في احضان العلبة ازدادت مقادير الملوثات فيها خصوصا مع انتهاء مدة صلاحيتها.
وعلى صعيد العبوات البلاستيكية كشفت دراسة ألمانية ان مستوى الهرمونات في المياه الحاوية عليها أعلى بمرتين من تلك الموجودة في ماء الصنبور والسبب يرجع الى كون العبوات البلاستيكية تحرر كميات قليلة من الهورمونات الجنسية الذكرية والأنثوية صحيح أنها كميات ضحلة ولكن شرب المياه المعلبة باستمرار يؤدي الى تكوم هذه الهرمونات في الجسم ما يؤدي الى عرقلة عمل الغدد الصماء في الجسم وتؤدي الى نتائج وخيمة على الصحة
ومن السلوكيات السيئة المنتشرة بكثرة عادة تعبئة القنينة البلاستيكية بمياه الصنبور أو غيره واستعمالها مرارا وتكرارا خصوصا في بلادنا وفي رأي الخبراء إن هذا السلوك قد يحمل معه أخطارا تتعلق بالصحة لأن مادة الكلور في مياه الصنبور تتفاعل مع العبوة البلاستيكية فتطلق بعض المواد السامة غير ان الضالعين في معرفة البلاستيك عن كثب يقولون إن نسبة مادة الكلور الواصلة الى المنازل قليلة جدا ولا يمكنها ان تتفاعل بهذه النسبة الضئيلة مع مواد العبوة البلاستيكية إلا في درجات حرارة عالية أو في وجود أشعة الشمس ومثل هذا الأمر غير متوافر في المنازل.
وفي ما يخص الأغذية المجمدة فهي أيضا تملك فترة صلاحية تراوح من شهرين الى 18 شهرا تبعا للمادة الغذائية المجمدة وليس صحيحا