كارثة صحية تهدد حياة 120 مريضا بالفشل الكلوي

قال الدكتور جمال الشامي رئيس هيئة مستشفى ذمار أن الهيئة قدمت العلاج لعشرات الجرحى الذين أصيبوا في مناطق مختلفة من  الجمهورية جراء الضربات الجوية وعمليات القصف التي وقعت خلال المائة يوم الماضية دون تمييز أو استثناء الضحايا وجلهم من المدنيين لافتا إلى أن الغارات الجوية التي يشنها تحالف العدوان العسكري السعودي تعد السبب الأساسي في سقوط المدنيين  .
ودعا الشامي في هذا اللقاء الذي أجرته معه “الثورة ” إلى تلافي حدوث الكارثة الإنسانية المحتملة من نفاد الكمية المحدودة من محاليل جلسات الغسيل الكلوي في هيئة مستشفى ذمار العام .

* ما تقييمك لأداء عمل هيئة مستشفى ذمار خلال المرحلة الراهنة ¿
– بالطبع هيئة مستشفى ذمار العام تؤدي عملها على أكمل وجهرغم الصعوبات الجمة التي هي نتاج الإخلال بالمنظومة المتكاملة للنظام الصحي في بلدنا اثر الحصار المطبق والظالم على الجمهورية اليمنية من قبل العدوان السعودي وحلفائه .
كما استقبل المستشفى حالات من خارج محافظة ذمار من محافظات اب والضالع وتعز وعدن ولحج .
* ما طبيعة هذه الحالات ¿
– بالتأكيد الحالات الوافدة من خارج المحافظة هم ضحايا مدنيون لتحالف العدوان السعودي بالإضافة إلى أعداد من الجيش والأمن واللجان الشعبية والمستشفى يقوم بتقدم خدماتها العلاجية للجرحى والمصابين دون تمييز أو استثناء ويعالج تلك الحالات ويتحمل النفقات حتى تشفى
* الأوضاع الإنسانية  كيف تراها الآن ¿
– الوضع في اليمن أضحى كارثيا بسبب العدوان الذي ترك أثره السلبي على شتى مناحي الحياة ونحن في هيئة مستشفى ذمار العام تأثرنا بشكل مباشر من هذا الوضع كمؤسسة صحية تحمل على كاهلها هم تقديم الرعاية الطبية للمواطنين الألمفعلى سبيل المثال الخدمات الطبية المجانية التي كان يقدمها المستشفى خلال العام المنصرم 2014 قدرت بـ ثلاثة وثلاثين مليون ريال بينما تضاعفت  تلك الخدمات المقدمة لشريحة الفقراء والمتضررين والفئات المهمشة والسجناء والنازحين خلال النصف الأول من العام الحالي إلى حوالي سبعة وستين مليون ريال .
* كم عدد الحالات التي لجأت إلى المستشفى جراء العدوان السعودي ¿
– بالنسبة للحالات الوافدة من خارج محافظة ذمار 1360 جريحا تنوعت إصاباتهم مابين ضحايا القصف السعودي وحلفائه ومابين ضحايا الاشتباكات المختلفة .
كما استقبل المستشفى  248 جريحا و33 شهيدا من مديريتي ذمار ويريم سقطوا جراء قصف الطائرات للمدنيين .
* ماذا عن الأدوية ومحاليل الغسيل الكلوي ¿
– لا أخفيك أننا في إدارة الهيئة من أطباء وعاملين نبذل جهودا مضنية للحيلولة دون خروج أي قسم من أقسام المستشفى عن الخدمة وحاولنا أن نلبي احتياجات المستشفى من الأدوية وسعينا لفتح آفاق تعاون وشراكة مع سائر المنظمات المحلية والدولية الفاعلة في البلد للمساهمة في حشد الموارد لتعزيز برامج الرعاية والخدمات الصحية في المستشفى وبالفعل نجحنا في خلق نوع من الشراكة من خلال اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية وهاتان المنظمتان كانتا لهما مبادرات جادة وملموسة في الدعم والمساندة منذ بدء العدوان السعودي وحلفائه وثمة منظمات أخرى تم التواصل معها وعقد الكثير من الاجتماعات لكنها ليست ذات جدوى .
وكما تفضلت في سؤالك عن العوائق فوحدة الغسيل الكلوي تعاني من نقص وتوافر محاليل جلسات الغسيل الكلوي للمرضى وكادت هذه الإشكالية أن تعيق سير العمل في هذه الوحدة إلا أنه تم حلها من خلال عدة لقاءات وتدخل مباشر من محافظ ذمار وأسفرت تلك الجهود عن الحصول على 500 جلسة غسيل كلوي من قبل المؤسسة الاقتصادية اليمنية بتمويل  فاعل خير من أبناء المحافظة .
* ألا ترى أن هذا الأمر يعتبر حلا مؤقتا ¿
– بالطبع نحن في قيادة الهيئة نضع هذه الإشكالية في سلم أولوياتنا ولا أخفيك أننا وجهنا أكثر من أحد عشر نداء استغاثة  للمنظمات الدولية والمحلية وطالبنا الجهات المسؤولة في وزارة الصحة لمساعدتنا في حل هذه الإشكالية الإنسانية التي لربما تعرض المرضى للموت فالاحتياج الشهري لجلسات الغسيل للمرضى على مستوى المحافظة في حدود 1280 جلسة غسيل شهريالـ 120 حالة بصورة دائمة ناهيك من  استقبال المستشفى  لعدد 22 نازحا و14 من أفراد القوات المسلحة يحتاجون لجلسات الغسيل الكلوي مما ضاعف العبء على وحدة الغسيل الكلوي فوق طاقته الاستيعابية المقررة بنسبة 40%.
* ما الحلول من وجهة نظركم ¿
– أولا لا بد من الإيضاح أن المستشفى تعاقد مع إحدى الشركات الأجنبية لاستيراد محاليل  الغسيل الكلوي ألا أن تحالف العدوان العربي بقيادة السعودية منع إرسالها من دبي وهذا الأمر  فاقم من معاناة مرضى الفشل الكلوي لكننا لن نألو جهدا في التواصل مع وزارة الصحة والصليب الأحمر الدولي لمحاولة التغلب على هذه الإشكالية .
* ما التحديات التي تواجه سير العمل في الهيئة الآن ¿
– لعل من أهم التحديات هو انعدام وارتفاع أسعار الأدوية التي يترتب عليها تحمل الهيئة نفقات باهظة لشراء الأدوية وتوفيرها لجرحى وضحايا العدوان السعودي فالمستشفى يستقبل هذه الحالات وفق نظام الفاتورة المفتوحة ناهيك عن العلاج ثم ما يؤرقنا وكما أسلفت هو عملية توفير المحاليل لمرضى الفشل الكلوي .
كما أن الأزمة المالية الراهنة هي في حد ذاتها إشكالية أخرى تعوق عملنا في الهيئة فالموارد المالية المخصصة حاليا ككل ليست كافية فعلى سبيل المثال الموازنة السنوية للهيئة والتي تقدر بحوالي مليار ومائتين وسبعين مليون ريال لا تدفعها وزارة المالية كاملة فقط تزودنا بالمرتبات شهريا أضف إلى ذلك تزودنا مابين 5الى 15 مليون كنفقات تشغيلية وهذا خاضع لإمكانيات الإخوة في الوزارة وكان الأحرى في هذه المرحلة التي يشهد فيها اليمن عدواناٍ عسكرياٍ سعودياٍ أن تعتمد موازنة طوارئ للمستشفيات لا أن يتم إيقاف بقية البنود في الميزانية المخصصة للهيئة وتصور أن يتم إيقاف بند النظافة لمؤسسة صحية أيعقل هذا أضف إلى ذلك تعرض مبنى المستشفى لقصف الطيران السعودي للمقبرة المجاورة للهيئة أدى ذلك إلى أضرار في أسقف المبنى وفي الأجهزة والمعدات ومع الأسف الشديد أن القصف حدث خلا ل زيارة الصليب الأحمر الدولي .
* ثمة انتقادات سمعتها من مواطنين يشكون من الإهمال في أروقة المستشفى ¿
– ربما ما يحدث ليس قصورا بل تهاوناٍ لكننا في قيادة الهيئة نخطو خطوات جادة وشاملة لتصحيح أي اختلالات فيما يتعلق بتحسين كفاءة العاملين في المستشفى أو في أي مشكلة قد تظهر ومن نافلة القول أننا في الهيئة نبذل جهوداٍ حثيثة تضمن مستوى عاليا من الرعاية الطبية والخدمات المقدمة للمرضى .
* كلمة أخيرة تودون قولها ¿
– من الضرورة بمكان التأكيد على الأوضاع الكارثية التي يعانيها القطاع الصحي في بلادنافالغارات السعودية هي المسؤول الأول عن سقوط الجانب الأكبر من الضحايا المدنيينوعلى وزارة الصحة والمنظمات الإنسانية العاملة في اليمن بذل مزيد من الجهود لتلافي الوضع الصحيوكذا على المجتمع الدولي والإنساني أن يتحمل مسؤولية الكارثة الإنسانية الوشيكة نتيجة توقف المستشفيات العامة  عن أداء واجبها الإنساني والأخلاقي ما قد يؤدي إلى وفاة مرضى العناية المركزة والحالات والعمليات الاسعافية الحرجة ومرضى الاحتياجات الخاصة من مرضى الفشل الكلوي والحروق وغيرها من الحالات الخطرة.

قد يعجبك ايضا