الطلبة النازحون..على خطوط تماس امتحانات الشهادة

راعت وزارة التربية والتعليم هذا العام الطلبة النازحين الراغبين في تأدية امتحانات الشهادة بشقيها الأساسي والثانوي ..وقدمت لهم تسهيلات تراعي معاناتهم وظروفهم النفسية التي تسبب بها العدوان السعودي..
رغم تلك المعاناة إلا أن الطلبة النازحين وجدناهم أكثر عزيمة وإصراراٍ على خوض الامتحانات ..الثورة التقت عدداٍ منهم ونقلت انطباعاتهم التي أظهروا فيها ثقة عالية وعزيمة قوية على خوض الامتحان  ..ويفترض أن تكون هذه الروح محفزا لجميع الطلبة المتقدمين للامتحانات..

زياد القدسي طالب في الصف التاسع ومن الطلاب المتفوقين في الدراسة اضطرته ظروف الحرب إلى النزوح وأسرته إلى  صنعاء يقول القدسي: الخوف والهلع من الأوضاع وتوقف الدراسة  كانت من الأسباب الأساسية للنزوح ولكني جمعت كتبي وحقيبتي وانتقلت إلى صنعاء لنقيم عند أحد أقاربنا ..والآن مستمر بالمذاكرة بشكل منتظم بعد أن سجلت في إحدى المدارس ووجدنا تسهيلات كبيرة من التربية.
وأضاف : لن نتوقف عن التعليم مهما حصل مادامت الأجواء مهيأة ومناسبة لخوض الامتحانات ولن نلتفت للإشاعات لأن هذا مستقبلنا ولا بد من أن نحصد النجاح.
واعتبر نفسه في مهمة وطنية لأن الامتحانات كما يقول عملية سيترتب عليها نجاحه ومستقبله وخدمة بلده بعد التخرج.
قلق طبيعي
الطالبة هيفاء حسين في الصف الثالث ثانوي تروي معاناتها لنا تقول: كنت أعمل جدولاٍ للمواد الدراسية وأذاكر كل يوم بانتظام حتى أحصل على معدل كبير استطيع أن أقدم في المجال الذي أرغب فيه تحديد مستقبلي وفي تلك الليلة المرعبة التي تم فيها القصف على المعسكر المجاور لمنزلنا كانت حالة الخوف والهلع بشكل كبير وصراخ إخوتي الصغار ما جعلنا  نقوم أنا وعائلتي بالنزوح إلى القرية ولا استطيع المذاكرة في هذه الأجواء التي تحوم فيها الطائرات بشكل مرعب وأصوات الانفجارات زادت حالة الخوف والقلق والتوتر عندي ولا أقدر أن اطلع واستعد للامتحان لأني أخاف من الذهاب للامتحان ولا أعود إلى منزلي بسب القصف .
 يوافقها الرأي الطالب عبدالرحمن لطف الذي قال: الحالة النفسية غير مستقرة وخصوصا مع قرب الامتحانات  فكيف ونحن نعيش اليوم ما نعيشه من ظروف الحرب ونحن نتنقل من مكان إلى آخر بسبب القصف مما جعل نفسيتي غير مهيأة للمذاكرة  والخوف من الذهاب إلى الامتحان .
إصرار وعزيمة
الطالب مصطفى عبد الجليل  له قصة ممزوجة بالمعاناة والألم خاصة وأنه فقد والده بصواريخ العدوان ..لكنه رغم ذلك ورغم نزوحه وأسرته من منزلهم  معاناتهم فهو  يبذل كل جهده ويتحدى الظروف المعيشية القاسية التي تزيد من التوتر والقلق والخوف ليحقق حلم أبيه بأن يحصل على معدل عالُ ويصبح طبيبا في المستقبل لتتحول بذلك  الحالة النفسية عند مصطفى من عامل معيق إلى  حافز للاستعداد للامتحانات وحصد أعلى المعدلات.
وقال إنه جاهز للامتحان واستطاع أن يمر على المنهج بشكل كامل وهو على ثقة بأنه سينجح ويثق أيضا في أن الأسئلة ستأتي مراعية للظروف التي مر بها الطلبة خلال العدوان الغاشم.
معنويات عالية 
من جهته يقول الطالب إياد وهاس  : أتمنى أن تستمر الأوضاع بهذا الهدوء حتى نكمل الامتحانات لأن هذه الحرب قد حطمت معنويات الطلاب وأريد خوض الامتحان وسوف أبذل كل جهدي لأتجاوز هذا العام وسأقاوم لأكون من الشباب الذين يخدمون وطنهم بتفوقهم ..
 ويأمل إياد مساعدة الوزارة وتقدير وضع الطلاب النازحين الذين تركوا منازلهم لأن هذا بلا شك سيؤثر على نفسياتهم .  
الطالب عبدالله  بكري  نازح وتدور برأسه هواجس حول الأسئلة والتصحيح يقول متسائلا :يا ترى كيف ستتعامل الوزارة هذا العام في وضع الاسئلة والتصحيح ¿
لكنه عاد مجددا ليتحدث عن ثقته بأن الوضع سيكون جيدا وأن الوزارة سوف تراعي كل الظروف التي حصلت خاصة مع الطلاب النازحين .
وعن نفسه قال : أنا جاهز للامتحان وإن شاء الله سوف أحقق نتيجة ممتازة .
ودعا أقرانه إلى بذل المزيد من الاهتمام والمذاكرة لتجاوز هذا العام الاستثنائي والاستفادة من التسهيلات التي قدمتها التربية .
وتمنى أن تحل مسألة الكهرباء سريعاٍ وتدخل البلد حالة توقف للعدوان كي يتمكن جميع الطلبة من تحقيق ما يتمنونه .
يبقي الأمل
خالد وناصر وفؤاد طلاب يطمحون للحصول على منحة دراسية رغم أنهم طلبة نازحون .
وبثقة عالية : نزحنا اضطراريا بعد تعرض الحي الذي نسكن فيه إلى قصف صاروخي من قبل العدوان السعودي  ومعه تعرضت مدرستنا لأضرار بليغة .
لكنهم يؤكدون استعدادهم الكامل لخوض الامتحانات بعدما تمكنوا من الاستقرار وتوفر خدمة الكهرباء عبر الطاقة الشمسية بمساعدة أصدقائهم وأقاربهم في مكان نزوحهم.
ويرون أن مراعاة التربية للطلاب النازحين دفعتهم لبذل المزيد من الجهد والمثابرة.
وهمس خالد بصوت منخفض: بالتأكيد الوزارة سوف تراعينا عند وضع الأسئلة وعند التصحيح.
لا توجد عراقيل
بدوره قدم مدير عام الامتحانات بوزارة التربية والتعليم  الأستاذ / شكري الحمامي كل التطمينات للطلبة النازحين بالقول :  هذا العام سيكون استثنائيا بالنسبة للطلاب النازحين فقد جعلنا كافة المراكز الامتحانية مفتوحة أمام الطلاب النازحين من أي منطقة حيث يستطيعون التوجه إلى أي منطقة تعليمية يسكنون فيها حاليا ويتم التعامل معهم كأي طالب في نفس مدارس المنطقة التعليمية من دون أي عراقيل بعد تعبئة الاستمارة التي تسمح لهم بإجراء الامتحانات بشكل سلس وبدون عراقيل..
مؤكدا أنه تم إصدار أرقام الجلوس لطلاب الثانوية العامة بموجب بيانات ثاني ثانوي واستمارات طلاب المرحلة الأساسية (الصف التاسع).
وأوضح أن الإجراءات تنطبق على الطلاب النازحين من المناطق الملتهبة (عدن – لحج -الضالع- صعدة – تعز).

قد يعجبك ايضا