الثورة –
عندما هاجر اليمنيون إلى معظم بلدان العالم نقلوا معهم العادات والتقاليد اليمنية الرمضانية والقيم الإسلامية السمحاء إلى مواطن اغترابهم فعندما يطل هلال شهر رمضان يقيمون الأفراح ابتهاجا بحلول الشهر الفضيل شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار .. هكذا هم اليمنيون أينما حلوا تجد بصماتهم شاهد عيان على إيمانهم وتمسكهم بدينهم الإسلامي الحنيف فأثروا العديد من البلدان طقوسا رمضانية ونفحات روحانية تجسد المعنى الفعلي أن الإيمان يمان والحكمة يمانية.. هكذا هم اليمانيون أينما حلوا يؤدون شعائرهم الدينية وصيام رمضان وسط ظروف مختلفة الأجواء والطقس ولمعرفة المزيد حول هذا الموضوع في سياق الحوار التالي:
في البداية يقول الأخ صادق محمد اليمني مغترب في الصين من العادات التي وجدناها في مدينة شنغهاي الصينية بمجرد رؤية هلال رمضان تجدد مفارش الصلاة في المساجد والمدارس والأربطة وتتضاعف أضواء المشاعل و القناديل مما يجعل السكان يتعجبون من هذه السلوكيات وفي وقت السحور يبدأ المسلمون من كل أصقاع الدول العربية والإسلامية بتناول وجبات السحور والتوجه إلى المساجد يرددون الأدعية الرمضانية وقراءة القرآن العظيم حتى يحل موعد الأذان فيتم الإمساك ومن ثم أداء صلاة الفجر جماعة .. وقد تكون مثل هذه العادات ملفتة لأنظار غير المسلمين.
كما أن من الصور المشرقة التي تضيء جنبات المدن غير المسلمة نقل المهاجرين فضائل شهر الصوم التي تزيد الأسرة المسلمة أكثر تماسكا حيث يفطرون معاٍ ويتسحرون معاٍ ويلتفون في المجالس البهيجة والنوادي والأسمار والمقاهي يتبادلون الأحاديث عن أحوال الوطن وغير ذلك من الأحاديث التي تهمهم ما يوحي للمجتمع الذي يعيشون فيه بقدسية شهر رمضان لدى المجتمع الإسلامي والذي يجعلهم أكثر تواصلا باعتباره الفرصة الوحيدة طوال العام للتزود من الصالحات والحسنات.
الكثير يعرف أن اليمن مهد الانطلاقة الكبرى للهجرة البشرية عبر القرون فمنهم الفاتحون في صدر الإسلام ومنهم بناة الحضارات الإنسانية ومنهم الفقهاء وأئمة المساجد الذين استمالوا الوثنيين في ماليزيا وسنغافورة واندونيسيا وتايلاند والفلبين والمالديف وغير ذلك من البلدان التي وصل إليها اليمنيون.
وعندما سألني أحد السكان ..قلت له : ما نود أن يبقى لنا في جبين هذه المدينة هو معرفة عاداتنا الرمضانية.
صيام وغربة
من جهته قال الأخ عبد الحميد الهناهي أمين عام الجالية اليمنية في محافظة الطائف :
مما لاشك فيه أن أجواء أيام وليالي شهر رمضان المبارك تختلف عن أجواء وليالي بقية شهور السنة لأن لشهر رمضان سمات وخصائص تميزه عن غيره من الشهور وقد صمت رمضان في مدينة الطائف ما يقارب 14 سنة وكانت كلها من أروع ما يكون لعدة أسباب أولا:
إن الله سبحانه وتعالى قد حبانا وأكرمنا بالصيام والاغتراب داخل المملكة مهبط الوحي وبلد الحرمين الشريفين حفظها الله وأدامها فهذه هبة من الله وكرم عظيم فهذا يعوضنا الكثير والكثير مما افتقدناة.
ثانياٍ : نشعر عند حلول شهر رمضان المبارك بروحانية عظيمة فتكفينا مجاورة الحرمين وانسها وبركتها والتعبد فيها فهو خير والله خير عظيم.
اما بالنسبة لصيام رمضان في داخل الوطن طبعا بلا شك الصيام مع الأهل والأسرة له جوه الخاص فأي شخص عندما يكون بين أهله وذويه ومحبيه يشعر بأن الصيام معهم له شأن آخر.
وبطبيعة الحال فإن شعوري وأنا أصوم بعيداٍ عنهم شعور حزين أسأل الله أن يجمع شملنا أجمعين.
وما أحب أن أضيفه في هذه العجالة أتمنى لبلدي ووطني الغالي العظيم أن يكون بأحسن حال وينعم بالأمن والأمان والتقدم والازدهار وأن تكون رائدة السبق والتقدم في كل المجالات فهي موضع فخرنا ونبع حبنا الذي لاينتهي.
كما نتمنى أن تنتهي حياة الفوضى إلى غير رجعهة وأن يكون وطننا عامرا في كل المجالات وطنا يحتذى به فهو وطن ومعلوم معنى الوطن وغير ذلك فهو اليمن وكلنا يعلم من هي اليمن منبع العز وأصل الكرامة وصفها القرآن وخلد ذكراها و شهد لها وأهلها أفضل الرسل (عليهم السلام) فماذا نقول بعد ذلك إلا أن نرفع أكف الضراعة ونبتهل لله العظيم في هذا الشهر الكريم أن يحمي حماها وأن يديم عزها ويحفظها من عبث العابثين وكيد الكائدين ويجعلها حائزة على كل خير ومحفوظة من كل شر .
شهر الرحمة
أما الأخ عبد العزيز الصبيبي -مغترب في منطقة عسير -فقد أدلى بدلوه وتحدث عن الفرق بين صيام شهر رمضان داخل الوطن وخارجه بقوله :
أولاٍ : شهر مبارك وكل عام والوطن بخير وجميع أبنائه سواء في الغربة أو داخل الوطن في صحة وعافية وكما هو معلوم للجميع أن شهر رمضان هو شهر الرحمة والغفران وعندما يأتي نشعر بسعادة غامرة لأنه لا يأتي سوى مرة في العام ومعه الخيرات والبركات والرزق الكثير وماذا نقول عنه وهو شهر المحبة الربانية وشهر التسامح والتكاتف ومساعدة المحتاجين حيث تعجز الكلمات عن وصفه لما حباه الله بسجايا وخصال تعتبر من أجمل لحظات الحياة والدليل على ذلك تعظيم المسلمين له لما ورد في القرآن الكريم والأحاديث النبوية من تأكيدات على أنه شهر القرآن ومهبط الوحي الذي انبثق فيه نور الإسلام.
عموماٍ لا أستطيع أن أسرد أو استرسل كل المقاربات والمفارقات التي أعيشها في شهر رمضان خارج الوطن في أسطر لكنني سأجمل ما يشعر به الصائم عن صيام رمضان في المهجر من ينبوع الهي ترك لدي دلالات وإشارات علمتني أن نتخذ من هذا الشهر الفضيل معسكرا إيمانيا لتجنيد الطاقات وتعبئة الإرادات وتقوية العزائم وشحذ الهمم وإذكاء البواعث للسعي الدؤوب لتحقيق الآمال العريضة بحيازة فضائل هذا الشهر الكريم.
الذكر والعبادة
إلى ذلك يقول الأخ سلطان الباكري مندوب وزارة المغتربين رئيس الجالية اليمنية بدولة الامارات الشقيقة في البداية استغلها فرصة بأن أقدم بأسمى وباسم ابناء الجالية اليمنية بدولة الإمارات باقة من التهاني والتبريكات إلى فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وإلى شعبنا اليمني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك متمنيا من الله العلي القدير أن يمن على يمننا وأمتنا العربية والإسلامية بالخير والبركات… أما بالنسبة لصيام رمضان في الغربة فهو صعب جدا من حيث الطقس وخاصة هذا الصيف حيث بلغت درجة الحرارة ما بين 45 إلى 50 درجة مئوية في دولة الإمارات وبعض دول الخليج وهذا متعب جعل البعض من المغتربين اليمنيين ومن أبناء جاليات أخرى أخذ إجازات و السفر إلى أوطانهم لصيام شهر رمضان بين ذويهم .. أما من حيث الأجواء الروحانية فهي تعم كل دولة الإمارات لأن شهر رمضان المبارك هو شهر الذكر والعبادة ونفحة كريمة من نفحات الله عز وجل التي يجب على المسلمين أن يغتنموها وهذا هو الأهم في الشهر المبارك والذي يزورنا مرة واحدة في كل عام.
الصيام في الوطن
* ويشاطره الرأي الأخ أحمد سرحان العنسي بقوله :
الحقيقة إن صيام شهر رمضان خارج الوطن له مقارنة بين صوم الإنسان بين أهله وأولاده وفي غربته فالفرق شاسع والأفضل قضاء شهر الصيام في الوطن بين الأهل والخلان يشعر الإنسان عند صيامه بعيدا عن وطنه بالوحدة والكآبة والحزن وأمنياتي للوطن في هذا الشهر الفضيل أن يطهر الوطن من الفسده والمفسدين وأن يعجل الله بزوالهم فلولا هم لما ذاق المواطن اليمني مرارة الاغتراب وأن يرزقنا الله حكاما صالحين متواضعين يهمهم الوطن والمواطن.
شهر كريم
وبدوره يتحدث الأخ فؤاد عبده علي محمود الجبري قائلاٍ: لقد أظلنا شهر كريم وموسم عظيم بعظم اللهفة والأجر ويجزل المواهب ويفتح أبواب الخير فيه لكل راغب شهر الخيرات والبركات شهر المنح والهبات شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان شهر محفوظ بالرحمة والمغفرة والعتق من النار أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ولكن نحن المغتربين اليمنيين نتمنى آن نصوم رمضان في وطننا وبين أهلنا ولكن لقد لمست جرحا عميقا ينتاب كل مغترب يمني بعيد عن وطنه وأهله فالغربة قاسية جدا لا يلمس هذا الشعور الا من جرب واقعها المرير فأنا مغترب في المملكة العربية السعودية من قبل 3 سنوات وغيري مغتربون منذ سنين في دول الخليج وأمريكا وغيرها من الدول ..نعم ان الغربة توسع مدارك المغترب فنحن نتعامل مع مختلف الجنسيات تبلغ أكثر من 20 جنسية الأمر الذي يجعلنا نكتسب الخبرة وأتساع مداركنا كما أن الغربة تعلم الإنسان الاعتماد على النفس بنسبة 100%مما يزيد أيضا في اتساع المدارك أما عن قسوة القلب فأنا اختلف في الرأي الغربة تزيد في لين القلب بالشوق للوطن والى كل ذرة تراب فيه وحب الأهل والأصدقاء والعشيرة والمجتمع الذي نشأ فيه ونحن هنا في الغربة نتذكر أن هذا الشهر قد خصه الله بخصائص عظيمة وميزه الله بفضائل جليلة فهو شهر الصيام º الذي هو ركن من أركان الإسلام .
فكل عمل بن آدم له إلا الصوم فإنه لله وهو يجزي به .
إنه شهر تتفتح فيه أبواب الجنان وتغلق أبواب النار.