معدلات النجاح تضع طلاب الثانوية في‮ ‬مفترق الطرق


تحقيق‮/ نورالدين القعاري‮ ‬ –
طلاب‮: ‬توقعنا نتائج متدنية بسبب الوضع الصعب الذي‮ ‬فرض علينا

كثر الحديث عن نتائج الثانوية العامة بعد إعلانها الأسبوع الماضي‮ ‬من وزارة التربية والتعليم العامة بقسميها العلمي‮ ‬والأدبي‮ ‬للعام الدراسي‮ ‬2011‮ ‬ـ‮ ‬2012م‮ ‬حيث عبر عدد من الشباب عن استيائهم للدرجات التي‮ ‬حصلوا عليها وزيادة عدد معدل من‮ ‬يحملون نسباٍ‮ ‬تصل لأقل من‮ ‬66٪‮ ‬من الأغلبية‮ ‬مرجعين ذلك إلى أسباب خارجة عن إرادتهم تتمثل في‮ ‬الصعوبات التي‮ ‬واجهتهم خلال الأزمة منها الإنطفاءات المستمرة للكهرباء خلال فترة الامتحانات‮.‬
‮»‬الثورة‮» ‬أخذت آراء الطلاب حول المعدلات المتدنية وأسبابها والمشاكل التي‮ ‬حالت بين الشباب ووضعتها أمام بعض المختصين من الجامعات الذين حثوا الطلاب على استغلال الفرص التي‮ ‬ستقدم إليهم خلال هذه الفترة‮.. ‬فإلى التفاصيل‮»‬

واقع مفروض
‮ ‬تبدأ الطالبة سمية قاسم‮ ‬طالبة في‮ ‬الثانوية‮ ‬بالحديث عن الصعوبات والعراقيل التي‮ ‬واجهها الطلاب أثناء الامتحانات تركزت في‮ ‬الانطفاءات الكهربائية حيث تقول‮: ‬لا‮ ‬ينكر أحد أن العام الدراسي‮ ‬الذي‮ ‬مضى‮ ‬يعد من أصعب الأعوام ومستوانا التعليمي‮ ‬والبعض من الزميلات تناقص بسبب ما نعاني‮ ‬منه جراء انقطاع الكهرباء الذي‮ ‬أصبح واضحاٍ‮ ‬جراء الأزمة التي‮ ‬مرت علينا‮.‬
وأضافت‮: ‬وهذا شكل لنا عائقاٍ‮ ‬كبيراٍ‮ ‬وإرهاقا للطالب وانصب التفكير كله على الكهرباء بحيث أدى ذلك إلى تشتيت التعليم وهنا أضع تساؤلاٍ‮ ‬كيف‮ ‬يمكن لعقل الطالب التركيز وجل همه في‮ ‬متابعة البيت والكهرباء مقطوعة¿ ولا شك بأن الطالب في‮ ‬السنة الماضية حاول قدر الإمكان التكيف مع الوضع الصعب الذي‮ ‬فرض عليه‮.‬

صدمة
الشاب أسامة محمد‮ ‬يوسف وزميله فاروق عثمان‮ ‬انصدما عند سماعهما نتيجة الثانوية في‮ ‬المعدل الذي‮ ‬لم‮ ‬يتجاوز تقديره‮ ‬65٪‮ ‬درجة وأرجعا ذلك النقص إلى الظلم الذي‮ ‬اصابهما على حد قولهما معتبرين أن مذاكرتهما كانت لا بأس بها رغم تلقيهما الدروس الخصوصية واستخدام جميع الوسائل في‮ ‬المذاكرة‮.‬

حالة إرباك
الشاب وائل الورد‮ ‬طالب سنة ثانية تخصص هندسة معدات طبية‮ ‬يتحدث عن واقع التعليم في‮ ‬دول الخارجية خاصة وأنه‮ ‬يدرس في‮ ‬ماليزيا بجامعة‮ ‬يونيماب والفارق الكبير بين التعليم في‮ ‬بلدان الخارج حيث‮ ‬يقول‮: ‬هناك فارق كبير بين واقع التعليم في‮ ‬اليمن ودول الخارج مما‮ ‬يترتب على ذلك حالة إرباك‮ ‬يصاب بها الطالب هو وباقي‮ ‬زملائه والتي‮ ‬سرعان ما تبددت مع نهاية الفصل الدراسي‮ ‬الأول بعد تأقلمهم مع البيئة التعليمية هناك وتكيفهم مع الوضع‮ ‬مضيفاٍ‮ ‬بأن أخذ الطالب اليمني‮ ‬الكورس انجليزي‮ ‬هو الذي‮ ‬مكنه من الاندماج في‮ ‬المحيط الدراسي‮ ‬عن طريق التحضير مع كلية الجزيرة بصنعاء ساهم كثيراٍ‮ ‬في‮ ‬تحسين مستواه العلمي‮ ‬وجعله أكثر قدرة على التعامل مع المنهج المعتمد لدى الجامعة والذي‮ ‬يدرس كاملاٍ‮ ‬باللغة الانجليزية‮.‬

استغلال الفرص
أما الطالب‮ ‬يحيى الصباحي‮ ‬سنة ثالثة جامعة تخصص هندسة اتصالات فقد رأى أن هناك العديد من الفرص التي‮ ‬تمضي‮ ‬على الطالب خلال إجازة الانتظار سنة بعد الثانوية وأن على الطالب أن‮ ‬يستغلها‮.‬
ودعا الصباحي‮ ‬خريجي‮ ‬الثانوية العامة في‮ ‬عموم محافظات الجمهورية إلى الاستفادة من برنامج الدراسة المقدم من ماليزيا قدر الإمكان وعدم تفويت مثل هكذا فرصة‮ ‬لافتاٍ‮ ‬في‮ ‬الوقت ذاته إلى أنه تمكن عبر التحاقه بهذا البرنامج وحصوله على المرتبة الأولى من الفوز بمنحة دراسية مجانية لدى جامعة‮ (‬يونيماب‮) ‬التي‮ ‬تعد من كبرى الجامعات الحكومية الماليزية‮.‬

تخصصات نادرة
من جهته قال شهاب الحمادي‮ ‬منسق أحد البرامج التي‮ ‬تمنح الطالب مواصلة تعليمه دون الانقطاع عن التعليم إلى حد صدور الشهادة‮: «‬أن هناك تسهيلات كبيرة‮ ‬يقدمها البرنامج لخريجي‮ ‬الثانوية العامة في‮ ‬اليمن تبدأ من القبول بمعدل‮ ‬65٪‮ ‬شريطة حصول المتقدم على‮ ‬65٪‮ ‬كحد أدنى في‮ ‬المواد العلمية وتنتهي‮ ‬بالرسوم الرمزية التي‮ ‬تعد أقل بكثير عما تتقاضاه المدارس الخاصة‮ ‬في‮ ‬اليمن على طلاب المرحلة الأساسية والثانوية‮ ‬سنوياٍ‮».‬
كما تحدث الحمادي‮ ‬عن امتيازات أخرى للبرنامج الذي‮ ‬ابتعث إليه نحو‮ ‬60‮ ‬طالباٍ‮ ‬يمنياٍ‮ ‬منها إكساب الطلاب اللغة الانجليزية باعتبارها لغة التدريس المعتمدة بالإضافة إلى مجموعة مصطلحات ودروس في‮ ‬المواد العلمية والتخصصية هي‮ ‬بمثابة المفاتيح الأساسية للدخول إلى المنهج الدراسي‮ ‬لدى الجامعة عن طريق كلية الجزيرة للعلوم الطبية والتقنية‮.‬
وأشار إلى أن التخصصات المتاحة حتى الآن جميعها تخصصات علمية نادرة وغير موجودة في‮ ‬الجامعات اليمنية الحكومية منها والخاصة ومطلوبة جداٍ‮ ‬لدى سوق العمل المحلي‮ ‬والإقليمي‮ ‬مؤكداٍ‮ ‬على أن الشباب‮ ‬يجب أن‮ ‬يحصلوا على جميع الفرص المقدمة ولابد من نقل التجربة التعليمية إلى اليمن واستغلال المنح والبرامج المقدمة لأنها تعد فرصة في‮ ‬تأهيل كوادر‮ ‬يمنية متخصصة قادرة على الدفع بعجلة التنمية إلى الأمام وكذا نقل التجربة الماليزية على الصعيدين التنموي‮ ‬والتقني‮ ‬إلى اليمن‮.‬

معدل‮ ‬50٪
لم تكن كلية المجتمع بصنعاء والتابعة لوزارة التعليم الفني‮ ‬بعيدة كل البعد عن اهتمام الطالب وتقدير الظروف التي‮ ‬مر بها في‮ ‬الآونة الأخيرة وقامت بالمبادرة في‮ ‬فتح باب القبول والتسجيل للحاصلين على الثانوية العامة بقسميها العلمي‮ ‬والأدبي‮ ‬في‮ ‬جميع التخصصات التطبيقية والهندسية للعام الدراسي‮ ‬الجديد‮ ‬2012‮- ‬2013م‮ ‬لخريجي‮ ‬الثانوية العامة بقسميها العلمي‮ ‬والأدبي‮ ‬بمعدل‮ ‬50٪‮ ‬وكما أوضح عميد الكلية الدكتور عادل أن هذا القرار اتخذ بعد مناقشته مع الوزارة وإقناعها بأن المعيار الحقيقي‮ ‬للانخراط في‮ ‬كلية المجتمع ليس المعدل فقط بل عدة عوامل علمية وفنية في‮ ‬مقدمتها الموهبة والرغبة الصادقة واجتياز امتحان القبول والمفاضلة بجدارة‮ ‬‮ ‬وخاصة بعض أصحاب المعدلات الذين لم‮ ‬يوفقوا في‮ ‬اجتياز امتحان القبول والمفاضلة فيما بعض أصحاب النسب المنخفضة عندهم القدرة في‮ ‬اجتياز الامتحان ويحق لهم الالتحاق في‮ ‬كلية مجتمع صنعاء‮.‬

بادرة طيبة
وفي‮ ‬نفس المسار قام معهد جامعة ذمار للتعليم المستمر بفتح أبوابه لخريجي‮ ‬الثانوية وعملية القبول والتسجيل للعام الجامعي‮ ‬الجديد‮ ‬2012‮- ‬2013م في‮ ‬مختلف أقسام المعهد والذي‮ ‬يستمر حتى نهاية الشهر الجاري‮ ‬ومنها قسم الأشعة الذي‮ ‬تم استحداثه مؤخرا في‮ ‬تخصصات صناعة الأسنان والمختبرات والصيدلة والأشعة والحاسوب والهندسة وإدارة الأعمال والمحاسبة والإدارة الصحية
ولم تقتصر الدعوة عند كلية المجتمع بل دعا معهد جامعة ذمار إلى الطلاب الذين لم‮ ‬يتمكنوا من الالتحاق بالكليات إلى الالتحاق بالمعهد والالتحاق بالأقسام التي‮ ‬تتناسب مع رغباتهم‮.‬

قد يعجبك ايضا