البلاد تحت تصرف الحكومة

عبدالخالق النقيب

مقال 


 - ‮* ‬كلما تفاقمت الأوضاع وشعرنا بالانفلات والفراغ‮ ‬الأمني‮ ‬نتداعى لهيبة الدولة وبسط هيمنتها ونفوذها‮ ‬‮ ‬في‮ ‬كل مرة تتملكنا الحيرة وقبل أن نفهم أو نستوعب حيثيات وخلفيات صفعة من الصفعات المتتالية تباغتنا صفعة جديدة‮ ‬‮ ‬اعتدنا الإفلات
عبدالخالق النقيب –

مقال 

* ‬كلما تفاقمت الأوضاع وشعرنا بالانفلات والفراغ‮ ‬الأمني‮ ‬نتداعى لهيبة الدولة وبسط هيمنتها ونفوذها‮ ‬‮ ‬في‮ ‬كل مرة تتملكنا الحيرة وقبل أن نفهم أو نستوعب حيثيات وخلفيات صفعة من الصفعات المتتالية تباغتنا صفعة جديدة‮ ‬‮ ‬اعتدنا الإفلات والمراوغة ببيانات تصل إلى نهاية مكرورة‮ ‬يكون الجاني‮ ‬فيها شبح من الأشباح‮ ‬‮ ‬في‮ ‬كل مرة أيضا‮ ‬ينتهي‮ ‬السيناريو بعجز الدولة عن الإمساك به وجرجرته سحلا‮ ‬إلى منصة القصاص‮.‬
‮* ‬لست مؤمنا‮ ‬البتة بالمنطق الذي‮ ‬يحيل مجموعة الإخفاقات ويربطها بالمناخ المشدود والمضطرب لمجرد المبالغة في‮ ‬التهويل وحشد الخطاب الإعلامي‮ ‬تبريرا‮ ‬ومداراة للضعف وافتقار الكفاءة وغيابها حتى في‮ ‬ما هو ممكن ومقدور على أمره‮ ‬‮ ‬لا‮ ‬يروق لنا بالمطلق ما‮ ‬يلجأ إليه البعض في‮ ‬استهلاك واستثمار وجع من الأوجاع التي‮ ‬يأن منها أو تعليقها على طرف خارج كتلة الحكم أو تحويله إلى شماعة‮ ‬يصلب عليها كل ما‮ ‬يمر عليها من اختلالات وإخفاقات‮. ‬
‮* ‬ليت أن الحكومة تتحرر من سطوة الماضي‮ ‬وذهنه التآمري‮ ‬‮ ‬يمكنها الالتفاف لشرعيتها المطلقة ومشروعية ما‮ ‬يمكن أن تتخذه من قرارات أكثر جرأة وشجاعة‮ ‬‮ ‬كم سيسهم ذلك الأمر في‮ ‬إعادة صياغة الكيفية التي‮ ‬تتعامل بها مع الأعباء والتحديات الكبيرة‮ ‬‮ ‬بيدها أن تستثمر الدعم الدولي‮ ‬والمساندة الشعبية وتوظيفها في‮ ‬استعادة فكرة الدولة ووقف التخبط ومقارعة فشلها في‮ ‬التصدي‮ ‬وحماية الممتلكات العامة والخاصة وتأمين حقوق المواطن ومدخراته العامة وعدم تعريضها للابتزاز أو المقايضة‮ ‬‮ ‬ما تحظى به من تأييد‮ ‬يمنحها القوة الكفيلة التي‮ ‬تمكنها من رفض المساومة مع أي‮ ‬طرف كان مهما امتلك من تنفذ أو سلطة‮. ‬
‮* ‬غير الوقوف أمام الملابسات والاكتفاء بإدانة كل فعل مخل‮ ‬يستبيح الحياة ويعترض روتينها ويجعلها رهينة للاستقواء والتعنتر‮ ‬‮ ‬وغير الغرق بالبيانات المشددة على كشف المتورطين والتراشق المتبادل للاتهامات التي‮ ‬تقذف بنا بعيدا‮ ‬وتعمد إلى اشغالنا بعوارض الحدث والمعمعة الجانية‮ .‬
‮* ‬تكاد الحيرة أن تأكل منا ونحن نفتقر لسبب وجيه‮ ‬يبرر تباطؤ الحكومة وهي‮ ‬تمتلك القدرة الكافية للقيام بفعل رادع‮ ‬يشكم المتربصين بالبلاد‮ ‬‮ ‬كل شيء تحت تصرفها حتى الشعب بإمكانها أن تسخر نقمته ضد القوى الانتهازية والمتعجرفة وتسكبه على كل من تسول له نفسه أو في‮ ‬قلبه مرض‮ .. ‬يبقى أن تبرز جدارتها في‮ ‬حكم البلاد وبكفاءة عالية لتتمكن من النجاح وتظفر به‮. ‬

قد يعجبك ايضا