عبدالله يوسف –
التدريب وتوفير الإمكانيات والشراكة أساس النجاح
ومع زيادة عدد الكوارث اهتمت جميع الدول بعمل لجان لمواجهة الكوارث والأزمات ومهمتها الأساسية وضع سيناريوهات مختلفة للكوارث المحتملة الحدوث في بلدانها ووضع الخطط المناسبة لمواجهتها وإعداد فرق الطوارئ المختلفة والتنسيق بينها وتنظيم عملية تدخلها وعمل دورات تدريبية لمختلف الفرق وتجهيزها بأحدث الأجهزة كل حسب تخصصه وافتعال الكوارث الوهمية والتدريب على مواجهتها حسب الخطة الموضوعة لمعرفة نقاط الضعف والقوة في الخطة وتعديلها عند اللزوم كما يجب أن تكون هذه التدريبات بصورة دورية وعلى فترات قريبة لزيادة كفاءة وفعالية هذه الفرق. كما أن هذه اللجان عليها وضع خطط أخرى وقائية لمنع حدوث الكوارث أو التقليل من خسائرها كوسائل الإنذار المبكر حتى يستعد المجتمع لمواجهة الكارثة وتثقيف المجتمع وإرشاده للوسائل والطرق المختلفة للحماية من أثار الكارثة.
خطة الطوارئ
خطة الطوارئ: ((وتعرف وفق مهامها وأهدافها بأنها: الوقاية من الأخطار الطبيعية والصناعية والحربية والتخفيف من نتائجها وتوحيد الجهود لمواجهة تلك الأخطار والعمل على استمرار عمل المرافق الهامة وتنفيذ الإجراءات والأعمال المناسبة لحماية الأرواح والممتلكات العامة والخاصة تحت كل الظروف.))
دور جهاز المرور
إن جهاز المرور هو أحد أجهزة وزارة الداخلية الأساسية التي تعمل على مدار الساعة وهو بالتالي سيكون مشارك مشاركة فعالة في عملية التخفيف من نتائج الكارثة أذا شارك مشاركة مبنية على أسس علمية سليمة وبناء على خطة موضوعة مسبقا بإحكام ذلك أن عملية الإنقاذ التي تعقب حصول الكوارث تكون عبر سير سيارات الطوارئ في الشوارع والطرقات التي تقع تحت سيطرة رجال المرور الذين يفترض أن يتلقوا التدريبات اللازمة للمشاركة في عمليات الإسعاف والإنقاذ التي تعقب حصول الكارثة.
معوقات
وقبل ذلك هناك ملاحظة لدى المرور حول البنية التحتية للشوارع والطرقات سوف نتطرق إليها بإيجاز ذلك أن عملنا ونجاحنا أو فشلنا مرتبط ارتباط مباشر بأحوال البنية التحتية التي تشكل الشريان الرئيسي للحركة المرورية وملاحظاتنا باختصار شديد هي:
1- أن شوارعنا تفتقر إلى خطوط للطوارئ كما هو موجود في معظم دول العالم وهذا يعني أنه في الحالات الطارئة سيكون خط سير سيارات الإسعاف والإطفاء هي الشوارع الرئيسية التي تسلكها جميع أنواع السيارات مع ما يعني ذلك من صعوبة تفريغ الشارع بالسرعة المطلوبة لتسريع عملية الإنقاذ.
2- أن الكثير من الشوارع تعاني من مشكلة البساطين خاصة في النقاط المحورية التي تشكل أساس الحركة المرورية وفي المنطقة المركزية للعاصمة صنعاء بالذات.
3- أن وجود المستشفيات الرئيسية في المربعات المركزية من المدينة يؤدي إلى صعوبة الوصول إليها في الأيام العادية فما بالنا في الحالات الطارئة وهذا يضع أمام وزارة الصحة العديد من الخيارات منها:
أ- تعزيز المستشفيات الموجودة في الأطراف بأقسام متكاملة للطوارئ.
ب- إلزام المستشفيات الأهلية بإيجاد أقسام للطوارئ فيها تكون جاهزة للعمل عند الحاجة.
ج- أن على المستشفيات الرئيسية أن يكون لديها تصور متكامل لكيفية وصول سيارات الإسعاف إليها من الجهات الأربع للعاصمة بالتنسيق مع المرور.
مهام رجال المرور
إن جميع أفراد المرور سوف يشاركون في تنفيذ المهام الموكلة إليهم من خلال القيام بالمهام التالية:
1- تحديد خطوط السير من موقع الكارثة إلى مكان الإسعاف أو الإخلاء لأن هناك حالات تحتاج إلى إخلاء السكان من مكان وقوع الكارثة إلى أماكن آمنة.
2- مرافقة السيارات المسعفة بالدراجات النارية أو حتى سيارات المرور الدورية.
3- تنظيف الشوارع التي سوف تكون ممرات آمنة للإسعاف أو الإخلاء.
4- إقفال أماكن حصول الكارثة ومنع دخول السيارات إليها إلى للسيارات الخاصة بالإسعاف والإخلاء.
5- تصريف الحركة المرورية بعيدا عن مكان وقوع الكارثة بشكل آمن وبعيدا عن موقع الخطر وفي نفس الوقت منع حصول اختناقات مرورية في الشوارع البديلة.
متطلبات الاستجابة
في كل الأحوال فإن جهاز المرور لكي يشارك مشاركة فاعلة في أي حالة طارئة يحتاج إلى ما يلي:
1- التدريب والتأهيل للعاملين فيه.
2- توفير الإمكانيات المادية التي تساعده على أداء عمله.
3- إشراكه في غرفة العمليات التي سيتم إنشاؤها لمعالجة آثار الكارثة.
4- التوعية والتثقيف المجتمعي.
أولا التدريب والتأهيل:
إن هناك عدداٍ من الدورات التدريبية التي يجب توفيرها للمرور وهي على النحو التالي:
1- تدريب قيادات المرور على العملية الإنقاذية المفترضة لكي يتمكنوا من المشاركة الفاعلة عن تنفيذ خطة الطوارئ.
أ- التدريب على خارطة أمانة العاصمة.
ب- التدريب على التعامل وفن للقيادة.
ج- التدريب على العمل المروري الميداني وفقاٍ للخطط والبرامج.
د- التدريب على إيجاد خطوط الطوارئ من موقع الكارثة إلى المستشفيات أو أماكن الإيواء.
2- عملية تدريب وتثقيف جميع العاملين في المرور لكي يكونوا على دراية كاملة بالواجبات المطلوب منهم تنفيذها في الحالات الطارئة.
3- تدريب سائقي الدراجات النارية على قيادة سياراتهم بالسرعة المناسبة وبالطريقة التي تمكنهم من الوصول إلى أماكن حصول الكارثة بأقصر الطرق وأسرع وقت ممكن وذلك من خلال:
أ- التدريب على خارطة أمانة العاصمة.
ب- التدريب على العمل في الأيام العادية.
ج- التدريب على العمل في الأعياد والمناسبات.
د- التدريب على العمل في الحالات الطارئة.
ه- رفع الوعي المروري والحس الأمني.
و- التدريب على الاتصال والتواصل.
4- تدريب سائقي سيارات المرور على القيادة في الأوقات الطارئة وكيفية السير مع مواكب الطوارئ.
ثانيا توفير الإمكانيات المادية:
هناك قصور ونقص كبير في إمكانيات جهاز المرور والتي نرى توفيرها لكي يشارك المرور مشاركة فاعلة في عمليات الإنقاذ في الحالات الطارئة من هذه الإمكانيات ما يلي:
1- إنشاء غرفة عمليات متكاملة في المرور تحتوي على كل متطلبات التواصل مع جميع الخدمات المرورية ومع جميع الجهات المشاركة في عملية الإنقاذ وتكون هذه الغرفة من ضمن منظومة متكاملة من غرف العمليات التي تشترك في النهاية بغرفة عمليات مركزية للحالات الطارئة.
2- توفير شبكة كمبيوتر حديثة مرتبطة مع الأجهزة الأمنية المختلفة لتبادل المعلومات وتنفيذ التوجيهات.
3- توفير عدد من الدراجات النارية لا يقل عن (150) دراجة نارية تكون جاهزة للمشاركة في أي لحظة.
4- توفير أجهزة لا سلكية بعدد كاف لكي يكون جميع المشاركين على اتصال دائم مع غرفة العمليات في المرور.
5- توفير ورشة صيانة متكاملة لصيانة آليات المرور.
6- العمل على إنشاء قسم العلاقات العامة والتوعية المرورية والدراسات النفسية والتحليلية.
ثالثا: إشراك المرور في غرفة العمليات المركزية:
إن وجود مندوب للمرور في غرفة العمليات المركزية ضروري لكي يكون هناك تواصل دائم على مدار الساعة مع المرور من خلال شخص لديه إدراك وإلمام بالمهام الواجب على المرور القيام بها وهذا شيء بديهي.
وتتكون غرفة العمليات من ما يلي:
< غرفة العمليات متكاملة من حيث التجهيز المكتبي مثل الخرائط وأجهزة الاتصال الحديثة وشبكة كمبيوتر حديثة وغيرها من التجهيزات الفنية التي تمكن العاملين فيه من التواصل مع مختلف الفئات.
< مهندس اتصالات.
< خبير علم نفس.
< مندوب أمني ومندوب من جميع الجهات ذات العلاقة بما فيها المرور.
< موظفو تحويلة.
< خبراء برمجة اتصالات حاسوب
< خبراء اتصالات عن طريق الأقمار الصناعية.
رابعا: التثقيف والتوعية المجتمعية:
ونعني به تثقيف أفراد بالشكل الذي يضمن معرفة السائقين لأهمية إفساح المجال لسيارات الإسعاف والدفاع المدني وأن هذا الأمر يعتبر أحد واجبات المواطن الصالح المدرك لواجبه نحو وطنه وقت الشدائد والمحن. فهناك جهل بالكثير من آداب وقواعد المرور لدى شريحة واسعة من أفراد المجتمع وهذا الأمر يحتم القيام بحملة توعية مرورية تقتصر على توعية وتثقيف أفراد المجتمع بما يلي:
1- أهمية إفساح المجال لسيارات الإسعاف والإطفاء وسيارات الطوارئ بجميع أشكالها.
2- خطورة التجمهر بالقرب من أماكن حصول الكوارث الطبيعية وأن هذا التجمهر يعرقل عمليات الإنقاذ والإسعاف.
3- أن على المواطنين الاستجابة الفورية للنداء الذي يوجه إليهم سواء بسرعة الإخلاء لمنازلهم مثلا أو للمشاركة بسيارتهم في عملية الإنقاذ والإسعاف إذا تطلب الأمر ذلك أو لسرعة إيصال مالكي مقطورة الماء(وايت) مثلا إلى الأماكن التي يحددها المرور.
4- أهمية تنفيذ التعليمات التي يوجهها المرور إليهم في الحالات الطارئة وتنفيذهم لها بكل دقة مثل منعهم من سلوك شارع معين أو منع سياراتهم من الحركة تماما وما إلى ذلك من التعليمات التي قد تصدر فيها توجيهات من غرفة العمليات المركزية ويتم الطلب من المرور تنفيذها.
التوصيات:
1- تأهيل مستشفيات أطراف العاصمة لتكون قادرة لاستقبال طوارئ الكوارث الطبيعية والأحداث.
2- خلق شراكة مجتمعية لمواجهة الطوارئ بين الجهات ذات العلاقة ومكونات المجتمع.
3- إعداد برامج توعية لتثقيف المجتمع عن كيفية مواجهة الأحداث الطارئة والمساهمة التي تحقق السلامة عقب الواقعة وما بعد الواقعة وجعل الإعلام بكل وسائله شريكاٍ فاعلاٍ.
4- الإسهام الفاعل ودعم المرور من كل الجهات ذات العلاقة ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية في الجانب التوعوي المروري الذي من خلاله سوف نصل إلى مجتمع واع مرورياٍ بقدر أهمية أن يكون الشارع يعكس سلوكاٍ حضارياٍ واعياٍ وبهذا سيتحقق هدفنا جميعاٍ بوصول سيارات الإسعاف إلى موقع الواقعة ومنها إلى المستشفيات كمركز إسعافي قياسي تنقذ به أرواح المصابين.
5- عقد دورات تأهيل عن خارطة صنعاء وعن القيادة الماهرة لسائقي سيارات الإسعاف الموجودين في المستشفيات العامة والخاصة.