اللجنة الجزائرية لمناصرة الشعب اليمني.. مواقف قومية تجابه العدوان

انتهزنا فرصة اجتماع أهم شخصيات المكتب التنفيذي للجنة الجزائرية لمناصرة الشعب اليمني في 13/ 8/ 2015م الذي حضره المناضل بودلاعة رمضان مدير دائرة العلاقات العامة السابق برئاسة الجمهورية الجزائرية والدكتور محمد تين رئيس جمعية الجاحظية الثقافية والأستاذ جمال بن عبدالسلام رئيس حزب جبهة الجزائر الجديدة والمقدم المتقاعد أحمد كروش وجميعهم من المؤسسين والناشطين الجزائريين المناهضين للعدوان الذي تتعرض له اليمن من قبل دول التحالف العربي وطرحنا عليهم جملة من الأسئلة المتعلقة بنشاطهم الإعلامي والتوعوي الهادف إلى إبراز حقيقة ما يتعرض له شعبنا جراء العدوان والحصار الظالم وغير المبرر فخرجنا بهذه الحصيلة:

المطالبة بالتدخل
في نقاش أشبه بالمائدة المستديرة طرحنا أسئلتنا: على أهم شخصيات اللجنة الجزائرية لمناصرة الشعب اليمني والبداية مع المناضل بودلاعة رمضان – مدير دائرة العلاقات العامة السابق برئاسة الجمهورية الجزائرية- الذي سألناه: أقمتم العديد من الفعاليات والأنشطة الشعبية على المستوى الشعبي.. حدثونا عن تبلور الفكرة¿ من صاحبها¿ المسمى الذي أطلقتموه على الحملة, ومتى كانت الانطلاقة¿
– بدأت الفكرة منذْ بداية ما يسمى بالربيع العربي تابعنا الأحداث ولفت نظرنا ركوب بعض الدول الخليجية ودول غربية الحراك الشعبي وما تلاه من تطور لهذا الحراك حتى وصل إلى المطالبة بالتدخل الأجنبي لإسقاط أنظمة وتدمير دول .. اجتمعت مجموعة من الإطارات والمثقفين لتدارس الموقف وأخذ موقف منه ومنها كنا نتابع الأحداث في جميع الأقطار العربية التي مسها هذا الحراك والأطراف الداعمة له فتبين لنا أن هناك دولاٍ لا علاقة لها بالديمقراطية تدعم فعاليات الحراك الجماهيري فيما انظمتها غير دستورية – مملكات ومشيخات لا تعرف حتى معنى الدستور ولا ما هي الشرعية وإلى جانب هذه الانظمة كانت الدول الغربية الاستعمارية التقليدية حاضرة وتدعم تنظيرات من فلاسفة ومفكرين صهاينة.
ويتابع: من مشاهدتنا للأحداث في سوريا وكيف جمعوا الإرهابيين من كل أصقاع الأرض ودربوهم وفتحوا لهم الحدود ومؤازرتهم إعلامياٍ وسياسياٍ من أجل قتال الشعب السوري وعلى ضوء هذه المعطيات نظمنا وفداٍ شعبيا وزرنا سوريا في أوج الأزمة –شهر نوفمبر 2013.
– ويضيف: بالنسبة لليمن تابعنا الحراك الشعبي في اليمن منذ البداية, وخلصنا بنتيجة مفادها أنه بمجرد دخول المبادرة الخليجية العرجاء على الخط تبين من يغذي ويدعم هذا الحراك, والغاية منه فكانت النتيجة بأن الهدف إبقاء اليمن تحت الوصاية السعودية.
تعرض لخيانة
– على ماذا استندتم لتبني الموقف المناصر لليمن والمطالب بوقف العدوان¿
– بعد استقالة الرئيس وحكومته مباشرة تأكدنا أن الشعب اليمني تعرض لخيانة ممن يفترض فيهم أنهم مسؤولون عليه وبعد فرار الرئيس إلى مملكة آل سعود وإعطائه غطاءٍ سياسياٍ لقصف الشعب اليمني وبمباركة من جامعة الدول العربية سميت ظلماٍ عربية, وما تلاه من جمع آل سعود لعدد من الدول العربية والإسلامية وتكوين حلف لتدمير اليمن شعباٍ وحضارةٍ وبْنى تحتية, وفرض حصار بري وجوي وبحري, أدركنا أن وراء ذلك حملة إبادة جماعية للشعب اليمني.
لا لإبادة الشعب اليمني
– الدكتور محمد تين -رئيس جمعية الجاحظية الثقافية- يقول: تحركنا وجمعنا توقيعات من إطارات ومثقفين على مستوى الوطن الجزائري وتنظيم ندوات وطنية لشرح ما يجري في اليمن, وأصدرنا بياناٍ بعنوان (لا لإبادة الشعب اليمني) ومن هنا تكونت نواة اللجنة الجزائرية لمناصرة الشعب اليمنى ضد العدوان الذي تقوده مملكة آل سعود, ومن ثم ندوة أخرى مع إصدار بيان بعنوان (أوقفوا العدوان على الشعب اليمني) وكانت لنا إطلالات إعلامية نشرح فيها عدم مشروعية العدوان والآثار التي تعرض لها الشعب اليمني, وفضح كل الجرائم التي يرتكبها هذا العدوان الصهيو-أمريكي بتنفيذ من مملكة آل سعود .
ويضيف: ثم وضعنا برنامجاٍ (تحسيسياٍ) لإطلاع الشعب الجزائري بجرائم العدوان فاخترنا وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة, باشرناه بزيارات لعدد من وسائل الاتصال, التقينا بالمحررين والمسؤولين عليها للتعريف باللجنة وببرنامجها ودورها الهام في نقل الصورة الحقيقية لما يحدث من عدوان على اليمن.
إرسال مساعدات
– هل لمستم استعداداٍ لدى جهات حكومية أو هيئات ومنظمات لتقديم العون لإخوانهم في اليمن¿ ومن هي هذه الجهات¿
– المجاهد بودلاعة رمضان يؤكد هنا بالقول:  زارت اللجنة بعض منظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية الناشطة على الساحة والاتصال مع بعض الأحزاب السياسية وجمعية الهلال الأحمر الجزائري للتشاور في كيفية إرسال مساعدات للشعب اليمني والطريقة المثلى لإيصالها.
الاتصال بالمنظمات
– ما جديد هذا النشاط ¿
– الأستاذ أحمد كروش يشرح هذه الأنشطة بالقول: .قمنا بتنظيم ندوات صحفية فتح صفحة في موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك باسم اللجنة الجزائرية لمناصرة الشعب اليمني وستبقى اللجنة على هذا المنوال في العمل مع طموح توسيع نشاطها لضم عدد أكبر من الناشطين أفراداٍ أو جمعيات والاتصال بالمنظمات الناشطة في مجال حقوق الإنسان وطنياٍ ودولياٍ.
ضحية لمؤامرة
– وكيف تقيمون أثر أنشطتكم على مستوى الشارع الجزائري¿
–  لقيت نشاطات اللجنة ترحاباٍ من طرف الشارع الجزائري إلا الفئة المؤدلجة منه التي تناصر حركات الإسلام السياسي, ومع كل يوم يمر يزداد يقين الشعب الجزائري بأن الشعب اليمني ضحية لمؤامرة تستهدف ثرواته وشعبه.
– من يزودكم بمستجدات العدوان وما يقترفه من جرائم في حق أبناء اليمن¿
يتابع كروش: تستقي اللجنة معلوماتها عن العدوان والجرائم المرتكبة من وسائل الإعلام المقاومة المرئية والمقروءة كقناة الميادين العالم المنار المسيرة اليمن اليوم وصحف عربية لبنانية وغربية ومواقع التواصل الاجتماعي وبعض أفراد الجالية اليمنية بالجزائر وعلى رأسهم الدكتور علي حسن الخولاني.
يستنكر العدوان
– هل يغطي الإعلام الرسمي في الجزائر أحداث اليمن بحيادية¿ وكيف تقيمون تغطيته للحرب التي تشن على اليمن¿
يقول كروش: الإعلام الجزائري الرسمي يستنكر العدوان ويركز على الحلول السلمية أما القنوات الخاصة والصحف فكانت في البداية تستمد أخبارها من الإعلام الخليجي وبعض المصادر الغربية لكن مؤخراٍ النظرة بدأت تتغير وتتجه نحو الموضوعية باستضافة بعض أبناء الجالية اليمنية بالجزائر وكذلك بعض أعضاء اللجنة الجزائرية لمناصرة الشعب اليمني.
حل سياسي
– وفي سؤال عن المبادرات العمانية الجزائرية أجاب رئيس حزب جبهة الجزائر الجديدة-  الأستاذ جمال بن عبدالسلام قائلاٍ:
– السلطة في الجزائر موقفها علني ومعبر عنه في المحافل الدولية وهو استنكار العدوان, وترى أن الحل يجب أن يكون سياسيا وبمشاركة كل الأطراف السياسية اليمنية والحفاظ على الوحدة الترابية لليمن وأن يكون هناك حل سياسي دائم في اليمن, بالتعاون مع بعض الدول غير المشاركة في العدوان.
لم نتعرض لمضايقات
– هل تعرضتم لضغوط أو إغراءات من أي جهة بهدف وقف نشاطكم¿
نجيب بن عبدالسلام: اللجنة تعمل بنشاط ومثابرة مع كل الهيئات الشعبية والتنظيمات المدنية وتْسمع صوتها كل الجزائريين وتلقى استحساناٍ كبيراٍ من الشعب ولم تتعرض لأي نوع من المضايقات إلا من بعض الأشخاص المؤدلجين وصوت هؤلاء في الشارع الجزائري محتشم وغير مسموع إلا بين بعضهم البعض.
إفشال المخطط
وفي سؤال للمناضل بودلاعة: ما هي النصائح التي توجهونها للقوى السياسية في الداخل اليمني¿
يقول: طلبنا من القوى الوطنية في اليمن وعلى رأسها اللجنة الثورية العليا وأنصار الله والمؤتمر الشعبي العام وكل أفراد الجيش اليمني البطل واللجان الشعبية الآتي:
– الصمود والدفاع المستميت عن الأرض والعرض حتى إفشال هذا المخطط التآمري.
– الوفاء لدماء الشهداء والأرامل وكل المهجرين والنازحين وعدم التفريط في دمائهم وآمالهم.
– الحفاظ على وحدة اليمن وعدم الانسياق إلى مخططات الطائفية والمذهبية.
– الإسراع في ملء الفراغ السياسي في اليمن وذلك من خلال تشكيل مجلس رئاسي وحكومة.
– الحفاظ على استقلال وسيادة القرار السياسي في اليمن.
وفي حال عدم نجاح الحل السياسي لا سمح الله وتمادى العدوان في بغيه وظلمه نرجو تطبيق الخيارات الاستراتيجية للدفاع عن اليمن.
فيما يوجه الأستاذ أحمد كروش كلمة أخيرة لليمنيين يقول من خلالها:  في الأخير أملنا أن نرى اليمن دولة موحدة مستقرة ومستقلة وأن تسترجع مكانتها كقوة إقليمية كبرى بفضل شعبها وحضارتها وتاريخها وثرواتها وموقعها الاستراتيجي.
ختاماٍ..
الجدير بالذكر هنا ومن باب الإنصاف لمن يعمل بكل تفان ويسخر وقته وجهده لخدمة أهله وأبناء وطنه أجد نفسي ملزماٍ وراغباٍ بالإشادة والثناء والتعريف بالدور التنويري وعلى كل المستويات -الأهلية والرسمية- الذي يقوم به الدكتور/ علي حسن الخولاني في بلد (المليون شهيد) دولة الجزائر الشقيقة خدمة لقضية شعبه وتعريفاٍ بقضيته, وتبديداٍ للافتراءات وحملات التضليل التي تمارسها أجهزة الإعلام الخليجية والعربية والعالمية الساقطة في امتحان الشرف والمهنية والأخلاق نصرة ومساهمة منه في إيصال وتوضيح حقيقة ما تعرض له وطنه وشعبه من مؤامرة وعدوان سافر تعدى كل القوانين والشرائع والمواثيق الإنسانية على يد بعض من نسميهم إخوة لنا تآمروا وغدروا ولم يرعوا لنا إلا ولا ذمة.

قد يعجبك ايضا