الثورة الجزائرية وسنوات التحول
محمد أحمد علي المقالح
محمد أحمد علي المقالح –
احتلت فرنسا الجزائر في 14 يونيو 1830م وبلغت السيطرة الاستعمارية ذروتها في بدايات القرن العشرين غير أن المقاومة الشعبية ظهرت في كامل أنحاء المدن الجزائرية ونشطة الحركة الوطنية على الصعيد السياسي فاتحة المجال أمام تكوين التيارات السياسية ومن أهمها حركة الأمير خالد وحزب شمال افريقيا عام 1926م وجمعية العلماء المسلمين في العام 1930م وفي 23 مارس 1954م تأسست الحركة الثورية للوحدة والعمل التي حسمت الخلافات حول الشروع في الكفاح المسلح وتم تعيين 22 عضوا رشحوا قيادة تضم 6 أعضاء وتم تحديد تاريخ 1 نوفمبر 1954م موعدا لانطلاق الثورة التحريرية حيث أصدرت البيان الذي يحدد أهداف الثورة وأسلوب عمل الحركة الوطنية والثورية والمعروف بيان الفاتح من نوفمبر وفي العامين 1954م و1955م توزعت العمليات على معظم أنحاء التراب الجزائري وخرجت الاحزاب عن صمتها وانضمت إلى جبهة التحرير التي تأسست مع ميلاد تشكيل الجيش الشعبي الوطني وتم الدفع بالحركة النضالية عندما تم إقرار تمكين الجبهة من فرض نفسها كممثل شرعي للشعب الجزائري أمام دول العالم وحياته الدولية.
وفي العام 1958م وبالتحديد في 19 سبتمبر توجة الجهود التنظيمية والسياسية بإعلان تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية كاحياء للدولة واستعادة للسيادة الوطنية وتوسعت بالموازرة مع ذلك تصعيدات الشعب الجزائري والقوى السياسية والعكسرية الحية للمطالبة باستقلال الجزائر ولا زالت الذاكرة الجماعية تحتفظ بذكرى احداث 17 أكتوبر 1961م التي عرفها المهجر حيث خرج الآلاف من الجزائريين ومعهم مناهضي الحركة الاستعمارية في مظاهرات سلمية في العديد من الدول الاوروبية خاصة الدول الاستعمارية فرنسا في الوقت الذي كانت فيه جبهات القتال في مواقع الشرف والبطولة تشهد مواجهات ساخنة بين قوات الجيش الفرنسي ومعهم المرتزقة ومقاتلي جيش التحرير والقوى الشعبية في مدن وقرى الجزائر مما أدى إلى رضوخ فرنسا ودخولها مرحلة التفاوض حيث أظهرت توافقها مع مبدأ الحق في تقرير المصير وقد أجريت آخر المفاوضات بصفة رسمية ما بين 7-18 مارس 1962م في مدينة انصان السويسرية حيث توجت بالتوقيع على اتفاقية ايفيان ودخل قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يوم 19 مارس 1962م وفي الأول من يوليو 1962م تجلى عزم الشعب الجزائري على نيل الاستقلال عبر الاستفتاء الذي تم ومنح حق الإعلان عن استقلال الجزائر في 3 يوليو 1962م واختير الخامس من شهر يوليو ذكرى للاستقلال.
وتعرف الجزائر رسميا بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وتقوم فيها الدولة على ثوابت وطنية هي الاسلام والعروبة والامازيغية والأرض والتاريخ الطويل والثقافة المشتركة التي تجمع الأمة الجزائرية.. أما النظام السياسي في الجزائر التي تلقب اليوم ببلد المليون ونصف المليون شهيد نسبة لعدد شهداء ثورة التحرير الوطني التي دامت 7 سنوات فهو جمهوري وقد أقر تعديل دستور 1989م التعددية الحزبية والنقابية في البلاد وتاريخيا كان إرث الماضي سيأتي الركود السياسي‮