زوجة شهيد: فقدنا عائلنا الوحيد.. والعيد فرح مؤجل

في بلادنا  كان للطيران السعودي موعد في كل لحظة مع استهداف الضحايا بكل وحشية وإجرام فقد استهدف ولايزال كل حي تنبض فيه الحياة محدثا بذلك عدداٍ كبيراٍ من القتلى والجرحى ولم يكن ضحايا الغارات هم الوحيدون فهناك ضحايا جْلهم من النساء والأطفال قضوا في داخل منازلهم..
الثورة زارت بعض أسر الشهداء وسألتهم ..كيف استقبلوا  العيد..¿ وما مدى تأثير هذا الواقع المؤلم عليهم¿ وما رأي ذوي الاختصاص بكيفية التعامل مع الضحايا..¿

ترد بسبب الغارات المتواصلة للعدوان حالات كثيرة إلى مستشفيات أمانة العاصمة منهم من تكون إصابتهم متوسطة وبسيطة ومنهم من تكون إصابته من الدرجة الثالثة وهي أخطر أنواع الحروق فهي إما تؤدي إلى الوفاة أو إلى الإصابة بتشوهات خطيرة ترافقه طوال الحياة وهنا تطول فترة علاج هذه الحالات وقد يستغرق العلاج فترة .. هذا بحسب ما ذكرته منظمة الصحة العالمية في وقت سابق والتي حذرت من أن مثل هذه الحالات تحتاج أدوية ومستلزمات خاصة تعذر دخولها بسبب الحصار الذي تفرضه دول العدوان على اليمن.
قصة مؤلمة
تعيش  زوجة عبدالله الحرازي (مهندس كهربائي)  الألم والمعاناة بكل أشكالها حيث  تعرض زوجها لإصابة غيرت مجرى حياتهم وحولها إلى كابوس , وتقول راوية لقصة مأساتهم: زوجي يعمل في مؤسسة الكهرباء وفي سابع أيام شهر رمضان تم استهداف أحد المنازل داخل حينا بمديرية بني الحارث في العاصمة بصاروخين وحين انفجر الصاروخ الأول كانت الكهرباء قد عادت للحي وبسبب عدم استطاعة المسعفين لإنقاذ المصابين بسبب سقوط أسلاك الضغط العالي في حوش أحد المنازل التي سقط سقفها على ساكنيه عمل على قطع الأسلاك لتسهيل إنقاذ الأسرة غير أن الطائرة عاودت قصف المنزل بصاروخ ثانُ, وتعرض لعدد من الشظايا القوية بعد أن طرحته شدة الضربة أرضا من أعلى السلم فسقط على ظهره وبعد وصوله للمستشفى قرر الأطباء بتر ساقيه بعد أن أصيب بشلل رباعي افقده الحركة نهائيا , وتضيف: ساءت حالته النفسية كثيرا كما أصبحنا نعيش نحن في صدمة متواصلة كوني وأطفالي فقدنا من يعولنا وأصبحت كل مستلزمات وتكاليف علاج زوجي بعد خروجه من المستشفى مسؤوليتنا.. وعن العيد قالت زوجة عبدالله: لم يعد في قلبي أي شيء يذكرني بالعيد قلبي يتضرع إلى الله في كل لحظة بأن يأخذ بثأرنا من كل دول العدوان ويجعلهم يدفعون ثمن إجرامهم إضعافا مضاعفة.
ومن الحالات التي شاهدتها في مستشفى المؤيد وكانت مبكية ومؤلمة حالة أسرة  تعرضت للقصف  بصاروخ إحدى الطائرات الملعونة في منطقة الجراف توفي الجميع ونجا رب الأسرة بجسد مقطوع الساقين وبالقرب من المنزل المستهدف أسرة نجت حيث تقول الطفلة أماني: لقد فقدت أعز صديقة لي قتلتها الطائرات لا أريد الحياة وجهي أصبح مشوها بسبب الحروق والعيد لا يهمني أبداٍ.
إنسانية الأطباء
وعلى الصعيد الطبي حدثنا الدكتور عمرو جابر – طبيب أخصائي  –رئيس منظمة إنسانية طبيب قائلا : إن على الطبيب المعالج أن يكون على درجة عالية من الإنسانية للتعامل مع جرحى قصف الطائرات وما أكثرهم هذه الأيام بسبب سوء العدوان السعودي ونتيجة لظروف المستشفيات الصعبة تجعل أحيانا بعض الأطباء يتخذ قرار البتر أو إزالة أي عضو قرار عاجل في سبيل إنقاذ حياة المصاب وأضاف: من خلال خدمتي بالمستشفى ومن خلال تعدد الحالات التي وردت علي تأكدت من حقيقة واحدة أن الطبيب المعالج يجب أن تكون درجة إنسانيته عالية للتعامل مع الفاقدين لأعضائهم حيث أنهم ليسوا مرضى عاديين بل أفراد يتسمون بروح النشاط والشباب وضحايا عدوان بربري شاء المولى أن يختبر صبرهم فانتزع أعضاءهم وهم أحياء مشدداٍ على أهمية أن يكون الطبيب حكيماٍ فإعادة التأهيل الأولى تقع على عاتقه خاصةٍ وأن الدماغ يبقى فترة غير مستوعب فقدان العضو فيعطي أوامر للعضو المبتور مما يخيل للمريض أن عضوه مايزال على قيد الحياة وعادةٍ تلك الأوامر الوهمية تؤذي مشاعر المريض ونفسيته ليحتاج إلى تأهيل حتى يتخلص من معاناة تحريك عضو غير موجود .
وأوضح عمرو جابر أن مسؤولية الطبيب لهذه الحالات مسؤولية تتعدى علاقة طبيب بمريض فالطبيب المعالج يجب أن يكون أكثر تفهماٍ لمشاعر المريض العاطفية واحتوائها إلى جانب بث الروح المعنوية المرتفعة مضيفاٍ أنه على الطبيب أن لا يرمي المعلومة دون أي مراعاة للمشاعر وحجم تحمل المصاب.
مأساة يريم
في ثاني أيام العيد كان عدد من أسر مديرية يريم بمحافظة إب مع موعد من الموت والدمار  ففترة تأخر إحدى العائلات في الطريق المؤدي إلى القرية كان كفيلا باستشهاد أربع نساء وطفلين وإصابة رب الأسرة سالم الكهالي بحروق قاتلة وبتر يدي اليمني يقول: كنت أتوقع الموت في أي لحظة كغيري من اليمنيين جراء القصف المكثف من قبل طيران العدوان السعودي غير أنني لم أكن أتوقع تلك البشاعة في القتل حيث يتم  استهداف مجاميع الأهل والأحبة والأصدقاء وهم يبتهجون بفرحة العيد..
سالم الكهالي يؤمن بالقضاء والقدر ويقول بأنه سيفرح بالعيد القادم وهو يتمنى الخروج من المستشفى سريعا ويعتبر أبناءه وزوجته شهداء الوطن وسيخلدهم التاريخ مدى الحياة.

قد يعجبك ايضا