
الثورة نت / محمد السيد –
مع بداية العد التنازلي للمهلة التي حددتها منظمة اليونسكو للحكومة اليمنية والمقدرة بـثلاثة أشهر¡ قبل إصدارها قرار يقرر مصير مدينة التراث العالمي” زبيد” ¡ تخوض الأخيرة معركة البقاء على قائمة التراث العالمي¡ على أمل الحفاظ على تراث إنساني تجرفه” عفاريت الحداثة” وتتلفه معاول المدنية ويلتهمه” السرطان الإسمنتي” الذي ينتشر ويتضخم دون توفر علاج ناجع. وأمام هذا الوضع المخيف والحرج التي تعيشه المدينة¡ وجه فخامة رئيس الجمهورية الأخ عبد ربه منصور هادي كافة الجهات المختصة بضرورة الإسراع في اتخاذ خطوات جادة للحفاظ على مدينة زبيد التاريخية والتنفيذ الحرفي لمطالب منظمة اليونسكو وبما يضمن عدم إخراج المدينة من قائمة التراث العالمي وفقا◌ٍ لما ذكره موقع 26 سبتمبر نت .
ويأتي هذا التوجيه بعد دعوة وجهها وزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل منذوق رئيس اللجنة العليا للحفاظ على مدينة زبيد للقيام بحملة وطنية لإنقاذ المدينة من السقوط من قائمة التراث العالمي نتيجة زحف المباني الأسمنتية على المدينة والبناء العشوائي في الشوارع والساحات والمتنفسات العامة التي تشهدها المدينة على مرأ ومسمع الجميع .
الجدير بالذكر ان اللجنة العليا للحفاظ على مدينة زبيد التاريخية قد شهدت عقد لقاءات موسعة خلال الفترة الماضية كان أخرها في محافظة الحديدة تطرقت خلالها لاسباب استمرار هذه المخالفات الجسيمة والتي لم تقتصر على المواطن العادي فقط بل امتدت الى مسئولين كبار في الدولة من أبناء مدينة زبيد التاريخية.
وكانت منظمة اليونسكو هددت في ابريل الماضي بإخراج مدينة “زبيد” التاريخية من قائمة التراث العالمي نهائيا¡ إذا لم تتخذ الحكومة اليمنية إجراءات عملية عاجلة لانتشال المدينة من أوضاع كارثية تهدد معالمها التراثية والتاريخية.
وقال الأمين العام للتربية والعلوم والثقافة ¡ الدكتور أحمد المعمري¡ إن مكتب صنعاء تلقى اتصالا من منظمة اليونسكو في باريس يحذر من خروج مدينة زبيد التاريخية من قائمة التراث العالمي نهائيا إذا لم يتحسن شيء على أرض الواقع خلال ثلاثة أشهر¡ وحال ذلك¡ ستتم إزالتها من قائمة الآثار المتبقية¡ وتصبح مثل أي قرية أو منطقة من المناطق العادية.
زبيد أمام “امتحان الفرصة الأخيرة”
فزبيد التي تم ضمها إلى لائحة التراث العالمي عام 1993م¡ لم تلحق أن تحتفل بهذا الإنجاز¡ حيث تم إدراجها في لائحة الخطر عام 2001م¡ لنجدها اليوم تخوض معركة البقاء¡ على أمل النجاح في امتحان الفرصة الأخيرة. وذلك بعد أن بلغت المخالفات المعمارية وفقا◌ٍ لمصادر “للثورة نت” نحو 1600 مخالفة معمارية ونحو 600 منزل إسمنتي.
اليونسكو و”الضرب تحت الحزام”
بدأت منظمة اليونسكو” الضرب تحت الحزام” بعد أن وجدت بأن سياسة النفس الطويل لم تعد تجدي أمام الوضع الكاررثي الذي يتعرض له التراث الثقافي الإنساني لمدينة زبيد. فقد هددت المنظمة الحكومة اليمنية¡ بشطب زبيد من قائمة التراث العالمي¡ إذا لم تتخذ السلطات إجراءات سريعة على الأرض من شأنها أن تنقذ المدينة من العبث الذي طال تراثها.
فقد أكد مكتب المنظمة بصنعاء للوكالة¡ تلقيه اتصالا◌ٍ من اليونسكو بباريس¡ كشف فيه الاعتزام لإخراج زبيد من القائمة العالمية خلال ثلاثة أشهر¡ إذا لم تلمس المنظمة أي جهد على أرض الواقع للحفاظ على تراث المدينة. وأعترف الدكتور أحمد المعمري مدير مكتب المنظمة بصنعاء¡ بأن وضع المدينة أصبح في حالة سيئة¡ حيث تتعرض معالمها الثقافية لعملية تخريب واسعة¡ واصفا◌ٍ خروج زبيد من القائمة العالمي بـ”الكارثة”! مناشدا◌ٍ الرئيس اليمني بالتدخل العاجل لإنقاذ المدينة وتراثها الثقافي.
وفي أول تعليق له على المصير الذي ينتظر المدينة¡ دعا وزير الثقافة الدكتور عبد الله عوبل إلى سرعة تبني حملة وطنية برئاسة رئيس الوزراء¡ والعمل على اتخاذ خطوات جادة لإزالة المخالفات ووقفها فورا◌ٍ. وأعترف وزير الثقافة¡بأن حظ زبيد في البقاء في قائمة التراث العالمي ضعيف جدا◌ٍ في ظل تواصل أعمال التشويه والتخريب الذي يطال تراثها. مشيرا◌ٍ بأن الخروج من قائمة التراث العالمي سوف يشوه سمعة اليمن عالميا◌ٍ. وأكد بأن ما يحدث في زبيد يعد أمرا◌ٍ خطيرا◌ٍ لا يمكن السكوت عنه¡ كون المدينة تعد من أجمل مدن التراث العالمي على مستوى العالم.