جرحى العدوان .. صور تحكي ملحمة ثبات وصمود

> رغم الألم والانتظار يحتفلون بالعيد..ويؤكدون: بوصلتنا النصر
> انتصارات الجيش واللجان الشعبية تخفف آلامنا

عيدهم استثنائي بكل المقاييس..عيدهم صمود وصبر..وتسام على الجراح..إنهم جرحى العدوان السعو أمريكي الجبان , القابعون خلف جراحهم وأنينهم في مستشفيات بالكاد تنبض بالممكن والمتاح من الإمكانيات الصحية..التي حرص العدوان الغاشم على تأخير وصولها تارة ومنعها ومحاصرتها تارة..في توجه قفز على كل ما هو إنساني..
جرحى الحرب زارتهم تحقيقات الثورة في العيد..فوجدت إرادات صلبة ..ونماذج تنبض بالروح الوطنية الوثابة التي ترى في النصر بوصلة لا يمكن أن تحول اتجاهها..
وفي السياق .. انطباعاتهم في العيد, وهاكم الحصيلة:

أحمد جحاف أصيب بشظية في صدره في منطقة كريتر محافظة عدن إثر غارة شنها العدوان السعودي على المنطقة ويصف شعوره بالعيد بالقول: نحمد الله أولا الذي دفعنا للدفاع عن الوطن, والنصر في الحقيقة هو عيدنا وفرحتنا الحقيقية.
ويضيف أيضا :رغم كل الظروف الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية التي فرضها علينا العدوان إلا أن فرحة العيد لازالت باقية في نفوسنا وأرواحنا بالرغم من كوننا رهن سرير المرض والألم ولم نتمكن من زيارة ومعايدة أهلنا وذوينا ومشاركتهم فرحة العيد.
ويتابع :لكن جاء الأهل لزيارتنا إلى المستشفى واجتمعنا سوياٍ وتذوقنا حلوى العيد وسط فرحة بالغة استشعاراٍ واستبشاراٍ بفرحة النصر التي ضحينا وسنضحي من أجلها الكثير والكثير .
أجواء الفرحة
ويوافقه ذات المشاعر أنور الفتيحي الذي فقد قدمه اليمنى ويعيش أوضاعاٍ صحية حرجة.. إلا أن ذلك لم يحل بينه وبين الفرحة بأجواء العيد.
ويقول بفخر : شاركنا في مختلف جبهات الصمود ومع اللجان الأمنية من أجل استتباب الأمن والاستقرار في نقاط التفتيش , وطيلة أيامنا تلك ونحن على يقظة تامة ومتوقعين أن يْغدر بنا أو نْقتل في أي لحظة ولم نكن نبالي ما دمنا اخترنا هذا الطريق وارتضينا لأنفسنا الشهادة في سبيل الله أملاٍ بأن ينتصر اليمن ويتم تدمير مكامن الشر والفتن راضين بما كتبه وقسمه الله لنا.
ومضى يقول: ولهذ لن يمنع البغاة فرحتنا بالعيد بالرغم من أننا بعيدون عن أهلنا فهم في محافظة إب وأنا هنا جريح في صنعاء وكنت أنوي أن أنتقل إليهم إلا أن الظروف لم تسمح لنا بذلك.
وواصل حديثه بالقول: لا بأس أن نتشارك فرحة هذا العيد بالتهاني والتبريكات عبر الهاتف مع البعيدين وأن نخلق أجواء الفرحة مع زملائنا الجرحى هنا في المستشفى في أحاديث شيقة عن العادات والتقاليد في كل محافظة وكل منطقة ينتمون إليها ونتذكر الأيام الماضية ومقارنتها بعامنا هذا بالرغم من كونها ذكريات مريرة لفقدنا العديد من الزملاء في مختلف الجبهات إلا أننا نشعر بالفخر كونهم رحلوا عنا شهداء!!.
إرادة صلبة
محمد عطوان أصيب بشظية في ظهره أقعدته مشلولاٍ في وضع إنساني وصحي مزرُ..محمد شاب في مقتبل العمر لم يرحم المعتدون شبابه كغيره من آلاف الجرحى والشهداء, وبهذا الصدد يقول محمد : لم أكن اتوقع أن يحدث ذلك لي وكنت أطمح للشهادة ومع ذلك سنصبر ونضحي من أجل بلادنا الكثير والكثير وسنتحدى العدوان بصمودنا وثباتنا ولن نركع أو نستسلم سنعيش حياتنا كما هي.
وأضاف: رغم آلام المرض بعد أن تنقلت من مستشفى إلى آخر أملاٍ في العلاج والشفاء إلا أن الإصابة كانت أبلغ من ذلك فهذا هو قدري وقدر الكثيرين من أمثالي – والحمد لله – ها أنا اليوم في منزلي على سرير المرض.
محمد يضيف والايمان يملأ قلبه :كل هذا لم يمنع مشاركتي الآخرين هذه الفرحة العيدية فقد ذهبنا لزيارة الأهل والأقارب واجتمعنا سوياٍ كما كنا في الأعياد السابقة ونسينا العدوان وغاراته وابتسمنا وضحكنا وسْعدنا كثيراٍ ونحن نشاهد الأطفال يلبسون ثياباٍ جديدة ويلعبون بتفاؤل ومرحُ كبير كل ذلك أحيا في نفوسنا هذه الفرحة العيدية وأيقنا أن هذا الصمود سيتبعه نصر بإذن الله.
دور الجمعيات
الحال ذاته يعيشه أسامة الديلمي– 20 عاماٍ – الذي يحكي هو الآخر ملحمة صمود وإيثار : كنت أنا العائل الوحيد لأسرتي وما من عيد يأتي حتى أوفر لهم كافة المستلزمات العيدية من ملبس ومأكل وحلوى, غير أن إصابتي برصاصة اخترقت الجهة اليمنى من الصدر في تعز جعلتني طريح فراش المرض لعدة أشهر وأصبحت عاجزاٍ عن الوفاء بالتزامات أسرتي العيدية.
أسامة لا يعرف الاستسلام طريقا إلى قلبه وهو يقول : لن نستسلم لهذه الظروف القاهرة , فعندما علمت الجمعيات والمنظمات بتضحيات الجرحى بادرت إلى دعمنا خصوصا في العيد عبر زيارتنا إلى مختلف المستشفيات وتقديم جعالة العيد وبعض من المبالغ المالية , وهذه الزيارة كانت عاملاٍ مساعداٍ لنا وأسرنا في هذه الظروف وأشعرتنا بتقدير بالغ من قبل كل اليمنيين للتضحيات التي قدمناها في سبيل الوطن .

قد يعجبك ايضا