أهل العلم¿
أحمد إسماعيل الاكوع

أحمد إسماعيل الاكوع –
لقد وصف الله نفسه بالعلم فقال سبحانه وتعالى (واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم) البقرة (282) وقالت الملائكة (لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم) .. وقال تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما) «طه 114».
والخلاصة أن العلماء هم ورثة الأنبياء يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويدعون إلى الخير بحسن الاستقامة وحكمة التعليم والعلم ليس للحصول على الشهادات العليا وإنما العلم دائم ومستمر ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة وقال صلى الله عليه وآله وسلم (من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلمه كان له أجر حاج تام حجته) والله تعالى يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم ومن عمل بما علم أورثه الله علم مالم يعلم ومن ازداد علما ولم يزدد هدى لم يزدد من الله إلا بعدا.
وليس العلم كله أن يعرف الإنسان الطهارة والصلاة والحج والزكاة والصيام ولكنه مع ذلك يجب عليه معرفة الحق والباطل والحسن والقبيح والحلال والحرام لذلك فإنه ليس الغرض من التعليم أن تخرج الطالب من المدارس والمساجد ولكي يكون بعلمه معلما للصبيان والمؤذن والإمام الذي يخطب في المسجد وقد يكون كذلك ولكن لابد أن يكون الغرض من التعليم أن يتخرج الصانع والطبيب والتاجر والشاعر المجيد والناثر الأديب والصالح لدينه ودنياه والعضو العامل في جسم الأمة التي تعتز بكتابها القرآن وتفتخر بدينها الإسلام وذلك لا يكون إلا بنعرفة ما جاء به الكتاب والسنة من القوانين والأحكام ويتعلم مختلف العلوم التي بها تنظيم الحياة المدنية ويسود النظام ولا شك أن في الكتاب أي كتاب الله ما يرجع إليه الفقيه والفلكي والمؤرخ واللغوي والمنطقي والمهندس والجغرافي وغير ذلك قال تعالى (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون) «الأنعام».
شعر للإمام الشافعي
أعرب الناس نفسا من تراه
يعز النفس عن ذل السؤال
ويقنع باليسير ولا يبالي
بفضل فات من جاه ومال
فكم دقت ودقت واسترقت
فضول العيش أعناق الرجال
سل الفضل أهل الفضل قدما ولا تسل
غلاما ربى في الفقر ثم تمولا
فلو ملك الدنيا جميعا بأسرها
تذكره الأيام ما كان أولا